في إطار تحليله للمشهد الراهن وأهم مستجداته، يرى المحلل السياسي أحمد فودة - مدير مركز النخبة للدراسات السياسية - أن هناك عملية تشويه ممنهجة لفظية ومادية ضد رافضي الانقلاب، وخاصة ضد الإخوان، يقوم بها الانقلابيون، تقوم على ارتكاب المجازر ضد القوى المؤيدة للشرعية لإرهابها ومنعها عن مقاومة الانقلاب، وهناك مجازر أخرى ضد مؤسسات الدولة خاصة الشرطية والعسكرية، ثم يتم إلصاق التهمة للإخوان بهدف شيطنتها وتحويلها إلى عدو أول وبث الكراهية والتحريض ضدها. وتأتي عملية مهاجمة ممتلكات الإخوان الخاصة لتحويل عملية الكره التي يبثها إعلام الانقلاب لواقع نعيشه، وذلك عن طريق بلطجية أو شرطة بزي مدني لخلق صورة ذهنية مصطنعة بأن جزءا من الشعب تحول لعدو للإخوان، وهذا ليس صحيحا ومن يستهدفهم ليس الأهالي كما يزعم الإعلام. ولفت"فودة" ل"الحرية والعدالة" إلى أن "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" قبل فض الاعتصامات كان قد قبل بمبادرات للتهدئة تقوم على أساس الإفراج عن المعتقلين ووقف القضايا الملفقة، والبدء في حوار جدي للتوصل لحل، مقابل التزامه بالاعتصام بأماكن محددة دون خروج مسيرات، ولكن قيادات الانقلاب رفضت أو تراجعت قبل فض الاعتصام، وهذا ما أكده أيضا ما قاله المبعوثون الأمريكيون منذ عدة أيام وشواهد أخرى. وتابع فودة: وهذا يؤكد وجود مخطط واضح للتصعيد يبدو أنه أكبر من الانقلابيين أنفسهم؛ وأنهم لا يملكون قرار قبول أو رفض الحوار، بل إن إدارة المشهد معقدة للغاية ويتحكم فيها قوى دولية وإقليمية، وما نراه الآن من تذبذب الموقف الأمريكي دليل على ذلك. وشدد الخبير السياسي على ضرورة التمسك بالسلمية؛ لأنها السلاح الأقوى في مواجهة الانقلاب، كاشفا أنه من ضمن غايات قادة الانقلاب دفع القوى المؤيدة للشرعية للتخلي عن سلميتها ورفع السلاح، وهو أكبر خطر وتحدٍّ يواجه ويهدد عملية مقاومة الانقلاب، بل يهدد الدولة المصرية كلها. وبالفعل السلمية أقوى من الرصاص، وهي التحدي الأكبر الذي يخيف قادة الانقلاب؛ لأنه يؤدي لخلق عزلة دولية حوله وانضمام شرائح جديدة لرافضي الانقلاب، وبنفس الوقت تؤدي لتناقص دوائر مؤيدي الانقلاب. وقال "فودة": إن هناك محاولة لإلصاق مذبحة قتل 25 جنديا مصريا للإخوان، رغم سرعة إدانتهم للواقعة، وتاريخهم وواقعهم الذي ينتهج السلمية، وحفاظهم على هذه السلمية مهما كلفهم ذلك من تضحيات، وما شاهدناه بعمليات فض الاعتصامات خير دليل على نهج السلمية. ونبه فودة إلى أن واقعة مقتل الجنود ال25 تطرح العديد من علامات الاستفهام، منها أن الجنود لم يكونوا يعلمون بتوقيت نزولهم هذا إلا قبلها بأيام قليلة، بينما نزولهم كان مقررا بعد 10 أيام، كذلك نزولهم بملابس مدنية، فكيف عرفهم الإرهابيون بأنهم جنود وهم بالزي المدني؟! كذلك كيف تمت المذبحة بالقرب من كمين للجيش المصري؟ وكيف يقتل الجنود دون قتل السائقين؟ وكيف خرجوا دون ضباط وجنود لحمايتهم بالسيارة حيث من المعتاد خروج ضابط صف يرافقهم حتى وصولهم للقاهرة؟ وكلها تبحث عن إجابات.