ألفت عبد الحميد: إنتاج الوقود من الطحالب غير مكلف تجاريا وينهى الأزمة عبد العزيز نور: الطحالب وحيدة الخلية تحتوى على 60% دهونا.. وتنقى البيئة من الملوثات زكريا الحداد: تسهم كثيرا فى توفير الأسمدة وفى حل مشكلة الأعلاف اتجهت أبحاث الخبراء والمتخصصين فى الفترة الأخيرة إلى التركيز فى إنتاج الوقود الحيوى السائل من الطحالب، خاصة بعد إقرار بدء مرحلة نضوب النفط فى فترة زمنية قريبة، وأنه سينضب أكثر من 95% من مصادر البترول الموجودة على سطح الأرض. وتدخل الطحالب فى الكثير من الصناعات المختلفة، سواء كانت الصناعات الدوائية أو الغذائية أو الزراعية أو حتى الصناعات الحيوية الحديثة، ولكن الجديد فى استخدامات الطحالب هو استخدامها فى إنتاج الطاقة بأنواعها المختلفة، سواء كانت وقود الديزل الحيوى أو الكحولات الحيوية أو حتى الغاز الحيوى. بدأ الجيل الأول لإنتاج الوقود الحيوى بالاعتماد على استخدام محاصيل الحبوب الزراعية وقصب السكر لإنتاج الإيثانول والمحاصيل الزيتية مثل فول الصويا والجاتروفا لإنتاج الزيوت لتصنيع الديزل الحيوى، واعتمد الجيل الثانى على المخلفات الحقلية بصفة أساسية والحشائش التى يمكن إنتاجها طبيعيا فى ضوء ملائمة الظروف المناخية فى بعض البلدان لنمو سريع ومتواصل لهذه الحشائش. أما الجيل الثالث فيعتمد على تنمية الميكروبات (بكتريا/خميرة/طحالب) أو الأعشاب البحرية فى المياه المالحة حول المناطق الشاطئية المجاورة للبحار والمحيطات. وفيما يتعلق بالجيل الثالث أكد د.عبد العزيز نور، أستاذ الإنتاج السمكى بجامعة الإسكندرية، أن الطحالب أثبتت تفوقها كمصادر أصيلة لإنتاج الكتلة الحية من منطلق أنها قاعدة الهرم الغذائى للبيئة المائية واعتمادا على الطاقة الشمسية وتوافر المياه المالحة وثانى أكسيد الكربون والعناصر المغذية وأهمها عنصرى الأزوت والفوسفور، وهى الملوثات الناتجة من الصرف الزراعى والصحى وتؤدى إلى عدم صلاحية المياه للشرب أو الإنتاج الغذائى الآمن. وعن أنواع الطحالب قال «نور» إنه تم اكتشاف أنواع من الطحالب وحيدة الخلية ذات محتوى مرتفع من الدهون بلغت نحو 60%، وتم الاستزراع المقنن لها فى مشروعات إنتاجية كبيرة أو متوسطة أو صغيرة إضافة إلى إنتاج المركزات العلفية الغنية بالبروتين كبدائل تغنينا عن استيراد مخلفات المعاصر ومصانع استخلاص الزيوت، إلى جانب تخليص البيئة المائية بيولوجيا Biological من ملوثاتها التى تلوث المجارى والمسطحات المائية بالمليارات من الأمتار المكعبة من المياه سنويا. وأشار أستاذ الإنتاج السمكى إلى أن أهم ما يميز مشروعات زراعة الطحالب، أنها تتضاعف مرة كل 6 ساعات، وتخلص البيئة من ثانى أكسيد الكربون وإنتاج الأكسجين، إضافة إلى أن مخلفات استخلاص الزيوت من الطحالب تشكل 40% من المادة الجافة الأصلية، وهى مركزات علفية غنية بالبروتين وصالحة للاستخدام فى تغذية الحيوان والدواجن والأسماك. وفى إنتاج الوقود السائل من الطحالب، قالت د. ألفت عبد الحميد المدرسة بكلية العلوم جماعة حلوان قسم نبات وميكروبيولوجى؛ إن ذلك يتم بطريقة كيميائية بسيطة؛ إذ يجرى تحويل الزيوت المستخلصة إلى ديزل حيوى، وإن هناك نوعين من الطحالب يستخدمان فى هذه العملية: الأعشاب البحرية التى يوجد بها كمية كبيرة من الزيت يتم درسها ثم استخلاص الزيوت منها لتحويلها إلى وقود، والثانى الطحالب الدقيقة التى تُزرع داخل المعمل؛ حيث تُعرف نسبة الزيت الموجودة داخل الخلية ثم يبدأ التغيير فى الوسط الغذائى لها، وكلما كانت نسبة الدهون أعلى كان أفضل. ووصفت «عبد الحميد» عملية تحويل الزيت داخل الطحالب إلى بيوديزل بأنها سهلة، وأنها تتميز بأن جودة الوقود الحيوى المستخرج منها عالية جدا، كما أنها لا تؤثر فى المنظومة الغذائية؛ إذ يستخدم الذرة فى إنتاجه، وهذا إضافة إلى أن الوقود الحيوى المنتج من الطحالب لا يحتوى على عنصر الكبريت ولا أى مواد سامة، ومعدل احتراقه مرتفع. وأشارت مدرسة العلوم إلى أن عملية إنتاج الوقود من الطحالب تمر بعدة مراحل؛ ففى البداية لا بد من تأكد جودة الزيت الموجود داخل الخلايا ثم استخلاصه، وفى النهاية، وبمعادلة كيميائية، يتم تحويل الزيوت إلى بيوديزل. وألمحت «عبد الحميد» إلى أن الاتجاه إلى إنتاج الوقود الحيوى بزراعة الطحالب يساهم بنسبة كبيرة فى الحد من أزمة السولار والبنزين التى تمر بها مصر حاليا؛ لأن الطحالب طاقة متجددة؛ فهى كائنات تعتمد على عملية البناء الضوئى، ولا تحتاج سوى للأوساط الغذائية لكى تنمو عليها، مؤكدة أنها تحتاج إلى مشاريع واسعة تُستخدم فيها أشعة الشمس فتصبح عملية النمو كبيرة وليست مكلفة، وهذا هو المتبع فى العالم كله من أجل إنتاج الوقود الحيوى. ومن جانبه، أضاف د. زكريا الحداد الخبير الزراعى، أن الطحالب أصبحت من الصناعات المتقدمة فى العالم، واستطاع العلماء إنتاج أنواع منها أكثر قدرة على النمو سريعا باستخدام الهندسة الوراثية، مشيرا إلى أن الطحالب تستخدم لإنتاج المخصبات الزراعية، لكن مع الأسف لا يوجد أحد فى مصر يهتم بتطبيق العلم حتى الآن. وقال «الحداد» إن أى محصول زراعى يحتاج إلى عناصر غذائية معينة، كوحدات البوتاسيوم والأوكسجين ووحدات الفوسفور، ومن ثم فهى تحتاج إلى أى مركب يحتوى على هذه العناصر. والطحالب غنية بها. وأكد الخبير الزراعى أن الطحالب بإمكانها أن تسهم كثيرا فى توفير الأسمدة، وفى حل مشكلة الأعلاف؛ لأنها خضراء وغنية جدا.