إن كل مقاربة خارج هذا السياق هي قراءة ذاتية تتجاهل أن سياسات الاحتلال وممارساته على الأرض هي ما يحدد في نهاية المطاف توقيت اندلاع الانتفاضات الشعبية الفلسطينية وطبيعتها ومداها . هذا عوضاً عن أن الاحتلال "الإسرائيلي" هو أسوأ احتلال في التاريخ . فهو عنصري ينكر وجود شعب فلسطين وحقوقه . وهو إقصائي لم يتردد في التخطيط لإزاحة هذا الشعب من التاريخ والجغرافيا والسياسة حيث نفذ تطهيراً عرقياً دموياً شاملاً في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام ،1948 وتطهيراً عرقياً جزئياً مشابها شمل نصف سكان الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967 . وهو ما انفك يتمسك بلاءاته الصهيونية التعجيزية ويرفض كل تسوية سياسية للصراع تلبي الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية . ما يعني أن هذا الاحتلال لن يرحل إلا إذا تحول مشروعه إلى مشروع خاسر بالمعنى السياسي والبشري والاقتصادي والمعنوي والأخلاقي . وهو الأمر المساوي للقول: إن خيار المقاومة الفلسطينية بالمعنى الشامل للكلمة لم يكن يوماً خياراً ذاتياً، إنما خيار مفروض ودائم تتغير أشكال التعبير عنه ومستويات تجليه ووتائر تقدمه أو تراجعه في هذه المحطة أو تلك . وبتكثيف وإيجاز شديدين التصعيد السياسي والميداني غير المسبوق لحكومة المستوطنين بقيادة نتنياهو يجعل الانفجار الشعبي الفلسطيني الشامل حتمياً تقدم الأمر أو تأخر، ما يفرض على القوى السياسية الفلسطينية المنظمة بألوانها وبمستوياتها الشعبية والرسمية التهيؤ والتوحد سياسياً وميدانياً لتلبية استحقاقاته . لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا