دعا مسلمو كينيا الرئيس مواي كباكي إلى إعادة فرز أصوات انتخابات الرئاسة الأخيرة، تحت إشراف مراقبين مستقلين، في محاولة لوقف أعمال العنف التي اندلعت في البلاد إثر إعلان نتائجها. يأتي ذلك فيما كشف قيادي مسلم بارز عن تأييد الأقلية المسلمة الواسع لمرشح المعارضة ريل أوطنيجا وهو ما تمثل في تصويت غالبيتهم له بالانتخابات؛ وذلك لإعرابه عن تفهمه لقضايا الأقلية. وقال عبد الله عبدي رئيس منتدى القيادات الإسلامية في كينيا: "لقد طالب منتدى القيادات الإسلامية بإعادة فرز الأصوات من جديد مع إشراف دولي ومحلي"، مؤكدًا دعمه للأصوات المحلية والدولية الداعية للأمر ذاته. صحيفة دايلي نيشن الكينية الواسعة الانتشار نقلت هي الأخرى عن الشيخ علي شأى رئيس التجمع الإسلامي من أجل العدالة والحقيقة في كينيا طلبه من الرئيس الكيني كباكي قبول اقتراح إعادة فرز أوراق الانتخابات الرئاسية، تحت إشراف مراقبين مستقلين وبحضور وسائل الإعلام. وقال شأى: "إن إعادة فرز الأصوات تحتم على المتنافسين السيد كباكي والسيد أوطينجا القبول بنتائجها"، موجهًا دعوة للمسلمين "إلى الوقوف بجانب الحقيقة والعدل". الاقتراح ذاته تقدم به المدعي العام الكيني، أموس واكو حيث طالب بإعادة إحصاء الأصوات في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. جاء ذلك في حين أبدى الرئيس كباكي استعداده للبحث في تفاهم مشترك مع المعارضة "بعد استعادة الهدوء في البلاد" التي شهدت حتى الآن مقتل أكثر من 300 شخص وتهجير 100 ألف آخرين، إثر أعمال العنف التي اندلعت في البلاد بعد إعلان فوز كباكي في الانتخابات التي أجريت في 27 ديسمبر الماضي. واتهمت المعارضة الحكومة بتزوير الانتخابات لصالح الرئيس الحالي، فيما شكك مراقبون دوليون ومنظمات حقوقية محلية في تلك النتائج. تأييد إسلامي للمعارضة من جانبه، كشف عبدي رئيس منتدى القيادات الإسلامية أن "غالبية المسلمين صوّتوا لصالح مرشح المعارضة ريل أوطنيجا؛ بسبب تصريحاته المؤيدة لقضايا مسلمي كينيا، بينما صوّت عدد قليل من المسلمين لصالح مواي كباكي". وقال عبدي: "إن المسلمين صدموا بنتائج الانتخابات الرئاسية مثل غيرهم؛ بسبب ما حدث فيها من تلاعب". وألقى باللوم على "لجنة الانتخابات الكينية والتي قصرت في دورها في عملية فرز دقيق لأصوات الناخبين". وخلال الحملة الانتخابية وعد مرشح المعارضة المسلمين، بوقف كافة أشكال التعاون مع الولاياتالمتحدة في مجال ما يسمى "مكافحة الإرهاب" الذي أدى إلى تسليم عدد من المسلمين الكينيين إلى الولاياتالمتحدة. كما وعد بتنمية المناطق التي يتركز بها المسلمون. وأشار في السياق ذاته، إلى أن المسلمين في كينيا تضرروا مثل غيرهم من الكينيين بأعمال العنف التي أعقبت الانتخابات، حيث شهدت مناطق يقطنها مسلمون جرائم قتل وأعمال نهب وإحراق ومحلات تجارية لهم. دور إيجابي ولكن عبدي أكد أن المسلمين لا يشاركون في أعمال القتل والنهب والإحراق التي تسود البلاد. وأشار إلى "الدور الإيجابي للمسلمين" في وقف أعمال لعنف قائلاً: "نحن عقدنا مؤتمرًا صحفيًّا حضرته جميع وسائل الإعلام في كينيا دعونا فيه كافة المواطنين إلى الهدوء وإنهاء أعمال العنف". وتابع: "بجانب ذلك، المسلمون يقومون بتخفيف المعاناة عن المواطنين، سواء كانوا مسلمين أم لم يكونوا عبر مساعدات النازحين، وحماية الخائفين من القتل عمومًا. نحن نبحث الحل الأمثل لهذه الأزمة مع عقلاء كينيا في كافة التنظيمات السياسية والمدنية". ولقي مسلم واحد مصرعه في الأحداث الجارية، فيما جرح آخر في الأحداث. ولكن المسلمين تأثروا اقتصاديًّا بحسب عبدي، حيث تم إحراق ونهب محلات تجارية للمسلمين في مناطق عدة، منها مدينة ممباسا الساحلية. وتقدر المنظمات الإسلامية عدد المسلمين بكينيا بحوالي 5 ملايين نسمة من إجمالي عدد السكان البالغ 34 مليون نسمة تقريبا، بينما تقول السلطات إن عددهم يصل ل3.4 ملايين نسمة.