خرج مدنياً.. وحل هناك عسكرياً.. وانتهى ب «جاكت» يحمل نجمة الشيوعية ... إنه ملخص زيارة عبدالفتاح السيسي لروسيا والتي جادت بمادة خصبة للسخرية والتهكم من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي. زيارة السيسي والتي حاول الإعلام المؤيد للانقلاب تصويرها باعتبارها تأكيداً على خروج مصر من التبعية الأمريكية، جاءت لتكرس دخول مصر لمرحلة جديدة من التبعية لكل من الولاياتالمتحدة وروسيا في آن واحد، إذ لا تبدو اللقطات المصورة للسيسي مع المسئولين الروس وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، تختلف عن نظيرتها التي التقطت للسيسي مع المسئولين الأمريكيين على رأسهم جون كيري وزير الخارجية. السيسي بدا عليه التوتر والارتباك منذ بداية الزيارة وحتى نهايتها، بل جاءت الكلمة التي ألقاها فقيرة جداً وتلاها السيسي كما لو كان يقرأ من كتاب للمحفوظات. وأثار الثناء المبالغ فيه من قبل السيسي بحق بوتين سخرية نشطاء التواصل الاجتماعي، بعد أن ردد في جملة واحدة كلمة «حضرتك» 3 مرات حيث قال لبوتين «أشكر حضرتك لإتاحة الفرصة لمقابلة حضرتك رغم وقت حضرتك» وهو ما اعتبره كثيرون أمر حط من قدر مصر، حيث لم يحدث من قبل أن قام مسئول أو رئيس مصري بالحديث لأي مسئول بالعالم بهذه الطريقة التي وصفت بالمذلة. جاكت السيسي ذو النجمة الحمراء أثار ايضاً سخرية مواقع التواصل، خاصة بعدما تبين أنه «هدية» من بوتين، ما دفع البعض للسخرية من الأمر بالقول إن «السيسي معملش حسابه في لبس تقيل فاضطر يستلف من دولاب بوتين»، فيما قال آخر «مبروك يا نجم.. ويا ترى من الوكالة ولا الموسكي؟ ولازم بوتين يذلك يعني ويخليك تتصور بيه». ويبدو أن السيسي كان يعلم مسبقاً بحجم السخرية التي ستناله من هذه الزيارة فاصطحب معه من يحمل عنه قليلاً بعضاً من هذه السخرية وكان اختياره موفقاً في وزير خارجية الانقلاب نبيل فهمي الذي واصل تصريحاته المثيرة للسخرية والمعبرة عن مدى ارتباكه وتلعثمه اللذين يصاحبانه دائماً خاصة في الزيارات الخارجية أو اللقاءات بالصحفيين الأجانب، فكان لفهمي نصيب وافر من السخرية، لاسيما بعد أن ارتكب عدة أخطاء في اللقاء الصحفي الذي جمعه بنظيره الروسي، حيث قال «الفريق» السيسي ثم يعود بعد ذلك متذكراً الترقية الأخيرة للرئيس «غير المنتخب».