كشفت مصادر سياسية فلسطينية مقربة من الدوائر السياسية في مدينة رام الله بالضفة الغربيةالمحتلة أن نبيل شعث عضو اللجنة المركزية بحركة فتح هو المكلف من قبل الرئيس محمود عباس واللجنة المركزية بقيادة وفد الحركة في الحوار الذي سينطلق مع حركة حماس في مصر أواخر الشهر الجاري بعد عيد الفطر. ونفت المصادر واسعة الاطلاع ما رددته صحف عربية مؤخراً من أن عزام الأحمد، رئيس كتلة فتح البرلمانية، هو المكلف بقيادة وفد الحركة، على الرغم من أنه كان بالفعل مرشح الرئيس عباس بعد تعرض الأخير لضغوط من قبل رئيس المخابرات المصرية، اللواء عمرو سليمان، للإسراع في التحاور مع حماس. لكن اللواء سليمان، وفق المصادر ذاتها، رفض قيادة الأحمد لوفد فتح أو حتى أن يكون عضوا فيه، وأبلغ الرئيس عباس أنه بترشيحه هذا لا يريد الحوار أصلاً، نظراً لموقف الأحمد الرافض للحوار مع حماس. ومنذ فترة يتواتر الحديث عن رغبة فتح وحماس في الحوار، وكنوع من إبداء الجدية، تقول المصادر إن الحركتين وافقتا على اتخاذ خطوات أولية تلطف الأجواء قبل اللقاء المرتقب، منها ضرورة وقف كافة حملات التحريض ضد بعضهما البعض، وخلق أجواء إيجابية تمهد لنجاح الحوار المزمع بعد العيد، وإن كانت الحملات مستمرة حتى الآن على كافة الأصعدة.
الإسراع بالحوار.. ليس حبا فى حماس حرص مصر على الإسراع بجمع فتح وحماس في حوار ينهي الأزمة الفلسطينية الراهنة أرجعته المصادر الفلسطينية إلى ثلاثة أسباب، أولها أن "مصر تتعرض لإحراجات كثيرة بسبب اضطرارها للتعامل مع حماس في قضايا حساسة، كون مصر تحد الأراضي الفلسطينية من قطاع غزة، مما يوقعها في حرج مع كل من الإدارة الأمريكية والكيان الصهيونى، إذ تظهر القاهرة وكأنها تتعاون مع حماس". كما أن مصر، وفق هذه المصادر، "تخشى انفجار الأوضاع في غزة نتيجة الحصار الخانق عليها منذ وصول حماس للسلطة؛ مما سينعكس بالضرر على أمنها القومي، خاصة في ظل توتر العلاقة بين الحكومة المصرية وعدد من قبائل شبه جزيرة سيناء، وضعف التواجد الأمني المصري في سيناء بموجب اتفاقية كامب ديفيد للسلام الموقعة بين مصر والكيان".
كما أن "مصر لن تستطع الموافقة على أي اتفاق بين الكيان الصهيونى والسلطة الفلسطينية دون وجود توافق فلسطيني / فلسطيني حول المسائل المتعلقة بحل القضية الفلسطينية"، حسب ما قاله مصدر فلسطينى وثيق. وتستضيف الولاياتالمتحدة الشهر المقبل مؤتمرا دوليا للسلام يشارك فيه كل من محمود عباس وإيهود أولمرت وهو ما يمثل ظرفا ضاغطا على كافة الأطراف بما فيها مصر حيث يتوقع سيادة حالة من الانفلات والفوضى فى حالة فشله التى يرجحها معظم المراقبين.. وإن كانت الاحتمالات الأكبر تصب فى صالح تأجيل موعد المؤتمر لحين تحقيق تقدم فى مباحثات التفاهم الفلسطينية الصهيونية.
فتح بين أجندتين وفي وقت سابق كشفت مصادر فتحاوية مطلعة أن جبهة قوية داخل الحركة تشكلت مؤخراً من أسماء ذات وزن ثقيل تعمل على دفع الرئيس عباس إلى الإسراع في الحوار مع حماس. ومن هذه الأسماء نبيل شعث، وروحي فتوح، عضو اللجنة المركزية بالحركة، وكذلك القياديون بفتح: قدورة فارس، وحاتم عبد القادر، وجبريل الرجوب، بالإضافة إلى أحمد حلس، القيادي البارز في غزة. ولفتت المصادر إلى أن هذه الجبهة أرسلت الرجوب مبعوثاً بعلم الرئيس عباس لمحاورة حماس بإحدى الدول العربية، لتشكيل أرضية مشتركة يمكن البناء عليها في اتفاق سياسي بين الحركتين. وأكدت المصادر أن لقاءات منتظمة تجري بين حلس ومكتب إسماعيل هنية، للتباحث حول مخرج للأزمة الراهنة. في مقابل هذه الجبهة تحيط بالرئيس عباس جبهة مضادة تدعو إلى استمرار مقاطعة حماس، وتراهن في المقابل على رضوخ حماس لشروط قيادة فتح و"الضغوط الشعبية" والخارجية عليها للتراجع عن سيطرتها على غزة منتصف يونيو الماضي. وتعمل هذه الجبهة، صاحبة النفوذ في فتح والأجهزة الأمنية، حسب المصادر، على تشديد القبضة الأمنية على حماس في الضفة. ومن أبرز قادة هذه الجبهة الطيب عبد الرحيم، أمين عام الرئاسة، عضو اللجنة المركزية بالحركة، وعزام الأحمد، إضافة لمحمد دحلان، القيادي الأمني بفتح، والذي عاد مؤخرا إلى رام الله، وتوفيق الطيراوي، رئيس جهاز المخابرات العامة، عضو المجلس الثوري للحركة.