يسيطر اليهود على قرية قنتير الشرقية لاعتقادهم أنها مهد سيدنا موسى. «إدجار بوش» أو «الخواجة بوش»، يقيم فى «البيت الأبيض»، سمى بذلك لأن منزله كله مطلى باللون الأبيض.. يأتى إلى قنتير باستمرار لمدة 3 أشهر سنويا منذ عام 1979، أى بعد معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل مباشرة. ودائما ما يستأجر الأراضى الزراعية من الفلاحين بمبالغ كبيرة حتى ينقب فيها عن الآثار.. ويأتى بيته زوار، وتقام حفلات غير تقليدية فى بيته. البعثة الألمانية اكتشفت أن قصر رمسيس الثانى يوجد أسفل مبانى القرية، وكان الدكتور سليم حسن قد قال فى كتابه (مصر القديمة) إنه اكتشف قصر فرعون، وذكر أن علماء الآثار المصريين اكتشفوا قصر فرعون أسفل الجبانة الحديثة بالقرية وليست البعثة الألمانية، وهناك فتاة من القرية تعمل لدى البعثة فأخبروها أنها عندما تجد القطع الأثرية الصغيرة التى تسمى «الجعارين» يجب أن تسلم للبعثة، وتقوم هذه البعثة بتهريب هذه الجعارين إلى الخارج، وهذه البعثات تقوم بمهام جاسوسية أكثر منها علمية؛ لأنها تعمل لجمع المعلومات وسرقة الحضارات القديمة. ورئيس البعثة «الخواجة بوش» يشرب الشيشة ويصنع كعك العيد ويشارك الفلاحين فى مناسباتهم ويتنقل بين الجميع بشكل مريب، والبعثة تؤكد أن قصر فرعون يقع أسفل المبانى فى القرية وأن سيدنا موسى عليه السلام كان يعيش هنا، والدليل على هذا ما وجدوه من شواهد أثرية وهى القصر الفرعونى، وقد وجدوا بالأجهزة الحديثة أنه يضم جدرانا ذهبية وغرفا كاملة للنوم والمعيشة، وحددوا هذه المعالم بالكامل ووجدوا أيضا الإسطبل الذى كانت تربى فيه خيول الملك، لكنهم أمروا بإغلاق هذا الملف مؤقتا خشية انتشاره بين الناس. ومن الأمور الأخرى أيضا أن البعثة تقيم حفلا سنويا تدعو إليه السفارات الأجنبية وأعيان المنطقة، وعندما استفحل الأمر قدّم الأهالى شكوى إلى المسئولين قبل الثورة بتحركات هذه البعثة، فقالوا لهم إنهم تحت المراقبة، لكنهم لم يفعلوا شيئا. وأهم اكتشافات البعثة الألمانية كانت تمثالا ضخما للملك رمسيس الثانى والذى يقال إنه كان أمام معبد أو قصر كبير، والغريب أن هذا التمثال ظل نحو 20 عاما ملقى وسط أرض زراعية. فالبعثة الأجنبية عندما اكتشفته وجدته ثقيلا ومثبتا من أسفل على قاعدة حجرية ممتدة ولا يبدو منه سوى جزء من الذراعين، فمن الصعب جدا نقله من مكانه، والمفاجأة أنه منذ فترة اختفى ولا يعرف أحد من الأهالى أين ذهب، وهناك متحف فى ألمانيا يسمى متحف «هالدز هايم» يضم جزءا خاصا بآثار قنتير، وطبعا لا أحد يعرف كيف تم نقل هذه الآثار من القرية إلى هناك. بالإضافة إلى ملاحظة غريبة بالفعل؛ فطوال هذه السنوات وكل العمال الذين يستعان بهم هم من خارج القرية من مناطق بعيدة. وأكد مدير عام الآثار بالشرقية إبراهيم سليمان أن مخازن قنتير وتل الضبعة تعرضت لحادث سرقة ونهب خلال الأشهر القليلة الأخيرة، فقد استغل اللصوص الأحداث التى تمر بها البلاد فسطو على مخازن الآثار بالمنطقة، والمثير للدهشة أن خبرا منشورا بالصحف بتاريخ 7 من نوفمبر 2008 نصه: «قام اليوم وفد من السياح اليهود بزيارة قرية قنتير شمال فاقوس بمحافظة الشرقية، وهذه الزيارة ليست الأولى من نوعها، فالسياح اليهود يزورون قنتير باستمرار ويطالبون بإقامة مولد لسيدنا موسى عليه السلام بقنتير لأنها الأرض التى ولد بها سيدنا موسى، والمستغرب فى زيارة اليوم أنهم زاروا أثرا فى قنتير يسمى (أبو شافع)، وهذا الأثر يد ورجل من أيام الفراعنة.. وهذه الزيارة كانت فى أثناء صلاة الجمعة، علما بأن هذا الأثر (أبو شافع) يقع بجوار مسجد التوحيد بالقرية والمعروف بمسجد الإخوان المسلمين. وأهالى قرية قنتير لا يرغبون فى تكرار هذه الزيارات من قبل اليهود؛ إذ إن رئيس البعثة الأثرية الألمانية فى قنتير هو «إدجار بوش» عالم الآثار اليهودى. إنه من يبحث فى مواقع الإنترنت سيجد موقعا يهوديا اسمه greatcommission.com، وهناك سيجد صورا لكل مكان فى قرية قنتير وعليها تعليق «هنا عاش الهكسوس واليهود والفراعنة فى أرض الآباء الأوائل». وأيضا موقع nvic.leidenuniv.nl به صورة لأحد أعضاء البعثة داخل مقرهم فى قنتير والمعروف باسم «البيت الأبيض». كما حذر الدكتور صبحى عطية يونس عضو لجنة الآثار بالمجلس الأعلى للثقافة وأستاذ الآثار والحضارات القديمة بكلية الآداب بجامعة المنصورة- من توغل يهودى فى مصر من خلال الحفريات عن الآثار، مؤكدا وجود أطماع لليهود فى منطقة شرق الدلتا وأنهم يريدون إيجاد أبو حصيرة جديد فى محافظة الشرقية، وأضاف: «بعد معاهدة السلام رأينا بيجين يقول إن الذين بنوا الأهرامات هم اليهود، على الرغم من أن بنى إسرائيل لم يظهروا إلا بعد أكثر من 1500 سنة من بناء الأهرام والكتاب المقدس نفسه عندهم لم يتحدث عن تسخير اليهود فى بناء الأهرام، وإنما تحدث عن تسخير اليهود فى بناء مدينة رمسيس وتل المسخوط»، وأكد أن لليهود أطماعا فى منطقة شرق الدلتا، لأنها طوال تاريخها هى مدخل لمصر وهى البوابة الشرقية، وأن صلة الصهاينة بدأت مع فلسطين بهذا الشكل وأن هناك عبثا بالأمن القومى المصرى عندما تُركوا ينشئوا حفائر لمدة 50 سنة متواصلة فى مكان واحد فى منطقة صان الحجر حتى يكتشفوا وجود آثار يهودية فى صان الحجر، وجاء لبيب حبشى «عالم آثار مصرى» اكتشف هذه المنطقة فى فاقوس وتضم قرى (قنتير، وتل الضبعة، وعزبة رشدى الكبيرة، وعزبة رشدى الصغيرة)، وتأكد بالفعل أنها عاصمة الهكسوس القديمة وعاصمة رمسيس الثانى، والجديد أن يقولوا إن بها آثارا إسرائيلية، فيتحدث عن الموطن القديم لليهود فى محاولة لتأصيل شرعية لليهود مرة أخرى».