تقرير تكتبه – منى محمود موجة من الخوف تجتاح السوق الخليجي بعد الانتشار المرعب لبكتيريا إشريشيا كولاى الجديدة التي انتشرت مؤخراً في أوروبا انطلاقاً من ألمانيا حتى أن دول عديدة اتخذت قرارات حاسمة بوقف الاستيراد خوفا على مواطنيها على الرغم مما أعلنه علماء صينيون قاموا بفك شفرة بكتيريا إشريشيا كولاى الجديدة التى تنتشر فى أوروبا حاليا وعثروا خلال اكتشافاتهم على جينات فى هذه البكتيريا تجعلها قادرة على مقاومة 8 أنواع من المضادات الحيوية . وذكر بيان صادر عن المركز الرئيسى التابع لمعهد بكين لأبحاث الجينوم السبت أن الباحثين اكتشفوا جينات فى السلالة "0104" المكتشفة حديثا من بكتيريا إشريشيا كولاى جعلتها قادرة على مقاومة أنواع رئيسية من المضادات الحيوية من بينها "السلفوناميد, والسيفالوتين, والبنسلين, والاستربتوميسين". وأضاف البيان أن ذلك الاكتشاف كشف السبب وراء الصعوبات التى يواجهها الأطباء فى أوروبا فى مكافحة هذه البكتيريا التى تسببت فى وفاة 18 شخصا ومرض قرابة ألفين موضحا أن هذا الاكتشاف سيساعد الأطباء على اختيار الأدوية الصحيحة للعلاج. وكان الباحثون الصينيون قد حصلوا على عينات "دى إن إيه" للبكتيريا من علماء فى ألمانيا وقاموا بفك شفرة الجينوم الخاصة بها تماما خلال 3 أيام وأعلنوا أن البكتيريا التى تنتشر فى أوروبا "سلالة جديدة من هذه البكتيريا وأنها معدية وسامة إلى حد كبير فيما يعتقد أن مصدرها خضروات ملوثة من ألمانيا". ولايزال العمل جاريا في المعهد الصيني لعلوم الجينوميات الواقع إلى الشمال من هونج كونج لرصد خصائص هذه السلالة. ويضم المعهد أكثر من 180 جهازا لرصد التسلسل الجيني ليصبح أضخم مركز بحثي من نوعه في العالم ويعمل به أربعة آلاف شخص. ومعظم سلالات ايكولاي غير مسببة للأمراض بل إنها تمد الإنسان بفيتامين ب إلا أن هذه السلالة اللعينة التي تروع ألمانيا وبعض بلدان أوروبا حاليا والمعروفة باسم (0104..اتش 4) فتعرف باسم سلالة شيجا المفرزة للسموم. وبمقدور هذه السلالة الالتصاق بجدران أمعاء المرضى ليتسنى لها إفراز سمومها مما يسبب الإسهال والقيء اما في الحالات الحادة فإنها تسبب تحلل مكونات الدم وانطلاق البولينا علاوة على مهاجمة الكلى مما يؤدىإلى الاصابة بالغيبوبة واعتلال وظائف أعضاء الجسم وربما السكتة الدماغية. ونبه كزافييه فيل من أن عدم التعرف إلى العنصر المسؤول عن نقل العدوى وسحبه من التداول يعني استمرار تسجيل الحالات المرضية موضحا أن العلاج يقوم على التعويض عن القصور الذي يسببه سم البكتيريا والمتمثل بانخفاض عدد كريات الدم الحمر والصفائح الدموية والفشل الكلوي حيث يمكن نقل الدم وغسل الكلى وفي أسوأ الحالات يتم تغيير البلاسما أما في الحالات الأقل خطورة فتتم معالجة أعراض الإسهال من خلال تعويض السوائل والمراقبة. ودعا كزافييه فيل إلى تجنب إعطاء المريض مضادات للإسهال موضحا أن المعهد الباريسي لا ينصح بإعطاء المرضى مضادات للالتهابات لأن ذلك يؤدي إلى تحرير التوكسينات أي السموم الموجودة بداخلها والمسؤولة عن تدمير خلايا الأوعية الدموية الدقيقة ما يزيد من حدة متلازمة الفشل الكلوي المصاحب لانحلال الدم. ولفت كزافييه فيل إلى أن هذه البكتيريا تنتقل عادة عن طريق لحم العجل المفروم والأجبان والحليب النيئ لكن اشتبه في وجودها في الخضار لأن هذا هو ما قاد إليه التحقيق بشأن الأطعمة التي تناولها المرضى الأوائل في ألمانيا مقارنة مع أشخاص غير مرضى يعيشون في المكان نفسه حيث تم الاشتباه بثلاثة عناصر هي الخس والطماطم والخيار. وأوضح كزافييه فيل أن هذه البكتيريا تتكاثر في الوعاء الهضمي للمجترات ويمكن أن تنتقل عبر البراز إلى البيئة والتربة والماء والروث حيث تبقى حية لبعض الوقت وفي حال وجدت على عنصر غذائي ولم يتم قتلها من خلال الطهي أو الغسل يمكنها أن تسبب العدوى. على صعيد آخر اتخذت السعودية اليوم السبت إجراءاً احترازياً يتمثل في إيقاف استيراد منتجات الخضار من أوروبا وبالذات من إسبانيا، بعد أن أدت بكتيريا 'إيشيريكيا كولاي' المنتشرة في بعض أصناف الخضار إلى وفاة 18 شخصاً في أوروبا، وإصابة أكثر من 1500 شخص. كماأكدت مصادر مشئولة في الامارات إنها معظم الخضروات التي تستوردها بعيدة عن الاتحاد الأوربي. ومن جهة أخرى وفي الوقت الذي رفعت فيه ألمانيا الحظر على استيراد الخيار الإسباني قامت روسيا بفرض حظر على استيراد الخضراوات من الاتحاد الأوروبي اعتباراً من الخميس. ووفقاً لصحيفة "الاقتصادية" السعودية، اعتبرت منظمة الصحة العالمية أمس الجمعة أن رصد هذه النسخة من البكتيريا على ضوء وباء يشكل 'سابقة'، مشيرة إلى أن هذه البكتيريا لم تتسبب بموجات وبائية في السابق. في حين تراقب وزارة الزراعة في السعودية انتشار هذه البكتيريا عالمياً، مؤكدة على لسان وكيل وزارتها للثروة الحيوانية المهندس جابر الشهري، أنها ستتخذ اليوم إجراء لإيقاف استيراد أي جهة لمنتج الخضراوات من أوروبا، لحين التأكد من المنظمات الدولية والصحية خلو الدول الأوروبية من هذه البكتيريا. وطمأن الشهري، المستهلكين في المملكة خلوها من البكتيريا المميتة حتى الآن، مشيراً إلى أن المملكة تستورد الخضار من بلدان أخرى خارج أوروبا، وتفحص في مطارات المملكة. وقال 'إلى الآن السوق السعودية آمنة من هذه الخضراوات، مع متابعتنا للمعلومات حول العالم مع المنظمات الدولية والصحية، ومن باب الاحتراز ستتخذ وزارة الزراعة اليوم إجراء ضد أي منتج خضار يأتي من أوروبا وبالذات من إسبانيا'. ومن بين الدول التي تستورد منها المملكة لمنتجات الخضار - حسب ما ذكره الشهري- دول جنوب شرق آسيا، باكستان، الهند، إثيوبيا، الشام، تركيا، الأردن، ومصر. وعالميا، أعلن أطباء ألمان أمس، عن استقرار انتشار البكتيريا المميتة أمس، التي تسببت في وفاة 18 شخصاً في أوروبا، وإن كانوا لا يزالون يجهلون مصدرها وطريقة تفشيها. وأعلنت منظمة الصحة العالمية أمس أن نسخة بكتيريا إيشيريكيا كولاي هي نوع معروف لدى البشر. وقالت فاضلة شعيب المتحدثة باسم المنظمة للصحافيين إن 'النسخة التي تم التعرف عليها في ألمانيا نسخة نادرة، وهي معروفة من قبل لدى البشر'، "غير أن رصد هذه النسخة على ضوء وباء يشكل 'سابقة'، مشيرة إلى أن هذه البكتيريا 'لم تتسبب في موجات وبائية' في السابق. وجريدة الطبيب تدعو أصدقاءها الأطباء لإبداء النصائح الطبية للوقاية من هذه البكتريا القاتلة