اجعل عملك خالصاً لوجه الله, ولاتنتظر شكراً من أحد, ولاتهتم ولاتغتم إذا أحسنت لأحدٍ من الناس, ووجته لئيماً , لا يقدر هذه اليد البيضاء , ولا الحسنة التي أسديتها إليه , فاطلب أجرك من الله ، يقول سبحانه عن أوليائهِ : " يبتغون فضْلاً من الله ورِضواناً " يقول سبحانه عن أنبيائهِ :"وما أسألكم عليهِ من أجرٍ" " قُلْ ما سألْتكم من أجرٍ فهو لكُمْ " " وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَىٰ " " إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا " . قال الشاعر: من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس . فعامل الواحد الأحد وحده فهو الذي يثيب ويعطي ويمنح, ويعاقب ويحاسب,ويرضى ويغضب ,سبحانه وتعالى . قتل شهداء بقندهار, فقال عمر بن الخطاب للصحابة: من القتلى؟ فذكروا له الأسماء, فقالوا: وأُناس لا تعرفهم فدمعت عينا عمر, وقال:ولكن الله يعلمهم وأطعم أحد الصالحين رجلاً أعمى فالوذجاً "من أفخر الأكلات", فقال أهله: هذا الأعمى لايدري ماذا يأكل ، فقال:لكن الله يدري ما دام أن الله مطلع عليك ويعلم ما قدمته من خير,وما عملته من بر,وما أسديته من فضلٍ,فما عليك من الناس .