استحوذت الحالة الصحية للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة على اهتمام الصحف الجزائرية التي تابعت بالتفاصيل تطور حالته، وتأثيرها على مجريات الأمور بالبلاد. وأصيب بوتفليقة، البالغ من العمر 76 عاما، والذي يحكم الجزائر منذ 1999، بجلطة دماغية قبل أيام نقل على إثرها إلى العاصمة الفرنسية باريس لاستكمال فحوصات طبية، قبل أن يعلن بيان لرئاسة الجمهورية الجزائرية في وقت لاحق أن صحة الرئيس "تحسنت كثيرا". ونشرت صحيفة "الخبر" تصريحات لرئيس الوزراء الجزائري عبدالمالك سلال قال فيها إن رئيس الجمهورية ""بخير ويهاتفني يوميا للاستفسار عن أحوال البلاد من الخارج بعدما نصحه الأطباء بالراحة هناك". ولفتت الصحيفة إلى أن هذه التطمينات التي نقلها رئيس الوزراء، لم يشر فيها إن كان الرئيس قد غادر المستشفى العسكري الفرنسي ""فال دو غراس""، ولا الوجهة التي سلكها الرئيس في حالة مغادرته المستشفى الباريسي ليقضي فترة النقاهة والراحة التي نصحه بها الأطباء. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية عن سلال قوله خلال لقاء مع ممثلي المجتمع المدني في ولاية الأغواط جنوبي البلاد "كونوا على يقين بأن رئيس الجمهورية بصحة جيدة (..) وهو يتابع يوميا الملفات والقضايا التي تهم الوطن". وأضاف سلال أن أطباء بوتفليقة "طلبوا منه أن يرتاح لوقت معين"، مجددا التأكيد على أن صحة الرئيس "لا بأس بها". واعتبرت يومية "البلاد" أن تأكيد تحسن الحالة الصحية لرئيس الجمهورية "يزيل الكثير من التضارب والغموض الذي لفّ الساحة السياسية والشعبية بالجزائر، خاصة مع تحركات السياسيين الذين طالب كثير منهم بتطبيق المادة 88 من الدستور، التي تحدد كيفية انتقال السطلة "سلميا" في حالة وجود عارض يثني الرئيس عن أداء مهامه الدستورية. أما صحيفة "النهار الجديد" فقد نشرت تقريرا مطولا عن الحالة الصحية لبوتفليقة قالت فيه نقلا عن مصادرها إن "الرئيس يقيم رفقة عدد محدود من أفراد عائلته بعيدا عن أي تواجد رسمي لمسؤولي وأعوان مصالح الرئاسة، باستثناء البعض الذين يتكفلون يوميا بنقل ملفات وتقارير في شكل بريد يومي إليه".