الحمائم داخل الكونجرس فقد بنوا معارضتهم للضربة العسكرية على مخاوف تورط أميركا مرة أخرى في حرب مكلفة في العالم العربي، قائلين إن ضربة محدودة ستضع الولاياتالمتحدة على طريق خطير تتحول بموجبه الدعوات الحالية لتدخل محدود إلى مطالب لاحقة بتدخل حاسم. وهم أيضاً يحيلون إلى ما يعرف بعقيدة «باول» التي صاغها وزير الدفاع السابق كولين باول عندما حدد مجموعة من الشروط قبل التفكير في أي تحرك عسكري أميركي منها التكلفة الاقتصادية والعواقب السياسية وظروف التدخل، ثم درجة التأييد المحلي والدولي، وهي أمور لم تجتمع بعد لقرار التدخل في سوريا. ويشير المعارضون خصوصاً إلى غياب الدعم الدولي والمحلي، فقد أعرب الرأي العام الداخلي من خلال استطلاعات الرأي ولقاءات أعضاء الكونجرس بالناخبين عن إنهاك واضح لدى الرأي العام جراء الحروب المتلاحقة في الشرق الأوسط، دون أن ننسى تعذر الحصول على دعم دولي واسع حتى من الحلفاء الأوروبيين غير المتحمسين. ولكن فيما عدا هذه الإشكالات التي كشف عنها النقاش الأميركي هناك أيضاً قضايا أخرى ظلت غائبة مثل توابع التدخل الأميركي على فرص التسوية السلمية، وآثاره السلبية على المسيحيين الذين تقول التقارير إن نصفهم تقريباً غادروا سوريا، هذا بالإضافة إلى ارتفاع عدد اللاجئين، وأسئلة أخرى عديدة حول طبيعة رد حلفاء دمشق المحتمل في إيران والعراق و«حزب الله». وفي جميع الأحوال ومهما امتد النقاش الذي سيحسم خلال الأسابيع القليلة القادمة يبقى الأهم التركيز على حقيقة أساسية مفادها أن الحل الأنسب للصراع الدائر في سوريا هو من خلال تسوية سلمية متفاوض عليها كونها الهدف النهائي لكل مسعى سواء دبلوماسي، أو حتى عسكري. لقراءة المقال كاملا اضغط هنا