أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي تعد بلاده من اللاعبين الدوليين الرئيسيين في لبنان أنه علق أي اتصالات مع سوريا إلى أن تثبت ب"الأدلة" رغبتها في تسوية الأزمة السياسية اللبنانية، فيما دعا نظيره المصري حسني مبارك دمشق إلى استخدام نفوذها القوي في لبنان للمساعدة على انتخاب رئيس لهذا البلد. وقال ساركوزي في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس المصري "لقد سألت الرئيس مبارك اليوم إن كنت قد اصبت باجراء اتصالات مع الرئيس (السوري) بشار الأسد وأنا غير نادم على ذلك وأتحمل المسئولية إذ كنت أريد أن أتعامل بكل حسن نية". وتابع "لا بد من الاعتراف اليوم بأنه لم يعد من الممكن الانتظار ولن أجري ،أقصد أنني ومعاوني لن نجري أي اتصالات مع سوريا ما لم تكن هناك أدلة على رغبتها في أن يتم انتخاب رئيس لبناني توافقي". وأضاف "حان الوقت لكي تثبت سوريا بالأفعال ما لا تكف عن إعلانه في الخطب إننا ننتظر من السوريين أعمالاً وليس خطباً"، وتابع "لبنان يجب أن يكون له رئيس توافقي". و أكد الرئيس الفرنسي الذي أجرى محادثات دامت قرابة ساعة ونصف ساعة مع مبارك أنه يتفق تماما مع نظيره المصري في "تحليله للوضع في لبنان".
من جهته وجه مبارك نداءاًً إلى سوريا من أجل أن "تتدخل بما لها من نفوذ في لبنان وأن تعمل على تحقيق الوفاق حتي يمكن للبرلمان انتخاب رئيس". وقال مبارك إن الفراغ في الرئاسة اللبنانية "خطير". وأضاف "اطلب من سوريا أن تتدخل بما لها من نفوذ أساسا في لبنان وأن تعمل على إيجاد الوفاق حتى يمكن للبرلمان انتخاب رئيس". وحذر من أنه " إذا استمر الحال على ما هو عليه فإن المسالة ستتعقد أكثر". وتابع "لذلك اناشد سوريا أن تعمل على إيجاد حل لهذا الموضوع لأن لها التأثير الأقوى على الأطراف المتصارعة". وكان مبارك أكد في كلمة افتتح بها المؤتمر الصحافي أن "مواقف البلدين التقت حول ضرورة الحفاظ على استقرار لبنان واستقلال إرادته الوطنية وتحقيق الوفاق الوطني بين أبنائه والضرورة العاجلة للوفاء بمقتضيات الاستحقاق الرئاسي دون إبطاء". وبهذه التصريحات يكون الرئيسان المصري والفرنسي حملا سوريا ضمنا مسئولية عرقلة الانتخابات الرئاسية في لبنان. وتاتي هذه المواقف فيما أعلن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الأحد إن وزراء الخارجية العرب سيعقدون بناء على طلب من مصر والسعودية اجتماعا استئنائيا في السادس من يناير المقبل يخصص لبحث الأزمة اللبنانية. وكان موسى قال السبت إن موفده إلى لبنان السفير هشام يوسف سيقوم بزيارة قريبا إلى بيروت للوقوف على آخر تطورات الأزمة . ووجه رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري رسالة إلى موسى أكد له فيها أن "تصالح العرب" في ما بينهم كفيل بحل الأزمة السياسية القائمة في لبنان والمتمثلة بالعجز عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية منذ أكثر من شهر.