دعت قيادة الجيش اللبناني في كلمة ألقيت يوم الجمعة أثناء تشييع جثمان مدير العمليات بالجيش اللواء الركن فرانسوا الحاج جميع الأطراف السياسية إلى "موقف تاريخي شجاع" وإلى تنازلات تفضي إلى مصالحة ووفاق من دون شروط مسبقة. وجاء في الكلمة التي تلاها اللواء الركن شوقي المصري "ندعو الجميع إلى اتخاذ موقف تاريخي شجاع يفضي بنا إلى جسور الثقة والتوافق بين الأطراف والمسارعة إلى تحقيق المصالحة والوفاق من دون شروط أو مساومات وقيود". وأضاف أن "المصالحة والوفاق لا يتوقفان عند موازين القوى والتجاذبات السياسية وأن سيل دماء الشهداء يستحق منا التضحية والتنازل على أن تكون الثقة المتبادلة هي الضمانة الأساسية والوحيدة لجميع الافرقاء". وبدا واضحا أن قيادة الجيش تتحدث عن الوفاق حول الانتخابات الرئاسية ولو لم تذكرها بالاسم بعد مرور ثلاثة أسابيع على شغور منصب الرئاسة الأولى. وتتعثر الاتصالات السياسية بين المعارضة والأكثرية حول آلية تعديل الدستور لانتخاب قائد الجيش ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وحول المرحلة التي ستلي الانتخاب إذ أن المعارضة تشترط "سلة متكاملة" تتناول تشكيلة الحكومة المقبلة والتعيينات وغيرها من المواضيع. وكان العميد فرانسوا الحاج مدير العمليات في الجيش اللبناني قد اغتيل الأربعاء في انفجار سيارة مفخخة استهدف موكبه في العاصمة بيروت، وأثارت عملية الاغتيال ردود فعل غاضبة خاصة وأن الحاج كان مرشحا بقوة لخلافة العماد ميشال سليمان في قيادة الجيش . وقال المصري إن "رسائل الدم هذه لا تستهدف المؤسسة العسكرية فحسب بل تستهدف الكيان برمته والرد يكون بالابتعاد عن الكيدية والأحقاد والحسابات الضيقة وبالتالي التلاقي على القواسم المشتركة". وأكد أن المؤسسة العسكرية "لن يغمض لها جفن قبل توقيف القتلة المجرمين والاقتصاص منهم". وكان البطريرك الماروني نصر الله صفير قد ترأس الصلاة على اللواء فرانسوا الحاج ، حيث توقف في كلمة ألقاها أثناء الصلاة عند "حوادث الاغتيال التي تتوالى من دون رحمة" في لبنان منذ ثلاث سنوات رغم الاحتياطات والحذر وعند امتداد "يد الغدر" إلى الجيش. وقال صفير "لا يعرف أحد منا من أين يأتيه القدر المحتوم: أمن سيارة ملغومة أو من متفجرة مخفية تحت مقعد سيارة" وذلك "على الرغم من جميع الاحتياطات والحذر والإقلال من الذهاب والمجيء والاقتصاد في المكالمات الهاتفية". وأضاف أن "حوادث الاغتيال لا تزال تتوالى دونما رحمة أو شفقة منذ ثلاث سنوات" متابعا "نحن أمام فجيعة كبيرة ليس بضابط من خيرة الضباط فحسب بل بوطن تتلاعب فيه الأهواء". وجمعت جنازة فرانسوا الحاج السياسيين من كل الطوائف والانتماءات السياسية، حيث شارك رئيس كتلة الإصلاح والتغيير النائب ميشال عون وممثلين لحزب الله من المعارضة والنائب وليد جنبلاط والرئيس السابق أمين الجميل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من الأكثرية .