حامد الموصلى: ثروة قومية تحتاج تدخلا سريعا من البحث العلمى عبد السلام جمعة: توفر جزءا من الطاقة وسبيل لإحداث التنمية زكريا الحداد: بها عناصر سمادية توفر 10 مليارات جنيه سنويا عبد المنعم نصر: يمكن استخدام قش الأرز فى صناعة عدسات القرنية والأجهزة المنزلية أهدرت مصر طوال السنين الماضية كنوزا عديدة أبرزها البواقى الزراعية، أو المخلفات الزراعية عن طريق الحرق أو الإلقاء على حافة الترع والمصارف والجسور، ما ساهم فى تلويث البيئة بالانبعاثات التى تؤدى إلى الاحتباس الحرارى، على الرغم مما تمثله من كنوز محلية يمكن أن تقوم عليها العديد من الصناعات المتطورة التى تساهم فى تحقيق الاكتفاء الذاتى وتشغيل الأيدى العاملة، وهذه البواقى مثل، حطب القطن وقش الأرز وعروش البنجر ومصاصة القصب وعرجون النخيل وغيرها. من جانبه أكد د.حامد الموصلى الأستاذ المتفرغ بهندسة عين شمس، أن البواقى الزراعية من الموارد المتجددة الهامة، والتى يقوم الفلاح بحرق جزء كبير منها لأنه لم يجد استفادة منها، مثل حرق أمهات الموز والتى يمكن أن تقوم عليها العديد من الصناعات الصغيرة، وخوص النخيل والعرجون، أو تركه على ضفاف الترع والمصارف فيؤدى ذلك إلى انتشار الأمراض. عن تصنيفات البواقى الزراعية، قال «الموصلى» أهم التصنيفات هى الفرز الثانى والثالث من المحصول الأساسى، مثل محصول الخوخ غير الجاهز للبيع للجمهور والبرتقال الصغير والطماطم، فهذه البواقى الزراعية يمكن أن تصبح مجالا هاما للصناعات الغذائية، فيمكن من خلالها إنتاج جميع العصائر والمخللات، إضافة إلى جميع أنواع المربى التى يسهل إنتاجها دون أى مخاطر على الصحة، ويمكن صناعتها من قشر البطيخ والطماطم والخوخ والكركديه والباذنجان والتين، كما يمكن إنتاج الألوان الطبيعية من البواقى الزراعية، مثل الأحمر والأصفر والأزرق، والتى تدخل فى الصناعات الدوائية. وأضاف «الموصلى» أن التصنيف الثانى هو البواقى الزراعية اللجنوسيليولوزية، وهى 76 مليون طن منها وزن مجفف فى الفرن أى محتوى رطوبى صفر، ما يمثل ثروة قومية تدخل فى العديد من الصناعات، مثل الصناعات البيئية الصغيرة كالباركيه والكونتر والأرابيسك وقواعد الصحون، أى عائلة كاملة من الصناعات البيئية الصغيرة التى تفتح مجالا واسعا للمرأة فى العمل. وفيما يتعلق بالبنية والتكوين الكيميائى، أكد «الموصلى» إمكانية تصنيع مؤلفات ليفية بلاستيكية، بحيث تدخل الألياف النباتية بنسبة 80% والبلاستيك 20% والذى يصل سعر الطن منه إلى 19 ألف جنيه، كما تدخل المؤلفات الليفية البلاستيكية فى عمل الأرضيات والدرابزين والباركيه والأبواب والشبابيك، وهذه هى الاستخدامات البنائية السهلة، وتستخدم أيضا فى صناعة أسقف السيارات وأبوابها، إضافة إلى أنها تدخل فى مجال ال mdf وهو منتج ينمو فى العالم بأكمله بشكل واسع، ويمكن إنتاجه من حطب الذرة الرفيعة وقش الأرز، كما يمكن إنتاج الخشب الحبيبى من حطب الذرة الرفيعة وعروش الطماطم. وأضاف أن البواقى الزراعية تستخدم فى صناعة الأعلاف والسماد العضوى بدلا من الكيماوى الذى يسبب السرطان، كما يمكن من خلال هذه المخلفات الزراعية إنتاج المواد العازلة للصوت والحرارة، وبعد انتهاء عمرها الافتراضى يتم استخدامها علفا، لأن لها عدة حيوات متتالية. ونوه «الموصلى» إلى ضرورة إسقاط شاشات التفكير على الدائرة المحلية والدائرة القومية والعالمية، فهناك فرصة رائعة لتصدير العديد من منتجات البواقى الزراعية كمنتجات خضراء، فالفلاح ورجل الصناعة لا يدركان الفائدة منها، ودور البحث العلمى هنا هو إنشاء قنطرة بينهما لتحقيق أعلى فائدة للبواقى الزراعية اقتصاديا وتنمويا، ويمكن أن يدر على مصر سنويا المليارات. ومن جانبه قال عبد السلام جمعة، نقيب الزراعيين وأبو القمح المصرى؛ إننا لدينا كميات ضخمة جدا من البواقى الزراعية والتى يمكن الاستفادة منا فى العديد من المجالات، مثل استخدامها فى إنتاج أسمدة عضوية وفى إنتاج الطاقة، إضافة إلى أن استغلالها سيؤدى بالتأكيد إلى نظافة البيئة. كمل اعتبرها سبيلا لإحداث التنمية المبتغاة فى مصر. وضرب «جمعة» العديد من الأمثلة على النظم التى يمكن استغلالها وتحويلها إلى قيمة مضافة ومصدر دخل إضافى للفلاح فقال: «يمكننا إنتاج أنواع من الأخشاب القوية جدا بدلا من حرقها وتلويث الهواء، إضافة إلى أن جودة هذه الأخشاب ليست رديئة، كما يمكن أيضا تحويل الفرم إلى أخشاب قوية جدا، إضافة إلى استغلال حطب القطن وبقايا الأشجار التى يمكن دخولها فى العديد من الصناعات»، مؤكدا أن هناك العديد من البواقى الزراعية التى يمكن استخدامها فى إنتاج البيوجاز أو الغاز الحيوى، وبذلك ستعمل على توفير جزء من الطاقة. فيما أوضح د.زكريا الحداد الخبير الزراعى أن المخلفات الزراعية هى أى شىء يخرج من الأرض لا يأكله إنسان أو حيوان، مشيرا إلى أنها تقدر بنحو 35 مليون طن سنويا، وهى بقايا النباتات والروث، مؤكدا أن هناك العديد من الصناعات التى يمكن أن تستغل فيها هذه الثروة المهدرة، منها السماد العضوى الصناعى والذى يصنعه الفلاح بنفسه، وذلك ليحل محل الأسمدة الكيميائية الضارة، فهناك دراسة أكدت أن المخلفات وطبخها مع روث الحيوان يمكن أن نصنع منها 50 مليون طن سماد عضوى يحتوى على عنصر سمادية بما قيمته فى السوق 10 مليارات جنيه سنويا، أى ستوفرها فى حال استخدام السماد العضوى المصنوع على يد الفلاح. كما أضاف «الحداد» أن قش الأرز أيضا من المخلفات التى يمكن استغلالها أشد استغلال، وأن أهم صناعة فى الصين قائمة عليه، وهى حوائط البناء بعد إضافة المواد الأخرى إليه، إضافة إلى ما يتمتع به المنتج من جودة عالية، وهو ما يمكن أن يتحقق فى مصر والتى تستخدم جزءا بسيطا منه كتغذية للحيوان وجزءا آخر فى أمور غير اقتصادية، وما يتبقى منه يلقى على الجسور. كما يمكن لقش الأرز أن يحل مشكلات المبانى الزراعية فى الصحراء لأنه يحتوى على مواد تمثل عازلا طبيعيا من الحرارة. فيما تحدث أ.د.عبد المنعم نصر، رئيس وحدة التخمرات الحيوية بقسم بحوث الأراضى والمياه والبيئة بمركز البحوث الزراعية؛ عن قش الأرز على وجه الخصوص، مؤكدا أنه يمثل ثروة قومية مهدرة، مشددا على ضرورة استخدامه بشكل اقتصادى، وذلك بنقله من دائرة المخلف الزراعى إلى دائرة المنتج الثانوى، كما أشار إلى أن 90% من قش الأرز يحرقه الفلاحون لأنهم يريدون الإخلاء السريع للأرض، وذلك يؤثر فى البيئة وعلى صحة الإنسان تأثيرا سلبيا. وأضاف «نصر» أن قش الأرز يمكن أن يدخل فى العديد من الاستخدامات، كالأعلاف غير التقليدية وفى تنمية عيش الغراب، وإنتاج غاز البيوجاز مصدرا من مصادر الطاقة، إضافة إلى أنه يحتوى على 65% مادة كربوهيدراتية، كما يدخل قش الأرز فى العديد من الصناعات أبرزها، عدسات القرنية، ومكونات الكمبيوتر، وفى صناعة البلاستيك والبطاريات وفى الصناعات التجميلية والطلاء والسيارات والأجهزة المنزلية والمفرقعات والصناعات الغذائية والسيراميك والطباعة وحفر آبار البترول والورقيات والحفاضات والمناديل.