نجح مجاهدو المقاومة الفلسطينية، ظهر الجمعة (28/12)، في تنفيذ عملية فدائية جريئة، قُتل فيها اثنان من جنود الاحتلال على الأقل، وجرح ثلاثة آخرون، أحدهم إصابته بالغة الخطورة، وذلك غرب بلدة بيت كاحل جنوب مدينة الخليل (جنوب الضفة الغربية). وأكدت مصادر إعلامية عبرية مقتل الصهيونيين في عملية إطلاق نار وقعت الجمعة قرب مغتصبة "تيلم" الصهيونية، مشيرة إلى أن المقاومين الفلسطينيين أطلقوا النار على سيارة صهيونية، مما أدى إلى إصابة خمسة صهاينة، توفى اثنان منهم وهما في طريقهما إلى المستشفى. وكشفت مصادر عسكرية صهيونية أن قتلى عملية الخليل الاستشهادية هما من قوات ما يسمى "النخبة" في جيش الاحتلال. وقالت إن أحد القتيلين هو ديفيد روبن، بمنصب رقيب في الوحدات الخاصة بسلاح البحرية، في حين أن القتيل الثاني يشغل منصب عريف في سلاح الجو الصهيوني، فرقة "كوماندوز". وقالت المصادر في وقت لاحق إن دورية عسكرية تابعة لجيش الاحتلال طاردت السيارة التي كانت تقل أربعة مقاومين، واشتبكت معهم قرب مدخل قرية بيت كاحل في منطقة "بئر المحجر"، مما أدى إلى استشهاد اثنين من المجاهدين وإصابة مقاومين آخرين بجراح، تمكنا من الانسحاب، كما يُعتقد. إلا أن شهود عيان أفادوا بأنهم شاهدوا أربعة أشخاص في إحدى المناطق الجبلية القريبة من مكان العملية، المسماة "حكسة"، وقد حاصرتهم قوات الاحتلال وكانوا ملقون على الأرض، حيث تم نقلهم بواسطة إسعاف تابعة للجيش الصهيوني. ولم يعلن أي فصيل فلسطيني بعد مسؤوليته عن العملية، في حين فرضت قوات الاحتلال طوقاً أمنياً محكماً على المكان وشرعت بعملية تمشيط واسعة، في حين اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال بلدة بيت كاحل غرب الخليل وشنت عمليات تمشيط واسعة في البلدة. وقامت قوات الاحتلال أيضاً بإغلاق مداخل محافظة الخليل، ونصب الحواجز على الطرق الرئيسية، فيما حلقت طائرات مروحية في سماء المحافظة. ويأتي تنفيذ هذه العملية بالرغم من التنسيق الأمني العالي المستوى بين أجهزة أمن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع جيش الاحتلال الصهيوني في ملاحقة المقاومين في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية.