اجتمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الجمعة في الضفة الغربية مع مسؤولين من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) لاول مرة منذ سيطرة الحركة على قطاع غزة في يونيو الماضي لكنه استبعد اجراء محادثات مصالحة رسمية قبل ان تنهي الحركة سيطرتها على القطاع. وقال عباس انه اجتمع بشكل غير رسمي مع النائب عن حماس حسين ابو قويق وناصر الدين الشاعر الوزير في الحكومة السابقة بقيادة حماس في المجمع الرئاسي في رام الله بالضفة الغربية. وقال مسؤولون من حماس ان الرئيس الفلسطيني هو الذي بادر بعقد الاجتماع بدعوة المسؤولين لصلاة الجمعة. وابلغ عباس رويترز في رام الله بعد قليل من الاجتماع "التقيت اليوم بقيادات من حماس وأبلغتهم موقفي الذي لم يتغير ان لا مفاوضات ولا لقاءات مع حركة حماس الى ان تعود عن الانقلاب." ورفض عباس اجراء محادثات مع حماس منذ أن اخرجت الحركة قواته من القطاع في يونيو بعد قتال استمر عدة ايام. وأقال عباس حكومة الوحدة الوطنية بقيادة حماس في يونيو وعين حكومة تسيير اعمال برئاسة سلام فياض في الضفة الغربية مما أدى الى تخفيف العقوبات الامريكية والاسرائيلية والى خطط لعقد مؤتمر سلام الشهر المقبل. وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم عباس ان عضوين اخرين من حماس حضرا الاجتماع الذي لم يكن اجتماعا رسميا. ويقيم الرجال الاربعة في الضفة الغربية التي يسيطر عليها الموالون لعباس. وانتقد أبو قويق هذا الاسبوع تصريحات نزار ريان وهو من زعماء حماس في غزة التي دعا فيها لاستخدام القوة للسيطرة على الضفة الغربية. وقال علي الجرباوي استاذ العلوم السياسية في جامعة بير زيت بالضفة الغربية ان هذا الاجتماع يشير الى ان حماس لا تريد قطع العلاقات مع عباس. وابلغ سامي أبو زهرى المسؤول بحماس رويترز في غزة أن عباس دعا المجموعة لمقره للصلاة. وأضاف "الصلاة في المقاطعة جاءت بناء على دعوة من أبو مازن لشخصيات اسلامية وقيادات من حماس ولا علاقة لها بالحوار. ما حدث هو شيء عادي جدا ولا علاقة له بالحوار بين حركتي حماس وفتح." وفي الشهر الماضي قالت حماس انها مستعدة لاجراء محادثات مصالحة مع فتح ولمحت الى انها مستعدة للتخلي عن السيطرة على قطاع غزة. لكن فتح رفضت المحادثات ما لم تتخل حماس اولا عن السيطرة على القطاع الساحلي. وقال الجرباوي ان عباس الضعيف سياسيا ربما يستخدم اجتماع يوم الجمعة ليبعث رسالة الى اسرائيل والولايات المتحدة يحذرهما فيها من الضغط عليه بدرجة مبالغ فيها لتقديم تنازلات خلال مؤتمر سلام انابوليس بولاية ماريلاند الامريكية المقرر عقده قبل نهاية العام. وترفض اسرائيل والغرب التعامل مع حماس مطالبة اياها بالاعتراف بالدولة اليهودية. وحذرت من ان حوارا بين فتح وحماس قد ينسف اتفاق سلام. وقال دافيد بيكر المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية يوم الجمعة ان حماس "عازمة على تدمير اسرائيل ويجب ان تبقى خارج اللعبة."