كشفت صحيفة "السفير" اللبنانية عن تقرير يستند إلى جهات أمريكية حكومية رسمت صورة تفصيلية لما عرضته الإدارة الأمريكية على الحكومة اللبنانية في اجتماعات رسمية خلال محاضر الجلسات، أن واشنطن عرضت على الحكومة اللبنانية إقامة قاعدة عسكرية على أراضيها . وقالت الصحيفة: إن الزيارة التي يقوم المسئولون الأمريكيون وخاصة وكيل وزارة الحرب الأمريكية لشئون السياسات "إيدلمان" على رأس وفد من البنتاجون، تمت بطلب مباشر من الرئيس الأميركي جورج بوش. وقد التقى هذا الوفد كلاً من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ووزير الدفاع إلياس المر وقائد الجيش العماد ميشال سليمان، وقد تركزت المحادثات خلالها على 4 مواضيع رئيسة هي الوضع العسكري في لبنان، الوضع الأمني الاستخباراتي، واقع الجيش اللبناني وسياسة الدولة اللبنانية. وعُلم أن السفير الأمريكي في لبنان جيفري فيلتمان رافق الوفد وعرض على المسئولين مسودة اتفاقية عسكرية لبنانية أمريكية مشتركة، تتناول المواضيع العسكرية والأمنية والاستراتيجية، وتتصل أيضاً بمستقبل الجيش اللبناني وعقيدته الوطنية، فضلاً عما "تريده" الولاياتالمتحدة من لبنان في المرحلة المقبلة. وفي معلومات "السفير" أن إيدلمان تناول في محادثاته، الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة، وأشار إلى أن ثمة تغييرات تحتم علينا مواكبتها، وأن الولاياتالمتحدة نفسها مقبلة على تغييرات داخلية، "لكن السياسة شيء والأمن شيء آخر". وشدد الوفد الأمريكي "أن الوجود الروسي الكثيف في شمال سوريا بات يهدد الوجود الأمريكي في المنطقة" وألمح الوفد إلى "حرب باردة أمريكية روسية"، وإلى تحركات روسية في المنطقة واستراتيجيات جديدة لموسكو، تحتم تغييراً في الاستراتيجية الأمريكية، "وبما أن لبنان هو البلد الأقرب إلى الموقع الروسي في اللاذقية على الشاطئ السوري، فقد بات الخطر قائماً على القوات الأمريكية. ومن هنا فإن لبنان الصغير حجماً يحظى بموقع استراتيجي مهم بالنسبة إلى واشنطن". وفي هذا الإطار أكد المشروع على الاتفاقية العسكرية بين لبنان والبنتاجون يلحظ قيام مجموعات عسكرية ومخابراتية أمريكية لبنانية فضلاً عن لجان مشتركة للتنسيق والمتابعة. كما تقضي الاتفاقية بإقامة مراكز تدريب برية وجوية وبحرية. وأن مشروع الاتفاقية يلحظ تزويد لبنان بأسلحة ثقيلة وطائرات وإقامة مراكز رادارات في القرنة السوداء والباروك وضهر البيدر. كما ناقش مع قائد الجيش العماد ميشال سليمان كان دقيقاً، حيث عرضت خلاله أوضاع الجيش الداخلية وكيفية المساعدة الأمريكية. وتجدر الإشارة إلى أن الإتفاقية هذه يمكن إبرامها مع الحكومة من دون الحاجة إلى المصادقة عليها في مجلس النواب.