رئيسة القومي للطفولة تبحث مع صندوق الأمم المتحدة للسكان سبل التعاون    بعد تشكيل الحكومة الجديدة.. رئيس الوزراء يعقد اجتماعا لحل مشكلة الكهرباء    شيخ الأزهر ورئيس وزراء ماليزيا يفتتحان مجلس علماء ماليزيا    أيمن سالم: نقابة الأطباء كانت عبارة عن مجموعة من عصابة شيطانية أثناء حكم الإخوان    «الإسكان الاجتماعي»: حملات متواصلة لضبط الوحدات المخالفة بأكتوبر والنوبارية    متأثرة ببيانات اقتصادية أمريكية.. ارتفاع أسعار الذهب والفضة عالميا    التموين تواصل صرف الخبز المدعم اليوم حتى الساعة ال 5 مساءً    4 يوليو 2024.. أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع المحلية اليوم    تداول 7 آلاف طن بضائع عامة بموانئ البحر الأحمر    عاجل| بدء أول اجتماع لرئيس الوزراء بعد التشكيل الحكومي.. لمناقشة هذا الملف    بدء التصويت في الانتخابات التشريعية ببريطانيا    متظاهرون إسرائيليون يغلقون طرق رئيسية في تل أبيب للضغط على حكومة نتنياهو    شرطة الاحتلال تفض مظاهرة لمستوطنين أغلقوا ممر طريق أيالون في تل أبيب    ارتفاع حصيلة ضحايا التدافع بولاية براديش الهندية ل123 قتيلا    بيراميدز يكشف موقفه من السماح للاعبيه بالانضمام للمنتخب الأولمبي    مفاجأة.. كولر يرفض اعتذار كهربا    مدرب الأرجنتين يكشف موقف ميسي من مواجهة الإكوادور    «كاف» يجري قرعة تصفيات كأس الأمم الإفريقية 2025    لمواجهة الحر.. كيف يمكن تحسين تهوية المنازل ؟    بدء امتحان «التوحيد» لطلاب الثانوية الأزهرية 2024    كثافات في شوارع القاهرة والجيزة.. تفاصيل الحركة المرورية اليوم    تركت بيت أهلها.. تفاصيل مقتل فتاة على يد والدتها وشقيقها في كرداسة    عدد أسئلة امتحان الجغرافيا للثانوية العامة 2024.. اعرف المواصفات    «أهلاوي مجنون وزملكاوي مأصل».. خلاف يجمع بين كريم عبد العزيز وعمرو أديب    "اليوم السابع" يلتقى وزير الثقافة أحمد هنو فى مكتبه بالعاصمة الإدارية    رأس السنة الهجرية 1446: معانيها وأفضل الأدعية للاحتفال    نصائح للأمهات للتعامل مع الارتفاع المفاجئ بدرجة حرارة الأطفال    زيلينسكي يشكر الولايات المتحدة على حزمة المساعدات العسكرية الجديدة    انطلاق عمليات الاقتراع في الانتخابات التشريعية البريطانية    البابا تواضروس يرأس قداس رسامة 5 كهنة جدد للخدمة الروحية ب«كاتدرائية الإسكندرية»    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الخميس    خبير عسكري: الاحتلال الإسرائيلي يمارس الحرب النفسية على اللبنانيين    حزن في كفر الشيخ لوفاة طفلين شقيقين غرقًا بإحدى المزارع السمكية    وزير التعليم يعتمد نتيجة الدبلومات الفنية 2024 بعد تجميع النتيجة    ضغوط العملاء تجبر فولفو على التراجع عن وقف إنتاج طرازين من سياراتها    هيئة الدواء تحذر من عبوات مجهولة المصدر لعقار جليفيك 400 MG لعلاج أورام المعدة    توفيق عبد الحميد يكشف عن حقيقة تدهور حالته الصحية    متى وقت أذكار الصباح والمساء؟.. «الإفتاء» تكشف التفاصيل    نشرة ال«توك شو» من «المصري اليوم»: كريم عبد العزيز ل عمرو أديب أنا أهلاوي مجنون بحضور تركي آل الشيخ .. مفاجأة من وزير التموين للمواطنين بشأن الدعم على البطاقات التموينية    ناقد رياضي: متفائل بالتشكيل الوزاري وأدعم استمرارية أشرف صبحي في وزارة الرياضة    «بي إن سبورتس»: الجيش الملكي يقترب من تعيين عموتة    فرنسا تسحب نوع "كوكاكولا" بسبب مخاطر صحية: لا تشربوه    6 نصائح للعناية بالأسنان والحفاظ عليها من التسوس    دعاء استفتاح الصلاة.. «الإفتاء» توضح الحكم والصيغة    أول ظهور لحمادة هلال بعد أزمته الصحية    قصواء الخلالي: الحكومة الجديدة تضم خبرات دولية ونريد وزراء أصحاب فكر    ميمي جمال: أنا متصالحة مع شكلي وأرفض عمليات التجميل    إصابة طفل وانهيار جزئي لعقار مجاور.. تفاصيل سقوط عقار بالحي القبلي في شبين الكوم    حظك اليوم برج الجوزاء الخميس 4-7-2024 مهنيا وعاطفيا    ميدو: المنتخب الأولمبي «بيشحت» لاعبيه من الأندية    «المصري اليوم» ترصد مطالب المواطنين من المحافظين الجدد    أول رد سمي من موردن سبوت بشأن انتقال «نجويم» ل الزمالك    "مين كبر ناو".. شيكو يحتفل بعيد ميلاده    لميس حمدي مديرا لمستشفى طلخا المركزي    أمين الفتوى: لا ترموا كل ما يحدث لكم على السحر والحسد    الكويت تعلن اعتقال مواطنين بتهمة الانضمام لتنظيم محظور    حدث ليلًا| موعد إجازة رأس السنة الهجرية وحالة طقس الخميس    اتحاد الصناعات: وزارة الصناعة تحتاج لنوعية كامل الوزير.. واختياره قائم على الكفاءة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيدي الخليفة .. ماذا تنتظر.. تقدم واقتحم ساحاتنا الموبوءة
نشر في الشعب يوم 03 - 11 - 2007


بقلم عبد الرحمن عبد الوهاب ..
قيامة اسلامية عظمى ..لصناعة المجد والتاريخ ..!!
الحضارة عبارة عن جدول جاري .. الجدول أحيانا يمتليء بالدم من أشخاص يقتلون ويسرقون ويصيحون ومنهمكين بأشياء يسجلها المؤرخون في العادة ،، بينما على الضفاف كان هناك أناس لا يلاحظهم المؤرخون يبنون بيوتا ويمارسون الحب ويربون الأبناء ويغنون الاغاني ويكتبون الشعر حتى أحيانا ينحتون التماثيل .. ان قصة الحضارة هي ما حدث على الضفاف والمؤرخون متشائمون حيث تجاهلوا ما حدث على تلك الضفاف . واقتصروا على البعد السلبي للجاري في ذات النهر. ويل ديورانت ..
التاريخ حمام دم بين الحق والباطل .. هكذا قالوا .. إلا أن ديورانت من معالجته أعلاه بالرغم من مجلداته التي تناولت قصة الحضارة .. إلا انه عالجها بمفهوم غربي . بمفهوم الحب .. والرفاهية.. ونحت التماثيل ., وبالتأكيد كان هذا التصور على النقيض للرؤية الإسلامية . ورؤية المصطفى لواقع الحياة .. حينما رآه ابن الخطاب وأثر الحصير على جسده .. فطفرت اعين ابن الخطاب بالدموع. يختلف عن الموقف حال دخول ربعي ابن عامر على كسرى . وهو يلبس ثوبا ذو رقعات .. قائلا جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد الى عبادة الله وحده لا شريك له ومن ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والاخرة .. ولكن لمن الأرض .. ولمن ميراث الأرض . (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (الأنبياء : 105 ) (إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ) (الأنبياء : 106 ) (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) (الأنبياء : 107 )

لقد ركل محمد صلى الله عليه وسلم كل أمجاد الأرض لأنه القانع بالمجد في الفردوس الاعلي.. ان الحضارة مفهوم أخلاقي وقيمي.. ربما تناولها مالك بن بني في كتابه إشكالية الثقافة.. والتصور الفكري.. وفي تحليله الإسلامي.. لمسرحية روميو وجوليت عند الغرب.. قال: ان المستقر في قاع الغربي بنهاية المسرحية.. قمة الروعة في التصور الغربي أليس في ذلك نهاية لمخلوفين جميلين منتحرين. انها تهزه الى أقصى مدى.. ولكن في الفكر الإسلامي والمستقر في الوجدان الإسلامي لا يهزنا المشهد.. لأن فيه يرى فيه نهاية لشخصين منتحرين. الغرب يعيش على الموروث التوراتي.. لأجد يهوديا.. يقول: إن مبادئ أميركا في القرن العشرين كانت مباديء اليهود لأكثر من عشرين قرنأ.. لويس براندس
The 20th-century ideals of America have been the ideals of the Jew for more than 20 centuries. – Louis Brandeis
ومن المؤلم أيضا ان ترى الحاخام ناعوم ليفي يقول: أيقظني يا الله.. أقدح مشاعرى.. املئني بالغضب.. ذكرني بأنني مسئول عن هذا العالم.. لا تجعلني خاملا.. ألهمني على العمل.. وعلمني الاقتناع بأن أصلح هذا الركن من العالم.
إنهم بالرغم من عيشهم على فتات موائد الحضارات ومنها حضارة الإسلام. لهذا قال المرحوم سعد الدين وهبه, ان إسرائيل لا تمتلك فكرا ولا إبداع.. هاهم يريدون ان يكونوا مسئولين عن العالم. أليس هذا نوعا من المسرحيات الهزلية.
والغرب يعيش الموروث اليوناني والروماني .. ويعتبرها جزء لا يتجزأ من كيانه ..ويشعر بالحنين الى تراثياته .. ..
Norman Cousins: A library, to modify the famous metaphor of Socrates, should be the delivery room for the birth of ideas—a place where history comes to life.
يقول تورمان كزنس .. اذهب إلى المكتبة لتصيغ استعارة لسقراط التي تكون غرفة لتوليد الأفكار – تكون مكانا لخروج التاريخ الى الحياة ..
إن التصور الفكري الإسلامي .. لا يتناسب مع التصور الغربي .. لأن التصور الإسلامي له معاييره الأخلاقية المنبثقة من الإسلام . كما أن المعالجات الإسلامية الفكرية .. لها سياقها ألخضاري الخاص .. فالثقافة الإسلامية هي الثقافة التي تنبثق من وحي السماء .. وكلام السماء .. لتأخذ أفكارنا من إشعاعات كلام الله . فتحمل سمة الخلود والمجد والبقاء ..
الكاتبة الغربية بيرل بك .. ترى أن الحياة بدون مثالية هي الخواء.. وعلى هذا المرتكز تعتقد انها ستموت جراء هذا الخواء حتى الموت . Pearl S. Buck: Life without idealism is empty indeed. We just hope or starve to death.
كما ان الحضارة إسلاميا هي الارتقاء بالأخلاق .. (كان خلقه القرآن ) والعدل كقيمة . (وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً) (النساء : 58 ). واذا نظرنا على الساحة فإن من يقتل ويسرق ليسوا إلا الغرب .. أجل حتى اللحظة هذه .. فهم الغرب . ولا حاجة لنا بهذا التعريض الديورانتي ..
مفهوم الحضارة في تصوراتها الإسلامية .. تنحصر في الآية الكريمة .. (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (النحل : 90 ) وإذا بنا نرى الغرب قد بلغ شأوا بعيدا في الفحشاء والمنكر والبغي .. لا يتواءم النسق الغربي مع النسق الإسلامي .. لاختلاف التصورات . ففي الواقع الحياتي للغرب ..نرى .. ان الواقع الحياتي من الزنا .. وشرب الخمر . تمارس في واقعه الحياتي كشرب الماء .. أما في البيئة الإسلامية تعتبر جرائم كبرى ويقام عليها الحد .. فكيف تلتقي هذه بتلك .. ؟!! هذه الأمور .. لا يمكن ان ينسحب عليها نظريات العولمة .. وان العالم قرية أمريكية .. فكيف نرضى بالدون .. وقد كان العالم بأسره قرية أمريكية . أين الأجيال الحديثة من المجد المؤثل والتليد .. (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً) (مريم : 59 )
الغرب يحكمه تصورات .. لا تنتمي إلى الحق .. وكم يتمنى ان تقف قدماه على ارض صلبه .. فهو في معضلة لم يجد لها حلا .. حتى اللحظة .. ابتداء في عقيدة التثليث المنافية للمنطق .. هل الله واحد ام ثلاثة . انتهاء الى حروب ليست مقدسة . تبعا للنزوات شيطانية .. ابتغاء مجد روما الحديثة والمجد الكاذب . منذ متى كان السطو المسلح .. مجدا . وكان من معضلات الغرب . مفهومه للعقيدة . فهو يعتبر الغرب ان الدين صناعة بشرية . يقول تيودور درايزر .. اذا كان لي أن أعطي تعريفا عن الدين فلي ان أقول انه ضماد اخترعه الإنسان ليضمد روحه الدامية من الظروف الصعبة.
Theodore Dreiser: If I were personally to define religion I would say that it is a bandage that man has invented to protect a soul made bloody by circumstance.
ولا يختلف وليم جيمس : ان الدين ايا كان رد الفعل الكلي للإنسان على الحياة..
William James: Religion, whatever it is, is a man's total reaction upon life.
ولا بأس فقد قالها كارل ماركس من قبل : أن الدين زفرة المخلوق المضطهد ..ومعاناة القلب في عالم بلا قلب ومعاناة الروح لظروف بلا روح ان الدين هو افيون الشعوب لابد من القضاء على الدين باعتباره يمثل السعادة الوهمية يعتبر هناك ثمة مطلب للحصول على السعادة الحقيقية..بالقضاء على الدين ..
ولا يختلف الامر عن قول روبرت هاينلاين .. إن دين إنسان ما قد يمثل ضحكة ساخرة لانسان اخر .. إلا انهم كانوا دوما بمثابة مصدر سخرية لنا . فكيف انقلبت الآية.
:Robert A. Heinlein: One man's religion is another man's belly laugh.
ويقول بلي مويرز : ان سبب كفره هو شفقته على العالم وإنكاره لأصنام صنعت من قبل البشر لنكون خدما لمصالحهم الشخصية ..
إلا أننا لابد أن نتوقف .. عند الأسس.. والثوابت . فالدين عندنا ليس صناعة إنسانية .. بل هو الوحي المنزل من السماء . وسيظل الى قيام الساعة الدين القيم .. (مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) (يوسف : 40 ) بشهادة السماء ..على لسان يوسف ..عليه السلام
كما أن الإسلام .. هو تلك القضية الرائعة في الوجود الكوني ..لارتباطه بكل أواصر الحياة كافة.. وخاصة مضامين الحرية والكفاح والجهاد .. ناهيك . ان الإسلام هو الفصل النهائي من ركب الأنبياء الكرام على الوجود الكوني للنبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم .. (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران : 85 )
الإسلام .. هو روعة الدين.. وشرف الكفاح .. وملحمة المجد ..والتي لن تنتهي حتى يرث الله الأرض ومن عليها . كان هناك متسلقون على جدار الحضارات .. ومتسولون.. ولصوص.. ومجرمون. يمكن للقاريء ان يراجعها في بروتوكلات حكماء صهيون.. كان لديهم الشغف ان يكون لهم دور في الوجود الإنساني. وهم قتلة الأنبياء. وصفهم سيد قطب في الظلال بالجبلة الساقطة وكثافة الحس.. يحاولون ان يحركوا العالم من خلف الاستر السرية للماسونية.. أذلاء.. (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ) (آل عمران : 112 ) تتناقض سياقاتهم مع سياق الإسلام في الوضوح والروعة والمجد نصا وموضوعا .
الأمة الإسلامية .. امة مسئولة أمام الله والتاريخ .. وهنا مكمن المجد .. فإذا قال ونستون تشرشل . ان ثمن العظمة هي المسئولية . Winston Churchill: The price of greatness is responsibility... فلنا أن نقول .. ان الأمة الإسلامية لم تكن كاليهود .. الذين عاشوا متسولين على موائد الحضارات . لا .. إننا امة المجد له سماتها ومواصفاتها الخاصة . وبريقها الأخاذ والكيان والحيثية والوجود .. وهنا مقام الاختلاف .. فإذا كانت أميركا تدعي الحضارة ويحكمها شمحطي .. قالشمحطي ما هو إلا متسول وقح .. وليس لديه أخلاق ..
ولكن اين تكمن مصيبة الأمة الإسلامية . نريد إعلاء كلمة الله في الارض ..
قال تعالى في حديث قدسي :: أنا والإنس والجنّ في نبأ عظيم , أخلُقُ ويُعبدُ غيري ،أرزق ويُشكر سواي . خيري إلى العباد نازل وشرّهم إليّ صاعد، أتحببّ إليهم بنعمي وأنا الغنيّ عنهم، ويتباغضون عني بالمعاصي وهم أفقر شيء إلي من عاد منهم ناديته من قريب ومن بعُد منهم ناديته من بعيد أهل الذكر أهل عبادتي أهل شكري أهل زيادتي أهل طاعتي أهل محبتي , أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي فإن تابوا فأنا حبيبهم فإني أحب التوابين وأحب المتطهرين ، وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من الذنوب والمعاصي . الحسنة عندي بعشر أمثالها وأزيد... والسيئة بمثلها وأعفوا أنا أرأف بعبادي من الأم بولدها..
لابد أن يكون للمقام الالهي المجد والكبرياء في الارض .. كما له المجد في علياءه .. !!
تكمن المصيبة .. أن الأمة وها نحن في القرن الواحد والعشرين .. مازال هناك .. طابور النفاق من أمثال يهود الدونمة ..غير مقتنعين إلى الآن . بأن القرآن بمجده الرائع يكفي .. وسنة الرسول الاكرم .. تكفي للنهضة بها من مهاوي الانتكاس .. (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (العنكبوت : 51 ) قال المصطفى الكريم .. تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي .
The world is a dangerous place, not because of those who do evil, but because of those who look on and do nothing. Immanuel Kant
التجربة الإنسانية تقول .. كما قال ايمانويل كانت أعلاه.. العالم مكان خطير وليس مكن الخطر فيمن يفعلون الشر ولكن فيمن يرون ولا يفعلون شيئا .. الواقع العربي والإسلامي في حاجة إلى قيامة كبرى على كافة المستويات .. ابتداء من تحفيظ القرآن في الكتاتيب الى مراكز البحث العلمي .. بغية تصحيح المسار وصناعة التاريخ من جديد .. قال المصطفى .. لن يصلح آخر هذه الأمة الا بما صلح به أولها .
.نعم قالوا ان التاريخ يعيد نفسه .. في في الماضي كان ملحمة للمجد وهاهو يعيد الآن نفسه ولكن على سياق اخر فواقعنا ما هو إلا مسرحية هزلية للعار. غريب هذا الواقع .. قالوا من آن لاخر يصاب كتاب التاريخ بالصدمة .. وهانحن اليوم لا نعيش الصدمة بل الأزمة القلبية والسكتة الدماغية .. كيف لا ونحن تصريح جون ابي زيد .. بأن أمريكا ستظل الى 50 عاما بالمنطقة .. كيف لا نصاب بالسكتة الدماغية .. حينما يتفاوض معنا الكفر في الفاتيكان على ان نتخلى عن أهم قضية وأصل من ثوابت وجودنا كمسلمين الا وهو (القرآن الكريم ) .. على انه ليس نص الهي .. أليس هذا من ثالثة الاثافي .. وكبرى المصائب .
غريب هذا الواقع العربي ,, كما قال نزار قباني وخريطة الوطن الكبير فضيحة فحواجز ومخافر وكلاب .. امة تفتقد إلى صيحة من الخليفة .. وأذان فجر وصهيل خيل . ورجل متوضيء يخوض غمار الحرب في جيش لجب .. ويثير الغبار على العالم .. في فتح روما ..كما وعد المصطفى .. لا أن يتحول الواقع على هذا النحو من العار . أن يتفاوض اللئام من الأجيال الحديثة مع الكفر .. في التخلي عن الثوابت .. وأساسيات الوجود .. ومركز قوتها ومعقلها الاول والاخير .(القرآن الكريم ) فماذا بقي من هذا الواقع المفضوح.. الحائض .. واقع يفتقد الى صيحة الله اكبر تدوي في فضاء العالم .. القرآن الكريم .. هو الحقيقة الثابتة في هذا الكون . وسط مكتبات العالم من مكتبة الكونجرس الأمريكية الى مكتبة هارفارد .. الى أكسفورد عفوا لم يجدوا الحقيقة الثابتة في كل كتب الكون إلا (القرآن الكريم) . نعم لا حقيقة ثابتة في الكون إلا القرآن الكريم..
انه كتاب المجد . وزاوية الحق في معادلة الوجود الكوني . ،،(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ) (محمد : 2 )
وان الذين كفروا اتبعوا الباطل .. (ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ) (محمد : 3 )
ليس من كتاب على يابسة الكون يمثل الحق المحض إلا القرآن الكريم .. هذه أبجديات يعرفها أطفال المسلمين الذين يلعبون في الطين على نهر الفرات أو بردي أو النيل او نهر الأردن .. ولكن أين مكن الداء. الخطاب الإسلامي الموجه إلى حكام المسلمين . يتكلم الدعاة والمصلحين في الحلول النهائية وليس الأبجديات .. اعتبار ان الحكام على نفس القاعدة والوزن والقافية في السياق .. ألا وهو إقامة شرع الله في الأرض .. والجهاد في سبيل الله .. ضد من غزو ديارنا وقتلوا أبناءنا ..وما عرفوا إن أولئك الحكام .. يفتقدون إلى مجرد الأبجديات لمعرفة الإسلام . ان هواهم هوى اولمرت ومجد ابناء صهيون .. انهم لا يعرفون ما تقولون .. ولا مرت (لا اله الا الله ) يوما على بخاطرهم فضلا عن ألسنتهم .. او ان ينطقوها .. اخبروهم قولوا (لا اله الا الله) تسلموا .. ان المعضلة قائمة فكما تسلل اليهود عبر الماسونية . الى المجلس البابوي بروما . وبرءوا اليهود من دم المسيح هاهم قد نفذوا الى الازهر وكل المعاقل الإسلامية . وبرءوا الطغاة من دماء الشعوب .. ولا بواكي للإسلام .. ان اسفل السفلة من باع اخرته بدنيا غيره .. وانتم بعتموها للأمريكان واليهود وتحاولون اعادتها مليون عاما الى الوراء . .. فمن الأفضل لكم ألا تتكلموا في الدين أو غير الدين ..
علماؤنا وحكامنا معضلتنا الكبرى جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم . كمثل أمم خلت من المكذبين والمفسدين والمجرمين قال تعالى .. (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) (النمل : 14 ) وقال تعالى (وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ وَاتَّبَعُواْ أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ) (هود : 59 )..
. الواقع العربي يعيش اليوم مسلسل من المسرحيات الهزلية للعار.. ابتداء من العالقين على حدود غزة ..أمة سقط متاع تعود اليوم الى الاستعمار الكلاسيكي بحذافيره في العراق.. ولا يستحي جون أبي زيد بالأمس ان يعلنها .. انها المنطقة العربية .. ثمة أكلة دسمة بالعراق تتناوشها اميركا الكفر. وبوش يريد ان يلتهم الوجبة كاملة بمفردة. ... بالله عليكم أرأيتم أسوأ من هكذا واقع .. لقد أعلنها القرآن الكريم .. (وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً) (النساء : 102 ) هانحن نعيش عصر الميلة الواحدة للكفر .
أمة كانت مليء العين والبصر . يحولها الخونة .. إلى توحيد أذان . ومساجد بلا مآذن .. ودخول المساجد بتونس بالبطاقات الممغنطة ,,, وها هن النساء المسلمات ينمن في العراء في عراقنا الحبيب .. يتلصص الغربي الوقح الداعر عليهن . بعدما هدم البيت والمأوى .. أو ينقل الحسناوات الى ابو غريب .. ليلتهمها .. هل رأيتم مثل هذا العار على امة من العالمين .. انها صرخات وامعتصماه .. ولكن اين المعتصم في العصر الحديث؟!! .. ان صرخات الصبايا اليتم لامست اسماعهم .. ولكن اين نخوة المعتصم . ؟!! المعتصم كما قالت غادة السمان انه يعمل ساقيا في الحانة باسم مستعار . فأي انتكاسات في عالم الاجيال .. وأي عار .. امة رفضت الصفقة مع الله وكفرت بالله ورسوله . أمه حاصلة على كأس العالم في تعذيب البشر .. وذائعة الصيت حتى في أميركا .. كما قال الكاتب فهمي هويدي في مقاله الأخير .. بالله عليكم لقنوا هؤلاء الحكام أبجديات الإسلام بداية ....كما تلقنوها لأطفالكم الصغار . قبل أن تطالبوهم يوما بالجهاد في سبيل الله او دفاع عن ارض او عرض .. أو اسألوا الله أن يأخذهم أخذ عزيز مقتدر كما اخذ فرعون وعاد وثمود .. فلقد باعوا كل شيء .. ارض وجغرافيا وتاريخ وأجيال .. باعوا كل شيء . . والله يحب المحسنين .. !!
سيدي الخليفة .. ماذا تنتظر ..هيا تقدم واقتحم بحصانك ساحاتنا الموبوءة .. !!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.