الاكتئاب والبكاء والشعور بالضياع والاحباط عواطف لابد أن تختلجنا ، لكن يجب أن لا نجعلها تسكننا بل تغادرنا أو نغادرها نحن فالقرار بيدنا ، من منا لم يعتزل العالم لفترة ما من حياته شعر خلالها وكأن لاشيء في الدنيا يعدل مافقد من عزيز ومازال يشعر بخواء العالم من حوله بعيدا عنه . من يظن أنه الوحيد الذي يمر بمواقف محبطة فبالتأكيد أنه يعيش خارج عالمنا ، فالإنسان لابد أن يُمتحن بالمواقف الإيجابية والسلبية ليصبح إنسان سوي ، كما خلق الله السعادة خلق الحزن وكما أوجد الابتسامة على شفاهنا لتعبر عن فرحنا خلق الدموع لتغسل قلوبنا من ألم الذكريات المؤلمة . فلماذا نرى أن بعض الناس يتجاوز الذكريات المؤلمة والبعض الآخر يعيش حبيس اللحظة الماضية ويعيد شريط المواقف التي تعتصر قلبه ولايكمل طريقه؟! ترى إليزابيث كوبلر روس المعالجة النفسية والخبيرة في مراحل الحزن أن المرء قد يحتاج 18 شهر إلى عام تقريباً لتجاوز ازمة الحزن وآلامه ، كما تشير كوبلر روس أن الإنسان يجب أن يعيش الحزن بكل تفاصيله كما يعيش الفرح حتى يعبر الازمة بسلام ولايخادع نفسه بتجاوزها دون معايشة ، محذرة من ايذاء الجسد من أجل التعبير عن الحزن من خلال الصياح او خدش الجسد فلهذا أثر كبير على تدمير الذات . وتقدم لنا إليزابيث كوبلر روس شرح وافي لمراحل الحزن حيث تقسمه الى 5 مراحل لابد من عبورها حتى نصل إلى حالة العودة للوضع الطبيعي قبل التجربة المرحلة الأولى :الإنكار وهي عدم استجابة الدماغ التلقائي للأخبار غير المرغوب فيها و إنكار القلب ليعطيك الوقت للتكيف مع الوضع الجديد ، ففي مرحلة الانكار يشعر الإنسان وكأنه يحلم وأنه سيصحوا من الحلم يوما وتعود الأمور الى سابق عهدها سواء انتهاء علاقة او موت او فقد او خسارة شيء . المرحلة الثانية :الشعور بالغضب من الشخص الذي تسبب بالألم أو شريك حياتك المفقودة. أو بالغضب من نفسك للسماح لعلاقتك بأن تتضاءل أو من الظروف ، ومرحلة الغضب مهمة جدا .. فهي مرحلة انتقالية هو شعور صحي تماما ويكشف الألم الأساسي ويجعلك تبدأ مرحلة التصديق . المرحلة الثالثة مرحلة الإكتئاب : وتأتي عندما ينفض الداعمون من حول الشخص ويظنونه قد عبر الموقف فيعود للوحدة والعزلة ويسود الصمت حوله . ومرحلة الاكتئاب طبيعية ولابد ان يمر بها الشخص ولكن يجب أن تكون أقصر المراحل عمرا حتى لاتتحول إلى عرض نفسي يحتاج إلى معالجة وتظهر مضاعفاته . وهذه المرحلة من أقصر المراحل عمرا ولكن من أشدها خطورة ويحتاج فيها الشخص لقتل الوقت بالعمل المنتج أو اللجوء الى خالقه ليساعده في كل حين . المرحلة الرابعة مرحلة التفاوض : ولعلها أطرف المراحل وهي محاولة الذات للخروج من الحزن ولكن بأقل الخسائر وهي مايحدث عندما تمر ذكرى الموقف ، في مرحلة التفاوض أو كما تسميها كوبلر روس بالمساومة تجد الشخص غارق أحيانا في الحزن إلى الثمالة وفي يوم تجده عاد شخص عادي وكأن لم يمر بحزن . وفي مرحلة التفاوض يحتاج الشخص لمن يساعده كثيرا فهي كمن يحاول أن يمشي على حبل معلق ورجله مكسورة ليقول للعالم ها أنا أصبحت سليما. المرحلة الخامسة مرحلة القبول : سواء للخسارة أو انتهاء العلاقة وقبول حقيقة الوضع، فيبدأ بالشفاء، ويظهر تحسن في المزاج الخاص والعودة للحياة . ولكن لن يكون الشخص بعد المرور بموقف الحزن كمثله قبل الموقف وسيبقى هناك مايسمى بندبات الاسى وتظهر في لغة جسده لفترة تطول أو تقصر. وتواصل كوبلر روس تقديم بعض النصائح والمهارات التي من شأنها التعامل مع آثار الحزن والذكريات المؤلمة الناتجة عن المرور بالأزمة 1- املأ وقتك ، تناول طعام صحي ، وممارسة التمارين الرياضية لمدة 20 دقيقة يوميا ليساعدك على تحسين المزاج 2- لاتنقطع عن العالم ، عش بين الناس لا أحد يعلم أنك محطم من الداخل ولكن املأ جوفك بالتسبيح لله كلما لاحت ذكرى الألم وارفع رأسك عاليا وتنفس بعمق 3- الأنشطة التأملية ، استمع لصوت الماء حتى لو كان صوت "دش الاستحمام" ، انظر لمساحة خضراء ، اخرج لضوء الشمس ، واملأ قلبك بالأمل بالله 4- ارسم وعبر عن مشاعرك ، استخدم الألوان للتعبير عن حزنك غضبك ، وحدتك ،ألمك لايهم شكل اللوحة المهم استخدم الالوان وافرغ مشاعرك على الورق بالألوان 5- انخرط في عمل تطوعي فأنت الان خير من يتلمس حوائج الثكلى والفاقدين ، أعطي مشاعرك لمن يحتاجها ، ابحث عن كتف واربت عليه واملأ فراغ قلبك بالعطاء