بدأت رابطة فلسطين الخيرية بالنمسا حملة "إفطار الصائمين الفلسطينيين" الهادفة لتأمين إفطار للعائلات الفقيرة والمعوزة في الأراضي الفلسطينية طوال شهر رمضان المبارك، بالإضافة لمشروع هدية عيد الفطر للأيتام. وعن هذه الحملة قال المهندس هاني إبراهيم العضو المتطوع بالرابطة في تصريحات لموقع "إسلام أون لاين": "تحرص الرابطة على التنفيذ الدوري للمشروعات الإغاثية التي تستهدف القطاعات الفقيرة من أبناء الشعب الفلسطيني الذين يعانون من الاحتلال والحصار". وتابع: "يكتسب المشروع الإغاثي في رمضان هذا العام أهمية خاصة؛ حيث إن الشهر الكريم يحل في وقت تتزايد فيه أعداد الأسر الفقيرة في ظل حصار مشدد مفروض على الأراضي الفلسطينية وعلى الحكومة منذ نحو ستة أشهر". وأكد أن الرابطة "ستبذل هذا العام جهدا مضاعفا لتأمين أكبر قدر ممكن من إفطار الصائمين، الذي يقدم على هيئة طرود غذائية للعائلات المحتاجة، بالإضافة إلى هدية العيد للطفل المحروم، التي تقدم مع نهاية الشهر الكريم".
تكلفة الطرد ومن خلال الحملة أيضا يستطيع المتبرع أن يقدم مبلغ 15 يورو، توجه لصالح شراء هدايا عيد الفطر للأيتام والفقراء في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وأشار إبراهيم إلى أن الرابطة تضمن أيضا برنامج كفالات الأيتام داخل حملة إفطار الصائم، بحيث يمكن للمتبرع أن يكفل يتيما طوال شهر رمضان بمبلغ 45 يورو. وردا على سؤال عن مصدر تمويل تلك الحملة قال عضو الرابطة الخيرية إن "المحسنين من المسلمين كثير، ويساهم بقدر كبير أبناء الأقلية المسلمة والعربية في النمسا الذين يحرصون على تحقيق نوع من التواصل الدائم مع إخوانهم في فلسطين". وأكد إبراهيم على أن "باب التبرع والإسهام المادي مفتوح للجميع، ولكن هناك قيمة مادية خاصة تضعها الرابطة كإطار متوسط للتبرعات سواء لإفطار الصائمين أو كفالة الأيتام أو تقديم هدايا العيد". وفيما يختص بآلية جمع وتوصيل المعونات للفلسطينيين قال إبراهيم: "إن توصيل الإعانات المادية والعينية يتم دائما عبر مؤسساتنا الشعبية الخيرية العاملة في فلسطين، والتي نتعاون معها عن طريق الحوالات البريدية الرسمية. أما آلية الجمع التي تنفذها الهيئة داخل النمسا فتكون بعدة طرق ووسائل تتمثل في الإعلانات والملصقات والحملات البريدية".
ولبنان أيضا وأوضح إبراهيم أن جهدهم لا يقتصر على المحتاجين في الأراضي الفلسطينية فقط، ولكن يمتد إلى دول أخرى قائلا: "المعاناة اليومية التي يشهدها الفلسطينيون منذ عشرات السنين لا تشغلنا عن إخواننا من المنكوبين والمحتاجين في دول أخرى شريكة في مصير الاحتلال وألم الحصار". وأضاف: "حرصنا مع بداية العدوان الإسرائيلي على الشعب اللبناني وتدمير البنية الأساسية اللبنانية؛ على المشاركة في تسيير قوافل إغاثية خرجت من النمسا ووزعت محتوياتها على أهل المدن المنكوبة في لبنان وخاصة مدن الجنوب". وتأتي حملة هذا العام بعد نحو شهرين من إطلاق الرابطة حملتها السنوية لإعداد حقائب مدرسية للعام الدراسي في فلسطين؛ إيمانا بأن العلم هو "السلاح الفعال" للشعب الفلسطيني لمواجهة آليات الاحتلال. وفي إبريل الماضي أطلقت الرابطة حملة ال "100 يورو" بهدف إعانة الشعب الفلسطيني المحاصر اقتصاديا منذ أن شكلت حركة حماس الحكومة عقب فوزها في انتخابات يناير الماضي، من خلال توفير 100 يورو شهريا للأسرة الفلسطينية. وتأسست رابطة فلسطين الخيرية بالعاصمة النمساوية فيينا منذ نحو 15 عاما بمساهمة مجموعة من فلسطينيي النمسا بهدف إنجاز عمل خيري يسهم في توسيع محيط الدعم المادي للشعب الفلسطيني، وتوضيح صورة حقيقية لمعاناته والعمل على تخفيفها. وتوجد 3 مؤسسات وهيئات خيرية فلسطينية عاملة في البلاد. يشار إلى أنه في شهر رمضان الماضي أطلقت مساجد وهيئات إسلامية في أنحاء النمسا حملات واسعة لجمع التبرعات طوال شهر رمضان لمساعدة المنكوبين والمهجرين في كل من فلسطين والعراق وباكستان. ويوجد بالنمسا نحو 400 ألف مسلم؛ أي 4% من تعداد السكان الذي يبلغ 8 ملايين نسمة. وعدد المسلمين في العاصمة فيينا يبلغ حوالي 121 ألفا؛ أي نسبة 7.8% من سكان العاصمة. وعن تكلفة طرود رمضان قال إبراهيم: "تقاس هذه القيمة بحسب متوسط مستوى المعيشة في النمسا، فنعلن للناس أنه بمبلغ 3 يورو يمكن أن تفطر صائما محتاجا في فلسطين، وبمبلغ 30 يورو يمكن أن نوفر طردا غذائيا لعائلة متوسطة العدد بحيث يمكن أن يكفيها لمدة أسبوع".