لكي يرتقي تشخيص مأزق حركة "حماس" من مستوى التوصيف إلى مستوى التحليل القادر على اجتراح العلاج الشافي، فإن على أحد ألا ينسى حقيقة أن حركة "حماس" هي في التحليل الأخير فرع لجماعة الإخوان المسلمين قرر الانخراط في المواجهة مع الاحتلال بعد عشرين عاماً من انطلاق الثورة الفلسطينية المسلحة المعاصرة، ومن معاداة فصائلها والتحريض الأيديولوجي عليها، بل والإقدام على الصدام العنيف معها أحياناً . كما يجب ألا يغيب عن ذهن أحد دلالات أن هذا الانخراط المتأخر جاء بعد ضغوط مارستها قواعد التنظيم على قيادته، وزادت وتيرتها بعد تأسيس حركة الجهاد الإسلامي وانخراطها في مقاومة الاحتلال، حيث شكلت منافساً لفرع "الإخوان" في فلسطين، يغرف عضويته وشعبيته من القاعدة الشعبية ذاتها . لكن، على الرغم من دلالات كل الحقائق أعلاه في خط سير حركة "حماس"، عدا دلالات حقيقة فشل كل محاولات ضم "حماس" بعد تأسيسها في العام ،1988 إلى إطار "القيادة الوطنية الموحدة" للانتفاضة الشعبية الكبرى، (1987-1993)، إلا أنه لم يكن بوسع أي وطني فلسطيني جاد وجدي في مواجهة الاحتلال، إلا مواصلة محاولات ضم حركة "حماس" إلى الإطار الوطني الجامع، ذلك ليس فقط لأنها في التحليل الأخير، شئنا أو أبينا، جزء من التنظيم السياسي الفلسطيني، لكن أيضاً لأن انتقالها من مجرد فرع لجماعة الإخوان المسلمين يعادي فصائل العمل الوطني ويصطدم معها إلى حركة مقاومة للاحتلال كان خطوة إلى الأمام، ذلك من على قاعدة: "أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً"، ومن على قاعدة الرهان على أن يفضي الانخراط الميداني للحركة في مواجهة الاحتلال إلى تغيير في العقلية "الإخوانية" الأيديولوجية لقيادتها . لكن لأن "الطبع غالب على التطبع"، ولأن نظام "السمع والطاعة" السائد بين قواعد الحركة وقيادتها، وبين الأخيرة ومكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، فإن تغييراً من هذا القبيل لم يحصل . بهذا، وبه فقط، يمكن تفسير ما تعيشه الحركة من مأزق لا يمكن الخروج منه إلا بتخلي قيادتها عن أوهام "البديل الأيديولوجي" التي تبددت في الواقع . فهل تتخلى قيادة "حماس" عن هذه الأوهام لمصلحة الانخراط في التنافس الديمقراطي على قاعدة برنامج الإجماع الوطني؟ولكي يرتقي تشخيص مأزق حركة "حماس" من مستوى التوصيف إلى مستوى التحليل القادر على اجتراح العلاج الشافي، فإن على أحد ألا ينسى حقيقة أن حركة "حماس" هي في التحليل الأخير فرع لجماعة الإخوان المسلمين قرر الانخراط في المواجهة مع الاحتلال بعد عشرين عاماً من انطلاق الثورة الفلسطينية المسلحة المعاصرة، ومن معاداة فصائلها والتحريض الأيديولوجي عليها، بل والإقدام على الصدام العنيف معها أحياناً . كما يجب ألا يغيب عن ذهن أحد دلالات أن هذا الانخراط المتأخر جاء بعد ضغوط مارستها قواعد التنظيم على قيادته، وزادت وتيرتها بعد تأسيس حركة الجهاد الإسلامي وانخراطها في مقاومة الاحتلال، حيث شكلت منافساً لفرع "الإخوان" في فلسطين، يغرف عضويته وشعبيته من القاعدة الشعبية ذاتها . لقراءة المقال كاملا اضغط هنا