أصبح العنف وسوء التصرف سمة من سمات مجتمعنا المصري، لدرجة أننا بدأنا نعاني منه داخل الحياة الاجتماعية والزوجية في بعض الحالات . العنف لماذا ؟ يرى علماء النفس أن اللجوء لاستخدام العنف له أسباب متعددة أهمها : غالبا مايكون السلوك العنيف تعبيرا لمشاعر دفينة في أعماق الشخص مثل مشاعر الخوف والشعور بالذنب والشعور بالدونية والخجل وعدم قدرة الشخص على السيطرة على دوافعه وانفعالاته والشعور بالإحباط وتفاهة الذات، ويفشل الشخص في القدرة على الإعتراف لنفسه بوجود تلك المشاعر ، ولذلك يعمد على إخفائها وإنكار وجودها ، وكرد فعل لفشله في دمج تلك المشاعر مع ذاته والإعتراف بوجودها عن وعي لذا يعمد إلى توجيه جام غضبه الذي يقترن دائما بسلوك عنيف. التعامل السيئ الذي تلاقاه المريض في طفولته، وأن أسلوب المعاملة القاسية للوالدين أو أحدهما، واللجوء إلى ضرب الطفل بقساوة، وإذلاله وإهانته وعدم احترامه وحرمانه ، واعتماد سلطة صارمة في البيت، اعتقادا منهم بأن هذا الأسلوب في التعامل مع الطفل سيقوّم سلوكه ويبني شخصيته وينصاع لسلطة الأسرة، سيؤدي إلى أن يلجأ من يتلقى هذا النوع من المعاملة إلى نفس الأسلوب مع أبنائه، ويعيد حلقة استخدام العنف، ويصبح مؤمنا بضرورة اللجوء إلى العنف كأسلوب ناجح في تقويم الشخصية وبنائها. يكون العنف نابعاً في حالات كثيرة عن اضطرابات سلوكية ونفسية وعقلية، فمن الملاحظ أن السلوك العنيف هو عرض من أعراض اضطرابات مثل السايكوباتية، والسوشيوباتية، والسادية.