خلصت قيادة الجيش إلى هذه النتيجة بعد أن استخدم رجال المقاومة الفلسطينية أسلحة جديدة لم تكن تستخدم من قبل، كان آخرها قذيفة "مزدوجة" تمكّنت من اختراق دبابة "ميركافا"، التي تعد أكثر دبابة محصنة في العالم، وسبقها استخدام أسلحة ثقيلة ومضادات طائرات. وبالرغم من ذلك، فإن فصائل المقاومة الفلسطينية، التي أصبح لها باع طويل في التخطيط الحربي من خلال مقارعة الاحتلال، تتبع استراتيجية جديدة في عدم إظهار جميع ما لديها من قدرات عسكرية وخطط وعتاد، ولذلك فإنها تقوم بإرسال إشارات من خلال بعض العمليات النوعية هنا وهناك والتي يستخدم فيها أسلحة لم تكن تستخدم من قبل. قيادة الجيش تحذّر وتدعو للتريّث قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي حذّرت بدورها، بصورة رسمية هذه المرة، رئيس الوزراء إيهود أولمرت، من أنه في حال اتخذ قراراً باجتياح موسّع لقطاع غزة، فإن الأمر سيعتبر "مغامرة" وقد يكلّف الجيش مائة قتيل وعشرات الجرحى على الأقل، وذلك في ظل تطوير المقاومة الفلسطينية لوسائلها الدفاعية. وبحسب التقديرات التي أرسلتها قيادة الجيش قبل أيام، حول الخسائر المتوقعة في حال أقدم الجيش على اجتياح واسع لقطاع غزة، إلى رئيس الحكومة إيهود أولمرت، فإن فصائل المقاومة الفلسطينية مزوده" بمئات الصواريخ والقذائف المضادة للدروع، وشكلت قواتها على هيئة وحدات مقاتلة، إضافة إلى إقامة وحدات لجمع المعلومات الاستخبارية تسير جنباً إلى جنب مع الوحدات المقاتلة. وفصلت أوساط مختصة بالتقديرات وضباط كبار في الجيش الصهيوني أمام أولمرت، كما كشفت عن ذلك صحيفة "معاريف" العبرية، أكثر من سيناريو عمليات ضد قطاع غزة، تقع ما بين الدخول الواسع وعمليات محدودة الزمان والمكان في القطاع. وفي السياق ذاته وبالرغم من التحذيرات، أعرب مصدر أمني رفيع المستوى في جيش الاحتلال عن اعتقاده بأن "الطريقة الوحيدة لوقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة تتمثل بدخول القطاع بقوات معززة"، إلا أنه كان حذراً أيضاً وطالب بدراسة الخطوة التالية لما بعد الاجتياح وكيفية الخروج من القطاع وموعده. وكانت فصائل المقاومة قد دكت المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة بعشرات الصواريخ محلية الصنع، والتي أوقعت خسائر في الممتلكات وإصابات في صفوف المستوطنين، وهو ما أدى أيضاً إلى إقدام رئيس بلدية "سديروت"، التي كان لها نصيب الأسد من هذه الصواريخ، على تقديم استقالته من منصبه. أولمرت يقر بفشل الحصار والعمليات العسكرية أما وزير الدفاع الإسرائيلي، الذي تبددت آماله بقرب وقف إطلاق الصواريخ عقب العملية الأخيرة في خان يونس، فقد أكد أن "مهمة وقف إطلاق صواريخ المقاومة لم تنجز بعد، وأن الطريق لا تزال طويلة"، على حد تعبيره. وقال باراك في اجتماع للمعهد لدراسات الأمن القومي في تل أبيب، "إن الوضع في قطاع غزة معقد وصعب، وإنه سيتم التوصل إلى حل، وإن إسرائيل تثابر على ذلك بدون توقف، إلا أن الحل يتطلب الدراسة والمسؤولية"، كما أوضح. وأشار إلى أنه بالرغم من أن الجيش وسع مؤخراً نطاق عملياته في قطاع غزة، بحيث تشتمل على توغلات عميقة في داخل القطاع وبالرغم من تشديد الحصار على غزة، "إلا أن ذلك لم يوقف إطلاق الصواريخ، فقد سقط الأربعاء (12/12) 17 صاروخاً على "سديروت"، ونحن نعرف أن مهمة توقف الصواريخ لم تنجز بعد، والطريق لا تزال طويلة". ومن جهته، قال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، غابي أشكنازي، إن إمكانية البدء بعملية عسكرية واسعة في قطاع غزة "آخذة بالاقتراب". وقال إن "هذا الواقع لا يمكن أن يستمر لمدة طويلة"، مضيفا أنه في نهاية الأمر فإن "إسرائيل ستضطر لفرض سيطرة استخبارية وعملياتية على الأرض". وبحسب قوله يجب فحص كافة البدائل قبل العملية الواسعة. أسلحة جديدة في الوقت ذاته، كشفت مصادر إعلامية عبرية أن قذيفة (آر بي جي) كان مقاومون فلسطينيون قد أطلقوها، وجرحت أربعة جنود إسرائيليين خلال الاجتياح الأخير في قرية الفخاري جنوب قطاع غزة الثلاثاء الماضي (11/12)، نجحت في اختراق تحصينات دبابة "ميركافا"، التي تتفاخر بها الصناعات العسكرية الإسرائيلية كأكثر دبابة محصنة في العالم. واعترف محللون عسكريون استضافتهم القناة العبرية العاشرة أن المقاومة الفلسطينية، في قطاع غزة سجلت تمثل "قفزة نوعية" في مواجهتها مع قوات الجيش في قطاع غزة. وقال ينون ميجل المتخصص في الشؤون العسكرية "إن المقاومة أطلقت هذا الأسبوع قذيفة (آر بى جى) من نوع جديد ومتطور جداً، لافتاً الانتباه إلى أن القذيفة "اخترقت الدبابة وتفجرت داخلها وأصابت أربعة جنود بجراح"، مؤكداً أنه لولا وجود جهاز مضاد داخل الدبابة نجح بتخفيف الانفجار لقتل الجنود الأربعة. وذكر أن القذيفة ضربت الدبابة "ميركافا 3" واخترقت التحصين، ودخلت داخل جسم الدبابة، مشدداً على أن معجزة حالت دون مقتل الجنود في دبابة "ميركافا". وقال المحللون الإسرائيليون إن الأوساط العسكرية تعتقد أن المقاومة استخدمت قاذف متطور ذو رأسين مزدوجين، ويطلق قذيفتين وهو ما أحدث الاختراق في جسم الدبابة المحصنة جيداً من الجوانب ولكنها لا تدري متى أو كيف حصلت عليه المقاومة الفلسطينية. وكانت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أعلنت عن إطلاق أربعة قذائف ار بي جي باتجاه الدبابات التي توغلت في منطقة الشوكة مما أدى في حينه إلى إصابة أربعة جنود صهاينة