حذَّرَ رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان العراقي) محمود المشهداني من انهيار العراق إذا لم يتجاوز الزعماء السياسيون في البلاد خلافاتِهم في غضون بضعة أشهر، من جهة أُخرى تفاعلت أزمةُ إنزال العَلَم العراقي في إقليم كردستان العراقي وتوسَّعَتْ مناقشاتُ العلَم الجديد المقترَح للبلاد إلى آفاق أوسع لتقسيم البلاد إلى أقاليم، وعلى الصعيد الميداني سقط في العراق في غضون الساعات ال24 الماضية نحو 28 قتيلاً وعشرات الجرحى في تفجيرات شَمِلَتْ أنحاءً عدةً من العراق. ونقلت وكالات الأنباء تفاصيل من جلسة الجمعية الوطنية العراقية والتي طالب خلالها النوابُ الأكرادُ بتصميم علَم جديد للعراق؛ لإنهاء خلاف بشأن العلم الحالي، والذي أثار إنزالُه مخاوفَ بانفصال الإقليم الكردي، وبجانب ذلك قدَّم الائتلاف الشيعي الموحد (أكبر كتلة برلمانية عراقية) مشروع قانون لتقسيم البلاد إلى أقاليم. وقال النائب حميد معلا السَّاعدي إن الهيئة العامة للائتلاف انتهت من مسودة قانون تشكيل الأقاليم وقدَّمَتْها للهيئة الرئاسية لمجلس النواب لعرضها على النواب في أسرع وقت قبل انتهاء المدة المقرَّرة التي حدَّدها الدستور لإنشاء الأقاليم يوم 16 سبتمبر الحالي. وينص مشروع القانون الذي يُثْير جدلاً واسعًا بالعراق على إنشاء مناطق جديدة تجمع محافظات عدة، وعددها حاليًا 18، وتؤكِّد الطابع الفيدرالي للعراق، حسبما جاء في الدستور الذي تم إقراره في أكتوبر 2005م الماضي. على صعيد سياسي آخر بحث طارق الهاشمي- نائب رئيس الجمهورية والأمين العام للحزب الإسلامي العراقي (الإخوان المسلمون في العراق)- مع وزيرة الخارجية البريطانية مارجريت بيكيت عددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدَين. وقال موقع الحزب على شبكة الإنترنت إنَّه قد تمَّ التَّطرق خلال اللقاء إلى قضايا الوضع الأمني في العراق ومشروع المصالحة الوطنية ومشاريع إعادة الإعمار في البلاد، كما دعت الوزيرة البريطانية الهاشمي إلى زيارة بريطانيا "في أقرب فرصة ممكنة"، وأكَّدَتْ بيكيت خلال الاجتماع على الدور المهم الذي يضطلع به الهاشمي في الوقت الراهن في إدارة دولاب العمل السياسي في البلاد. على الصعيد الميداني لَقْيَ ما يزيد على 30 عراقيًّا مصرعَهم، وأُصيب عشراتٌ آخرون في هجمات جديدة بالعراق، كان آخرها انفجار سيارة ملغومة عند مدخل محطة وقود لسيارات الشرطة شرق بغداد، وتفجير سيارة مفخخة استهدف سرادق عزاء بحي العامل جنوب غرب بغداد؛ حيثُ قُتِلَ عراقيان اثنان وأُصيب 8 بهذا التفجير الذي وقع خلال العزاء في وفاة أحد أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، كما لقي عراقيٌّ حتفه وجُرح اثنان آخران بهجوم استهدف زوَّارًا من الشيعة متجهين إلى كربلاء؛ حيث أعلنت السلطات العراقية حظر تجول للسيارات بالمدينة؛ حيث يحتشد الشيعة لإحياء مولد الإمام المهدي أو ما يُعرف بالزيارة الشعبانية المُقَرَّرَة يوم السبت وقبل ذلك قُتِلَ 9 عراقيِّين بينهم جنديَّان وأُصيب 39 آخرون بتفجيرَين استهدفا دوريةً للجيش العراقي بحي القاهرة شمال العاصمة العراقية، كما لقي 6 من أفراد شرطة الحدود العراقية مصرعهم وأصيب 6 آخرون بانفجار سيارة مفخخة في مدينة سنجار الواقعة شمال البلاد على مقربة من الحدود السورية. وفي الموصل شمال العراق قُتِلَ مدنيَّان من أفراد الطائفة اليزيدية برصاص مسلَّحين, ولم تُعرف بواعث الاغتيال، وفي تكريت اغتِيل العقيد نوري عبد الله وجُرح 4 من مرافقيه بنيران مسلَّحين مجهولين. وفي بعقوبة شمال شرق بغداد قتل 5 عراقيين بينهم طفل في الثانية من عمره في قصفٍ بقذائف الهاون في منطقتَي خان بني سعد والمقدادية، كما لقِيَ عراقيَّان مصرعَهما، وأُصيب 6 آخرون لدى سقوط قذائف هاون على الطريق الرئيسي في بلدة المحمودية جنوب بغداد. أمنيًّا أيضًا أعلنت جماعةٌ تسمِّي نفسَها "جيش المجاهدين"- في تسجيلَين مصورَين نُشِرَا على شبكة الإنترنت- عمَّا قالت إنَّه تدمير عربة أمريكية من نوع "هامر" بانفجار عبوة ناسفة زُرِعَتْ على جانب أحد الجسور شمال بغداد، وإعطاب شاحنة أمريكية لنقل المُؤَن بانفجار عبوة ناسفة بذات المكان. وفي مسلسل الجثث مجهولة الهوية التي تملأ يوميًّا شوارع العاصمة العراقية أعلنت الشرطة المحلية العثور على 34 جثةً مجهولةً، وقد أُطْلِقَ الرصاصُ على أصحابها بعد تعرضهم للتعذيب في مناطق متفرقة من بغداد خلال ال48 ساعة الماضية. وأخيرًا قال المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد عبد الكريم خلف إنَّ حكم الإعدام قد تم تنفيذُه في حق 27 من المتورِّطين في أعمال العنف في العراق في العاصمة بغداد، وذلك بعد أن أصدرت المحكمةُ الجنائيةُ العليا أحكامًا في حقهم بذلك قبل مدة.