form id="MasterForm" onsubmit="var btn=window.document.getElementById("psbtn");if(this.s && btn){btn.click(); return false;}" action="/mail/InboxLight.aspx?n=2081975903" enctype="multipart/form-data" method="post" div class="ReadMsgBody" id="mpf0_readMsgBodyContainer" onclick="return Control.invoke("MessagePartBody","_onBodyClick",event,event);" منذ بداية القرن الماضي والحركة الإسلامية تنشط ويشتد عودها يوماً بعد يوم ، و تتعلم كيف ترتب أوراقها في كل مرحلة من مراحلها ، وحين نقول الحركة الإسلامية أو التيار الإسلامي لا نقصد جماعة أو دعوة بعينها ؛ إنما نقصد ذلك المجموع حين يجتمع وحين يوحد جهوده ، ويعلي مصلحة عليا ؛ وهي نصرة الحق وإقامة دولة العدل ، الحق الذي ضاع منذ سنين وهو الخلافة والحكم والشريعة وتعبيد الناس لرب العالمين . لكن كل مرحلة كان بها أزمات ، ومع كل أزمة يتحمل فصيل جزء كبير من مخاطرها ، وجزء يستفيد حتى يشتد العود ، وحتى نعود كما كان الصحابة والتابعين ، إن هذا الجيل الحالي جيل يتحمل فترة عصيبة وعظيمة من التاريخ ، فهذا الجيل شهد أول رئيس ذو توجه اسلامي مُحارب من الدنيا عربها وعجمها ، وهذا الجيل به علماء وشيوخ ودعاة أفاضل صحيح أن أغلبهم لم يأخذ العلم بالطريقة القديمة المعهودة في الأزمنة الماضية وهي التلقي لسنوات طويلة على يد العلماء ، إلا أن أغلبهم علم نفسه بنفسه ، وذلك للواقع المر الذي كنا نحياه بعد علمنة الدولة منذ أيام محمد علي ، وحتى من درس منهم على يد شيخ لم يلازمه فترة من الزمن ، ولذلك نجد هذا الاختلاف والذي سمح للعدو أن يستفيد من ذلك ، ويوقع بعض العداوة بين أبناء الحركة والتيار الإسلامي ، ويتجلى ذلك فيما حدث في ثورة 25 يناير ، فقد تخبط الدعاة والعلماء والشيوخ فيها كبيراً وصغيراً إلا من ثبت على الحق ، وسمعنا من هو ضدها و من هو معها ، ومن سكت وقال "لم أعلم حادثة مثلها وقعت حتى أقيس عليها" ، و كان ذلك بمثابة إعادة النظر مرة أخرى في "فقه النوازل" وأننا نحتاج إلى علماء ربانيين مخلصين يجتمعون ليقرروا في كل نازلة ما يرونه صواباً حتى يهتدي الناس بنورهم وبعلمهم ، لكن هذه إرادة الله ، و كان من يرى أنها سوف تسفر عن منكر عظيم وأننا في نعمة الأمن والأمان والطعام والشراب مع الدعوة أفضل حتى يأتي جيل يغير هذا الواقع ، وهذا جيد لكنه لا يتأتى إلا بجهاد عظيم ، وكان من يرى وجود رئيس مستبد هو الخير طالما أنه يدعو إلى الله عبر الشاشات والناس يسمعونه حتى تكون هناك قاعدة عظيمة تستجيب لله وللرسول فكل ذلك وغيره من الاجتهاد وإلا لم يكن الصواب لأن الحق الذي لا مرية فيه أننا مأمورين بمواجهة الظالم والأخذ على يديه ، لذلك كان الفريق الآخر مع الثورة يرى أنه جاء الوقت للتخلص من الظالم وإزالة الطاغوت من الأرض ولو مع التضحية لأن التضحية أصل ثابت في الإسلام ، والضرورة تقدر بقدرها ، والفريق الذي سكت و رأى أنه لا يستطيع أن يتكلم في وقتها حتى تسفر عن شيء يستطيع أن يتكلم به ظل ساكتاً، ومرت الثورة واجتمع الفرقاء على رئيس ذو توجه اسلامي ، ولكن دبت بين أبناء الحركة والتيار الإسلامي داء الأمم قبلنا الحسد والبغضاء ، وأعُجب كل ذي رأي برأيه وصارت الدنيا مؤثرة عند البعض فتكالب علينا الأعداء ، واستطاعوا أن ينقلبوا على الشرعية وعاد الأخوة الأفاضل إلى الخانة الأولى فريق مؤيد للحق والشرعية وهم من برزوا في الأمر الأول وهم ضد الانقلاب وضياع الحق ، وفريق مع الإنقلاب هم هم الفريق الاول الذي آثر السلامة ورضي بالأمن والأمان مع وجود الظالم المستبد ، وقال أن هناك متغلب بالأمر يجب طاعته دون أي حراك بل أنهم ساعدوا المتغلب فيما قام به و يحاولون نصرة رأيهم بكل سبيل ، وفريق ثالث هم هم ينتظرون عما تسفر عنه الحادثة حتى يتكلمون عنها وينظًّرون لها ويقول أنه لم يجدوا حادثة حتى يقيسوا عليها بل ومن تكلم منهم ما استطاع أن يقول رأيه واضحاً كل ما قاله أن طالب بحقن الدماء وهذا حق أصيل ومطلب شرعي لكنه لم يسفر عن رأي ، ولم يرشد الأمة إلى أمر فمتى يتكلم هؤلاء ؟؟ لو سكت من في الأمة من العلماء في كل زمان وفي كل مكان وفي كل نازلة لما قام الدين وانتشر وحاربت الأمة أعداءها وردت كيد المعتدين عنها . يا عباد الله متى تجتمعون أفي كل موطن لا تعقلون ؟؟ لوسكت العز بن عبد السلام ما حارب المسلمون التتار ولا أنتظر المسلمون حتى يربوا جيلا يحارب التتار، والوضع في مصر كان في ذلك الوقت أشد مما نحن فيه من الفسق والفجور والفساد في المجتمع ، ولم يكن أعظم من التتار جيشاً وقوة في ذلك الزمان وكانت مصر أضعف ما تكون ، فكيف يسكت أهل العلم والفضل ، لقد تكلم "الحسن البصري" و "سعيد ابن جبير" في وجه الحجاج ، وتكلم شيخ الإسلام "ابن تيمية" في وجه التتار ، وتكلم الشيخ "الشرقاوي" أمام الفرنساوين ، فمتى يتكلم العلماء ولو سكت علماء كل زمن لضاعت الأمة ، إننا في وقت لا ينفع فيه السكوت من أجل آثرة السلامة ، والذين يبحثون عن الأمن والأمان حتى لو باعوا أخوانهم فلم يجدوه ، لأننا نرد ذلك إلى سنن الله في أرضه طالما أنك تدعو إلى الله لابد أن تبتلى ، ولا سلامة لك من الناس ومن ركن للظالمين ورضي بهم فهو تحت الوعيد من الله أنتم الآن في لحظة من التاريخ لن تسامحكم الأجيال القادمة عليها ، وسوف تقفون يوم القيامة أمام الله علام الغيوب لكي يحاسبكم على نياتكم وأعمالكم ، فإلى متى لا نصدع بالحق ونأثر السلامة والله بيده مقادير السموات والأرض. والله ولي التوفيق [email protected]