نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في عددها الصادر اليوم الأربعاء أن الحكومة التركية تسعى جاهدة لتخفيف حدة الانتقادات المتصاعدة ضدها، نتيجة استخدامها القوة المفرطة منذ بداية الاحتجاجات التي تجتاح أنقرة حاليا والمدن التركية الأخرى. وأوضحت الصحيفة في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني، اليوم الأربعاء، أن نائب رئيس الوزراء التركي بولند أرينج قدم أمس اعتذارا بشأن الاستخدام المفرط من قبل الشرطة الأسبوع الماضي ضد متظاهرين عارضوا إزالة منتزه في اسطنبول، مشيرة إلى أن هذه كانت البداية لتصبح فيما بعض مظاهرات وطنية واسعة النطاق ضد حكومة إسلامية. وأضافت الصحيفة أن النائب بدا عليه، أثناء حديثه في مؤتمر صحفي مذاع على الهواء مباشرة من أنقرة، محاولة تخفيف الانتقاد المتصاعد عقب وصف رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان المتظاهرين بمتطرفين يقودهم حزب المعارضة الرئيسي. ونقلت الصحيفة عن ارينج قوله "أقدم اعتذاري لكل الذين وقعوا ضحية أعمال عنف، لأنهم حريصون على حماية البيئة" مضيفا "لا أعتقد أن علينا تقديم الاعتذار لهؤلاء الذين سببوا الأضرار في الشوارع وحاولوا عرقلة حرية الناس" واعتبر أن "ما أدى إلى تدهور الأمور، هو استخدام قوات الأمن للغاز المسيل للدموع لسبب أو آخر، ضد أشخاص كانت لديهم في الأساس مطالب مشروعة". وأشارت الصحيفة إلى أنه في جنيف، أعرب مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عن قلقه البالغ حيال الاستخدام المفرط للقوة، ودعا إلى إجراء تحقيق في انتهاكات ممكنة لمستويات حقوق الإنسان وفى الوقت ذاته، رحبت الولاياتالمتحدة بالاعتذار الذي قدمه نائب رئيس الحكومة التركية للمتظاهرين في بلاده الذين تعاملت معهم الشرطة بعنف "مفرط"، داعية أنقرة إلى التحقيق في ملابسات أعمال العنف التي تخللت التظاهرات، وأوقعت قتيلين ومئات الجرحى. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاى كارنى "نرحب بتصريحات نائب رئيس الوزراء الذي قدم اعتذارا على الاستخدام المفرط للقوة، ونحن نواصل الترحيب بالدعوات إلى إجراء تحقيق في هذه الأحداث".