لنفترض أنك كفؤ لوظيفة تسعى للحصول عليها ، المشكلة الآن هي أن كثير من الآخرين لديهم أيضا ما يؤهلهم لذلك ، وإذا كنت تنوي إرسال طلب الحصول على وظيفة بالبريد مرفقا برسالة تهدف إلى إجراء مقابلة شخصية مع صاحب العمل فستجد الكثير من الناس يفعلون نفس الشيء . إذن ، كيف تثير اهتمام صاحب العمل بدرجة كافية لمعرفة مؤهلاتك مما يتضمن لك إجراء مقابلة شخصية ؟ . إن طلب الحصول على وظيفة هو طلب للحصول على وظيفة أي أنها تشترك فى شيء واحد ، فهي تتضمن معلومات شخصية عنك ، التدريب الذي حصلت عليه ، الخبرات ، والمؤهلات ، وهذا هو كل شيء ، فلا يوجد هناك شيء تستطيع أو ينبغي أن تقوم به للتعديل فيه . إذن ألا توجد هناك طريقة لجعل الطلب الذي تكتبه متميزا بطريقة ما ، عن البقية والذين يتمتعون بنفس الكفاءات أو حتى أكثر منها ؟ . نعم توجد طريقة لتحقيق ذلك . ولكنها لا تتعلق بكتابة الطلب ولكن بكتابة الرسالة التي ترفق به . كما تعلم ، فإن طلب الحصول على وظيفة دائما ما يكون نسخة طبق الأصل ، يطبع ، يصور ، أو ينسخ . من ناحية آخرى ، فإن الخطاب المرفق به يعتبر هو الأصل الذي يبعث به الراسل شخصيا إلى صاحب العمل ، وهو الذي يحتوي على فرصتك للحصول على وظيفة . وبما أنني قمت شخصيا بفتح وقراءة ألاف من تلك الرسائل ، يمكنني أن أخبرك بأن معظم الناس يفقدون واحدة من أهم الفرص التي يحصلون عليها لخلق انطباع جيد لدى صاحب العمل بما يضمن لهم إجراء مقابلة شخصية معه . وبدلا من السير خطوة واحدة ، يقومون بفعل واحد أو ما يزيد مما يلي : * يحاولون أن يظهروا بمظهر الأذكياء أو العباقرة * يرسلون رسائل رسائل تقليدية * يبالغون فى مهاراتهم فإذا أردت أن يجلس صاحب العمل طوال الليل منصبا فى فراشه لقراءة رسالة تطالب فيه بالحصول على وظيفة ، وإذا أردت أن تثير اهتمامه بدرجة كافية بحيث يرغب مباشرة فى إجراء مقابلة شخصية معك ، فعليك إذن باتباع هذه القاعدة التي تضمن لك النجاح بنسبة 99 % : اذكر فى رسالتك المعلومات التي توضح المعاناة التي تحملتها فى سبيل أن تعلم شيئا عن الشركة ، خاصة الأشياء المتعلقة بالعمل . كنتيجة لما تعلمته ، فإنك شغوف جدا للعمل بهذه الشركة . يستخدم معظم الناس نفس التعبيرات فى جميع الرسائل ، وما يميز رسالة عن آخرى هو أسم المتلقي والعنوان ، ويفوت الراسل أن يذكر شيئا ما يعرفه عن الشركة ، خذ النصيحة من أفواه المجربين : فعندما كنت اتلقى مثل هذه الرسائل نادرا ما كنت أصادف رسالة من شخص يثبت اهتمامه الكبير بشركتي نتيجة لأشياء عرفها عنها ، وإذا ما ذكر الراسل لي كيفية إعجابه أو إعجابها بالعمل فى شركتي على وجه الخصوص ، فإن هذه الرسالة تضمن مكانها لدي ضمن الطلبات المقبولة . معظم المسؤولين عن منح وظائف للآخرين يشعرون بنفس الشيء وكنت أناقش هذا الأمر مع صاحب مؤسسة صناعية حينما كنا فى مكتبه وذهب إلى درج المكتب وأخرج رسالة ليعرضها علي ، وكان هذا هو الجزء الذي أرادني أن أقراءه : أعتقد أن الجائزة الأخيرة التي حصلت عليها شركتكم لجودة المراقبة كان يجب استحقاقها منذ زمن طويل ، والآن كثيرا ما يفرض على العامة بضائع رديئة الصنع مما أثبت أن سمعتكم التي عرفت عنكم بجودة المنتجات دائما ما أعطت الناس شعورا متحمسا نحو الشركة ، ويعد تواصل خدماتكم دون انقطاع موع حسد فى مجال الصناعة ، ولقد علمت أنه سيتم قريبا توسيع قسم الصيانة وآمل أن تكون هناك فرصا لذوي الخبرة من المشرفين على الصيانة . وقال زميلي " يمكنك أن تلقي نظرة على التاريخ ، «يا سكوت » فإن هذه الرسالة مكتوبة منذ خمس سنوات ، وستكون على صواب فى افتراض الشخص الي تمت مقابلته وتعيينه " وسألته " كيف استطاع أن يحقق ذلك ؟ " فأجابني قائلا " إنك تنظر إليه الآن " وأتى بالصفحة الثانية من الرسالة فوجدت توقيعه فى أسفل الصفحة . وقد أعجبت كثيرا بهذه الشخصية إذ أنه نجح فى أن يترقى من مراقب فى قسم الصيانة إلى مدير مصنع فى خمس سنوات فقط . ولكني أدركت عندئذ أنه إذا كان الشخص يقظا بدرجة كافية لكتابة رسالة كهذه ، فسوف يفوز بالكثير دائما . وإليك المغزى من هذه القصة : فى المرة القادمة تكون فيها فى سوق العمل قم بإجراء بحث صغير عن الشركات التي تود العمل فيها ، وعندما تكتب الرسالة المرفقة بالطلب ، أخبر الشركة فى عبارات محددة عن أسباب رغبتك فى العمل لديها . ولن تنتظر طويلا للحصول على نتيجة إيجابية .