لسنا أمام مواقف تفاوضية "إسرائيلية" متشددة لتحسين نتائج تسوية سياسية، بل أمام مواقف أيديولوجية صهيونية ثابتة لم تتزحزح قيد أنملة، ولن تتزحزح طالما ظلت موازين القوى بالمعنى الشامل للكلمة على حالها، وطالما ظلت الاستراتيجية الوطنية الفلسطينية والقومية العربية لإدارة الصراع على حالها، وطالما ظل ملف القضية الفلسطينية في قبضة الراعي الأمريكي لمفاوضات ما انفك كيري يعمل على بلورة "اتفاق إطار" أو "إطار اتفاق" سيقدمه قريباً بموافقة شاهد الزور -"اللجنة الرباعية"- إلى طرفي التفاوض مع قبول تسجيل تحفظات كل طرف منهما عليه، لضمان استمرار التفاوض الثنائي المباشر تحت الرعاية الأمريكية، ولمنع إعادة ملف الصراع إلى رعاية هيئة الأممالمتحدة ومرجعية قراراتها، وفي أقله لمنع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية من استكمال خطوة حصول فلسطين على مكانة "دولة مراقب" في هيئة الأممالمتحدة بالانضمام إلى جميع منظماتها ووكالاتها وهيئاتها التخصصية، وأولاها "محكمة الجنايات الدولية"، وللحيلولة دون خلق ظروف سياسية تسهل اتخاذ خطوات جادة لإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي الذي من دون طي صفحته السوداء يتعذر بناء استراتيجية سياسية فلسطينية جديدة وشاملة بوسعها الصمود في مواجهة التصعيد السياسي والميداني في السياسة "الإسرائيلية" الأمريكية، خاصة في ظل انشغال مراكز القوة العربية بهمومها الداخلية، وفي ظل ما تشهده من أشكال التقتيل والتذبيح والتدمير والتخريب والتفتيت المذهبي والطائفي والجغرافي والسياسي . وهو -أساساً- ما يجعل قادة "إسرائيل" يتجرؤون على إعلان شروطهم ومطالبهم الأيديولوجية الصهيونية، من جهة، ويجعل إدارة أوباما تتجرأ على إعلان تبنيها الرسمي والعلني لهذه الشروط والمطالب، من جهة ثانية . لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا