قال دبلوماسيون غربيون وعرب لوكالة رويترز للأنباء إن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثان يستعد للتنحي ونقل السلطة إلى نجله الثاني تميم (33 عاما)، ولكنه ينتظر اللحظة المناسبة لاتخاذ الخطوة، فيما تحدثت انباء ان الشيخة موزة هي صاحبة المشورة في هذا القرار، وتريد لنجلها ان يحكم البلاد. وخلال الأيام الثلاثة الماضية، تواتر الحديث في صحيفة لوبان الفرنسية وديلي تليجراف وإيكونوميست، البريطانيتين، عن الاستعدادات للتوريث في قطر، حيث نقلت تلك المصادر مواعيد مختلفة تراوحت بين أسابيع وشهور، إلا أنه من المرتقب أن يتم إعلان تنحي أمير قطر حمد آل ثان، الذي تولى الحكم منذ عام 1995 بعد انقلابه الأبيض على والده، نهاية الشهر الحالي بحسب «ديلي تليجراف» أو في عيد الفطر بحسب صحيفة «العرب» اللندنية. وتنوعت السيناريوهات المفسرة للتوريث المبكر للسلطة في قطر بين طلب الشيخ حمد الراحة بعد أن تضاعف إجمالي الناتج المحلي في حكمه 20 مرة، والتفرغ لمتابعة حالته الصحية التي شهدت تدهورا، وبحسب ما نقلته الصحف الغربية عن دبلوماسيين غربيين يعيش بكلية واحدة زرعت له بعدما تبرّع بها أحد أفراد العائلة. ويرجح ديمون ماكلوري، مراسل ديلي تليجراف البريطانية للشؤون الخارجية، نقلا عن دبلوماسيين إصرار وضغوط الأم الشيخة موزة بن مسند، زوجة أمير قطر، لتوريث ابنها تميم، الموقع الأوّل في البلد، فيما لا يزال والده حيًّا يرزق وقادراً على حمايته من الأجنحة الأخرى للعائلة الحاكمة، وهو سيناريو وصفه مراقبون بأنه يحمل بصمات "انقلاب أبيض". وازداد نفوذ تميم في شؤون قطر خلال الأشهر الأخيرة، وبات السؤال ملحا عن توجه قطر في عهده. ويعتقد أن تميم الذي تلقى تعليمه في بريطانيا قريب جدا من جماعة الإخوان المسلمين أكثر من كثيرين في القيادة الحالية، وربما يتبع سياسات اجتماعية أكثر محافظة، بحسب "رويترز"، ولكن انسحاب أمير قطر سيتبعه أيضا تنحي رئيس وزرائه الشيخ حمد بن جاسم، الذي يسعى حاليًا إلى ممارسة صلاحياته كاملة كرئيس للوزراء، وهو يعترض على قرارات وتعيينات يتخذها وليّ العهد الذي يرد عليه بالمثل. ووفق سيناريو التوريث الذي أكدت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية أن دولا مؤثرة في المنطقة اطلعت عليه، وبينها الولاياتالمتحدة سيتم تغيير رئيس الوزراء، وما يؤكد ذلك أنه نظريا وقانونيا لا صلاحيات محددة لولي العهد، ولكنّ هناك ملفات كانت في عهد حمد بن جاسم قرّر الأمير نقلها إلى نجله في سياق عملية «تقليم أظافر» لرئيس الوزراء، حيث تخشى موزة من نفوذه، بحسب صحف بريطانية. وترى مجلة "إيكونوميست" وصحيفة "ديلي تليجراف" إنه لن يحدث تغيير مؤثر في سياسة قطر داخليا وخارجيا، متوقعة زيادة الارتباط بين قطر وجماعة الإخوان قائلة "معظم ملوك الخليج يعلمون جيداً مدى إعجاب الأمير الجديد بجماعة الإخوان المسلمين، وهو ما يعتبر للكثير منهم خطراً حقيقياً" ويشغل ولي العهد تميم ، الذي تقول صحيفة الأخبار اللبنانية ، نقلا عن دبلوماسي عربي يحكم قطر منذ فترة، حالياً منصب رئيس مجلس إدارة جهاز قطر للاستثمار ورئيس اللجنة الأوليمبية القطرية، وهو المسؤول عن كل ما يتعلق بكأس العالم لكرة القدم في قطر عام 2022. وتميم الذي تخرج في أكاديمية "ساندهيرست" العسكرية الملكية بالمملكة المتحدة عام 1998، ويجيد الإنجليزية والفرنسية، تولى ولاية العهد في 5 أغسطس 2003 بعد أن تنازل له عنها أخوه الأكبر جاسم، الابن الأكبر من الزوجة الأولى لأمير قطر الشيخة مريم بنت محمد بن حمد آل ثان. وأكدت مصادر ديبلوماسية موثوقة أن قرار الشيخ حمد بن خليفة بالتنازل عن الحكم في قطر لم يكن قراراً شخصياً تبرره "الحالة الصحية" للرجل الذي لعب أدواراً خطيرة في السنوات الأخيرة، سواء على الصعيد العربي أم على الصعيد الدولي. وقالت هذه المصادر إن القرار أميركي أولاً وأخيراً، وإنه أبلغ إلى الأمير عن طريق موفد استثنائي له صفة عسكرية، وهو مسؤول بارز في المخابرات الأميركية، حسب ما جاء في صحيفة "السفير اللبنانية". وفي المعلومات التي نقلت عن هذه المصادر ان القرار تم درسه في البيت الأبيض، واتخذ بعد تجميع ما تملكه مختلف الأجهزة عن أنشطة الشيخ حمد ووزير خارجيته، والتي تجاوزت في كثير من الحالات حدود ما تقرره واشنطن. ويروي بعض من تسنى لهم الاطلاع على تفاصيل القرار الأميركي، ان الموفد الرئاسي قد نقل إلى الشيخ حمد بن خليفة رسالة خلاصة نصها: أمامك خيار محدد، فإما ان نحجز على أموالكم حيثما كان في مختلف أنحاء العالم، أو تترك موقعك وتسلّمه لواحد من ذريتك نسميه، فتعتمده حاكماً بعدك. وعندما حاول "الأمير" مناقشة الأمر قال له الموفد الخاص: لم آت إليك مفوّضاً بالتفاوض معك، بل جئت لأبلغك قرارنا. وفي المعلومات المتوافرة فإن سلة الشروط أن يرحل رئيس الحكومة وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم مع أميره ثم أن يتم وقف الاستثمارات القطرية في سائر أنحاء الدنيا، فلا توظفون إلا حيث تقرر الإدارة الأميركية.. "فأي قرار في مختلف شؤون قطر يتوجب أن يكون في واشنطن ومنها". على ما روت المصادر الديبلوماسية عن الموفد حامل الرسالة الاستثنائية في مضمونها.