آلاف الأفدنة مهددة بالبوار، والمحاصيل الصيفية بالموت عطشا فى ظل استمرار مشكلة نقص مياه الرى بمحافظة المنيا لعدة أسباب. إما لقلة عدد أيام المناوبة بالترع وإما لوجود الحشائش وورد النيل الذى يغطى الترع لعدم تطهيرها لفترات طويلة، مما يؤدى لحجز المياه وعدم وصولها للأراضى الزراعية، وقد اضطر أغلب المزارعين بالمحافظة لحفر آبار ارتوازية، ولكن المشكلة لم تنته عند هذا الحد، فالتأثير السلبى للمياه الجوفية فىجودة التربة وإنتاجية المحاصيل أوجد حالة من القلق بين المزارعين. أكد المهندس أبو المكارم محمد - مسئول سابق بمشروع أراضى شباب الخريجين بالمنيا - أن أكثر من 6 آلاف فدان من الأراضى الزراعية بقرى الخريجين بمركز العدوة مهددة بالبوار، وتحولت فروع مياه الرى لصحراء جرداء بلا نقطة مياه واحدة حتى اضطر ساكنوها لهجرتها بحثا عن فرصة عمل. ... وأضاف أبو المكارم: مشكلة مياه الرى قائمة منذ سنة 90 وحتى الآن لم يتم حلها، وأنهم يعتمدون على حفر الآبار الارتوازية رغم خطورتها على جودة الأراضى وتأثيرها فى جودة المحاصيل. وأكد أحمد عبد اللطيف - مزارع ومدير الجمعية الزراعية بقرية ريدة بالمنيا ومشرف زراعات بنجر السكر بالفيوم والمنيا - أن المشكلة تفاقمت فى قرى المنيا بعد تطبيق قرار وزير الرى بتغطية الترع داخل القرى، خاصة ترعة منتوت التى تروى أراضى 13 قرية بما يزيد على 50 ألف فدان وإقامة براميل عند كل 50 مترا أسفل المناطق المغطاة، مما أدى لتراكم المخلفات ورواسب الطمى، والتى لابد من تطهيرها بواسطة آلات شفط الطمى. واشتكى سيد حسنين - مزارع بقرية بنى خالد بمركز مغاغة - من أن القرى التى تروى من ترعة سرى باشا أكثر من 20 قرية، بالإضافة إلى قرى مركز العدوة، حيث لا توجد نقطة مياه واحدة داخل الترعة منذ أكثر من شهر، وتحولت إلى مقلب قمامة ومرتع للفئران والزواحف. واضطر المزارعون لحفر الآبار الارتوازية لرى أراضيهم، وارتفعت تكلفة رى الفدان إلى 400 جنيه فى المرة الواحدة، بما يكبد الفلاح خسائر فادحة، بالإضافة إلى أن المياه الارتوازية بها نسبة ملوحة تؤثر فى إنتاجية المحصول وخصوبة التربة، وأصبح أكثر من 50 ألف فدان مهددة بالبوار، خاصة أن المحاصيل الصيفية مثل الذرة الشامية والقطن تحتاج للرى كل 10 أيام بينما الخضراوات تحتاج للرى كل 6 أيام، لافتا إلى أن أزمة مياه الرى تتكرر كل عام ولا يضع المسئولون حلا لها. ومن جانبه، أكد المهندس ممدوح متولى - وكيل وزارة الرى بالمنيا - أن سبب الأزمة هى تكالب المزارعين على رى أراضيهم فى فترة تجهيز الأرض لزراعتها أو بما يعرف بطفى الأرض بداية من منتصف مايو حتى منتصف الشهر المقبل، مشيرا إلى أن موظفى المناوبات لا يملكون غلق المياه على المزارعين وأنهم يتلقون التعليمات من المسئولين، وأكد أن المنيا لا تعانى من مشكلة نقص مياه الرى، والدليل على ذلك أنها حصلت على المركز الأول فى إنتاج القمح هذا العام، لافتا إلى أنه تم تغذية ترعة الحريفة لحل مشكلة نقص مياه الرى جنوبالمنيا. ومن مياه الرى إلى مياه الشرب، فمع بدء موسم الصيف بدأت معاناة مواطنى المنيا فى الحصول على مياه الشرب التى أصبحت أمرا بعيد المنال فى ظل الانقطاع المستمر للكهرباء. تقول سعيدة محمود حسين محامية: " إنها تعانىمن عدم وصول المياه إليها لأن شقتها بالدور الرابع والمياه تصل إليها بالكاد، وفى حال انقطاع التيار الكهربائى تنقطع المياه أيضا".