أشعر اليوم تباطؤا في الثقافة السياسية والثقافة عموما .. فالقاهرة مشغولة بأبعاد مصيرها الذي ما زال غير واضح وبه شجون الناس الذين ارتبكوا بالتغيير وعندما ظنوا أنه أتاهم لم يجدوه. ودمشق هي الأخرى تعيش دموعها اليومية، وجرحها النازف لا يمل دما قانيا والخراب يملأ الأمكنة ولا ينساها أبدا .. وأما العراق، فعليه العوض، رغم إيماني بأنه مفتوح الجرح إلى حين، لكن الحين تلك هي الأصعب في توقيتها، قد تأتي متأخرة لكنها سوف تأتي، ومع هذا أخاف إن تأخرت أن لا يبقى بلد بحجم أسطورة جميلة كتبها العرب ثم كتبت نفسها. وأما لبنان، فها هو ما زال يطبع، يتقدم في الطباعة، لكن لا أحد يقرأ، ومليح أن ثمة من يكتب، من يستطيع الكتابة، من يتأمل قبل الشروع بها، ألا تحتاج الكتابة إلى تأمل كبير كي تصطاد النص الجميل. نندب حظوظنا نحن الذين قامرنا بهذا النوع من الأعمال الذي يظل يحتاج إلى منابع له، فإذا بها في أماكن بات صعبا الوصول إليها، وإن وصلت فمن باب التحدي أنك فعلت ما هو مطلوب منك وأكثر.عواصم العرب الأساسية تهتز مع ريحها السموم، فتحرجنا، وقد نمل ذات ساعة أن ننسى ما هو شغلنا الشاغل، أي الكتابة والقراءة. يبدو أن الصخب أحيانا لا يؤدي إلى قرار إذا ما اعتاد المرء عليه، وأن السكون فيه مقاتل للنفس، وأما التوازن الذي تمر به الأحوال فبين علو وانخفاض، بين شد ومد، بين محاولة ومحاولة معكوسة، بين بين ... تظل الأكثر إشغالا للمرء في يومياته وفي بحثه. التغيير الذي يحصل على عجل إصابة في غير محلها، بل تاريخ مبتور الهدف قد لا يمكن كتابته بهدوء التاريخ المثمر. لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا