أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في الذكرى العشرين لانطلاقة الحركة، على أن "من يفكر بأن حماس في مأزق فهو واهم، فنفسنا طويل"، وقال "إن من يظن أن شرعيته تأتي من الدعم الدولي فهو واهم أيضاً، فالشرعية هي الشعب". وأوضح خالد مشعل، في خطاب متلفز وجهه إلى الشعب الفلسطيني مساء الجمعة (14/12) في هذه المناسبة، أن قرار الحركة "ينطلق من المصلحة الوطنية، وليس لأجندات خارجية"، وأن "حماس" مع القرار الفلسطيني المستقل حقيقياً دون تدخل صهيوني وأمريكي، ودون فصل قضية فلسطين عن عمقها العربي والإسلامي. وقال مشعل "إن مشكلة قضيتنا الحقيقة والخلاف الداخلي يعود إلى التدخل الخارجي"، مشيراً إلى أن الفصائل الفلسطينية بريئة تجاه الصنف التي يتجه نحو الأجندات الخارجية، ومن أجل الوطن لا بد أن نتوحد. واصفاً الحالة الداخلية بأنها "مؤسفة، ولا بد من الخروج منها". ومضى يقول: "نستحضر في ذكرى الانطلاقة زعمائنا العظام الذي ضحوا بكل ما يملكون من أجل فلسطين والشهداء والجرحى والأسرى". لافتاً النظر إلى أن "ما يميز ذكرى الانطلاقة هذه ليست أن رقمها عشرون، بل إنها تأتي في ظل ظروف بالغة الصعوبة في ظل وضع فلسطيني مؤلم، وحصار غزة والعقوبات الجماعية، والقتل اليومي بالسلاح الأمريكي، ومعاناة أهلنا في الضفة المحتلة". واستعرض القيادي الفلسطيني انجازات حركة "حماس"، بإعادة الاعتبار لخيار المقاومة "بعد أن تآمر القريب والبعيد على بندقية فلسطين، وشُرّد المقاتلون في عواصم عده، وأصبح الكثيرون لا يركزون إلا على خيار التسوية". وأضاف "كان لحماس بصمة مميزة في انطلاقة الانتفاضتين الأولى والثانية، أدرناها مع جميع القوى لتكون معالم في التاريخ الفلسطيني"، ووجه رسالة للاحتلال بأن "شعبنا قادر أن يطلق انتفاضة ثالثة ورابعة حتى يأتينا فجر الانتصار". وأشاد بدور "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، الكبير في طرد الاحتلال ومستوطنيه من غزة، "لتعيش بعيداً عن الاحتلال في جانب منه، لكن ظل الاحتلال باق من خلال السيطرة على المعابر". وبين مشعل أن "حماس" حدّت من "خطوة مشاريع التسوية التي تريد التآمر على المقاومة وإيقافها، وضرب الفلسطينيين ببعضهم وإغراقهم بوعود كاذبة تلهيهم عن قضيتهم الأساسية". وأشار إلى أن "حماس" والمقاومة كان لها الدور في منع الانجراف إلى احتمالات نسيان الحق الفلسطيني والمساومة عليه، و"قدمنا النموذج الحي، كيف نكون معاً، ونقدم البديل". وقال: "من انجازات حماس خدمة الشعب الفلسطيني في كل مجالات الحياة، فالمال المبارك أتينا به من الأيدي العربية الخيرة، وقدمناه مباشرة دون سرقة ولعب بالمال العام والمشاريع التشغيلية". وتطرق مشعل إلى دور حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الإسهام مع الآخرين، لا سيما في إعلاء قيمة الحقوق الفلسطينية الكبرى. وفند رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" ما وصفها ب "أكاذيب" السلطة تجاه "حماس"، التي "ضحت بخيرة قياداتها، بأنها تريد دولة في حدود مؤقتة"، وقال لها: "كفى لهذه الأكاذيب". وقال: "قدمنا نموذجاً لنظافة اليد والطُّهر في كل شيء، بعد أن بلغ الفساد مبلغه، ولا زال الفساد معشعشاً، في حين قيادات حماس تعيش معكم، ولا تعيش في أبراج عاجية، بل تعيش مع الشعب في الحلوة والمرة"، كما قال. ولفت خالد مشعل الانتباه إلى أن حركة "حماس" قدمت نموذجاً في المزج الطبيعي بين الروح الوطنية والروح الدينية، ونموذج التدين الوسطي المعتدل، والذي يستوعب أبناء الوطن، وتفخر بعلاقتها المميزة مع الآخرين واحترام تجارب الذات". وبخصوص مؤتمر "أنابوليس"؛ قال مشعل: "إن الاحتلال يستغل أنابوليس لغطاء مزيد من العدوان على غزة، ومزيد من حصار القطاع"، محذراً من أن الشعب الفلسطيني "يعيش في حالة مؤلمة، وعلى العالم الإسراع في كسر حصار غزة". واعتبر أن "أنابوليس" ما هو إلا "للتنكيل بالضفة الغربية وإجبار أجهزة الأمن (الخاضعة لإمرة رئيس السلطة محمود عباس) على تفكيك المقاومة وإنهائها، وتوفير غطاء لإجبار الطرف الفلسطيني أن ينكل بشعبنا في الضفة".