نشرت شرطة الاحتلال ثلاثة آلاف عنصر منذ ساعات الفجر الأولى في محيط الحرم القدسي الشريف، وفي الجزء الشرقي من مدينة القدس، بدعوى " ضبط الأمن والنظام خلال صلاة الجمعة". ورغم ذلك نجح عشرات الآلاف من الفلسطينيين سواء من الداخل الفلسطيني أو من بعض مناطق الضفة الغربية وسكان القدس من الوصول منذ يوم الخميس وساعات الفجر الأولى، وتمكنوا من الاعتكاف ليلاً وأداء صلاة الجمعة في ساحات المسجد الأقصى. وتمنع سلطات الاحتلال فلسطينيِّي الضفة الغربية من دخول القدسالشرقية، جراء الإغلاق التام المفروض على الضفة الغربيةالمحتلة خلال الأعياد اليهودية. وقالت سلطات الاحتلال: إن الرجال فوق سن الخمسين والنساء فوق سن الأربعين سيُسمح لهم بالتوجه إلى القدسالشرقية للصلاة في الحرم القدسي. وفي السياق ذاته استذكر إمام وخطيب المسجد الأقصى الشيخ يوسف أبو اسنينة في خطبة الجمعة ذكرى معركة عين جالوت التي قادها القائد السلطان قطز، على أرض فلسطين، متسائلاً:" هل عجزت نساء المسلمين أن تنجب اليوم أمثال قطز؟" حيث دكت جيوش المسلمين حصون التتار، وحررت الأرض من الظالمين، وثأرت لدماء المسلمين وأعراضهم في أرض الشام. وأضاف أن المسلمين اليوم في أمس الحاجة لقادة أمثال أصحاب رسول الله سبحانه وتعالى وعلى رأسهم خالد بن الوليد وصلاح الدين الأيوبي، ليقودوا معركة تحرير بيت المقدس وتنظيفه من دنس الاحتلال. وأشار أبو اسنينة إلى دعوة الرئيس الأمريكي جورج بوش لعقد مؤتمر دولي لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط في الخريف، محذرًا من أن أمريكا تتلاعب بقضايا العرب والمسلمين كيفما شاءت ومتى أرادت، وأن مؤتمر الخريف مشابه تمامًا للدعوات التي أطلقها بوش قبيل احتلال العراق، حيث وعد بإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، وتفكيك المستوطنات، إلا أن كافة الوعود الأمريكية ضاعت وانقطعت، بل زاد الاحتلال عنوة وأقيم جدار الفصل العنصري وتقطعت أوصال الوطن وحوصرت بيت المقدس وتوسعت المستوطنات وأقيمت أخرى جديدة واستمرت عمليات الاغتيال والاعتقالات. ودعا خطيب المسجد الأقصى إلى الكف عن الهرولة وراء المؤتمرات التي تدعو إليها أمريكا والحذر من الانخداع من وعودها، لافتًا إلى أن ما يحدث على أرض العراق أكبر عبرة لمن يعتبر.