يبدو أن الانقلاب الذي فرط في مهانة المصريين عبر قتلهم واعتقالهم بالآلاف لمجرد أنهم قالوا رأيهم، فرط أيضا في كرامة مصر عربيا وإقليميا فبعد أن قال نائب كويتي بملء فمه لعدلي منصور الرئيس المعين "الكويت ليست البقرة الحلوب دائماً" بعد أن استعجل الأخير الوديعة الكويتية لمصر، قال الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس وزراء الإمارات، وزير شؤون الرئاسة، إن «الدعم العربي لمصر لن يستمر طويلا، وعلى مصر أن تفكر في حلول مبتكرة وغير تقليدية». وقال الدكتور حازم الببلاوي، رئيس الوزراء، خلال لقائه مع «بن زايد»، إن الحكومة المصرية تعمل في هذا الاتجاه فعلياً، مشيرا إلى أن الفوائض المالية بشركة «سوميد» تساهم الحكومة المصرية فيها ب50%، والباقي للإمارات ستستخدم في سداد بعض مديونيات الشركات الأجنبية. كما عرض «الببلاوي» مشاركة الإمارات في الصناديق الخاصة التي يكون لها انعكاس إيجابي على الاستثمار في مصر. وطالب الجانب الإماراتي بإصلاح تشريعي في مصر يحمي الاستثمارات العربية والأجنبية، وهو ما أكد «الببلاوي» العمل عليه من خلال وجود المحاكم الاقتصادية لفض النزاعات الاستثمارية، وإجراء بعض التعديلات التشريعية لحماية الاستثمارات. وأوضح أن مصر لديها رؤية استراتيجية للمدى البعيد، بالرغم من أن الحكومة الحالية انتقالية، ومن المفترض أن تعمل على الخطط العاجلة التي تلبي حاجات المواطنين، لكن الحكومة تبني لمن يأتي بعدها لتحقيق انطلاقة مهمة للاقتصاد المصري. كما التقى «الببلاوي» مع جاسم المناعي، رئيس صندوق النقد العربي، وطلب منه أن يساهم الصندوق في دعم المشروعات الاستثمارية في مصر، وأبدى «المناعي» استعداده لزيارة لمصر ودعمها في أي وقت يريده وزير المالية المصري. من ناحية أخرى، كان النائب الكويتي، صالح عاشور، قد هاجم الرئيس المعين عدلي منصور بشأن تصريحه الذي استاء فيه من تأخر الوديعة الكويتية لمصر، حيث قال في تدوينه له على صفحته الشخصية مخاطباً "منصور" بحِدة "الكويت ليست البقرة الحلوب دائماً". وكان من اللافت للنظر أن الحكومة المصرية لم تعلق على التصريح الذي اعتبره الكثيرين من مستخدمي "فيس بوك" أنه تعدي على الدولة وإهانه للذات للمصرية، واعتبره البعض الآخر أنه ردة فعل طبيعية من الكويت على التسول الذي مارسته مصر بعد الانقلاب.