فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان الأسبق كتبت: دينا حافظ نشرت صحيفة الشروق الجزائرية تقريرا قبيل ثلاثة أيام من صدور تقرير لجنة فينوجراد الإسرائيلى، ممنوع من النشر بسبب الرقابة العسكرية الصهيونية التى منعت نشر موضوع فى صحيفة «هاآرتس» العبرية فى يوم 08 جانفىالحالى، وكان نصه أن «الضابط الإسرائيلى السابق أهارون جولدبرج والمتهم بخيانة الدولة الإسرائيلية، يؤكد أنه وفى أثناء فترة عمله فى الموساد بين عامى 1970-1989 ضابط عمليات ميدانى، تمكن عبر طرف ثالث من تجنيد السيد فؤاد السنيورة رئيس الوزراء اللبنانى المدعوم من الإدارة الأمريكية». وأضاف التقرير أن الضابط الإسرائيلى كان قد سُرح من الجيش بعد أن أدين بتهمة بيع السلاح والذخيرة لمافيا إسرائيلية،وبعد تسريحهفرض عليه النائب العام شروطا مشددة للخروج من إسرائيل، وفقا للرواية التى سربها المحامى جلعاد لافين محامى الدفاع. فقد عانى الجنرال السابق وعائلته من مصاعب مادية ونفسية،جعلت من الضابط الذى خدم فى الموساد سنوات طويلة رجلا حاقدا يبحث عن الانتقام، فاستغل فرصة خروجه من إسرائيل وحاول الاستقرار فى ليتوانيا، ولكن المخابرات الخارجية الروسية علمت بأمره، فاتصلت به وعملت على تجنيده وطلبت منه العودة إلى البلاد لكى يتم تنشيطه بعد فترة. وكشف محامى الدفاع عن أهم وأخطر ما ورد فى هذا التقرير المحظور،وهو ما يتعلق برواية تجنيد رئيس الوزراء اللبنانى «فؤاد السنيورة» لصالح الموساد فى السبعينيات؛ فيقول التقريرإن ملفا باسم «نور» يحمل الرقم 345548 سلم إلى الضابط الإسرائيلى لمتابعته وتدريبه، فانتقل إلى العاصمة بيروت عبر مطار باريس بجواز سفر فرنسى مزور وحجز لنفسه شقة مفروشة فى متنزه عالية فى جبل لبنان، ومن هناك اتصل بالعميل نور-واسمه الحقيقى فؤاد محمد السنيورة- من مدينة صيدا، فدربه على وسائل الاتصال والمراسلة الآمنة وعلى تقنية جمع المعلومات وتضليل المحققين. ويضيف التقرير: كان ذاك فى عام 1974 وقد رأى السنيورة السيد جولدبرجثلاث لقاءات، كان الهدف منها تدريب نور ومتابعة تطوره فى جمع المعلومات، خاصة أن علاقاته بدأت تتوطد مع علية القوم من فلسطينيين ولبنانيين. اغتيال الحريرى على يد أقرب المقربين منه ونشرموقع «فيلكا إسرائيل» الذى تحدث عن حكاية «تجنيد الموساد فؤاد السنيورة منذ عام 1974»، تقريرا أعده البروفيسور إيلياهو بنييمسون،عن تورط السنيورة فى مقتل رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريرى، مشيرا بالقول: «كانت نقطة أساسية من جهود كشف قضية مقتل الحريرى تقوم على محاولة معرفة الشخص المقرب منهالذى أعلم القتلة بخط سير موكبه، والذى أعطى القتلة إشارة توجهه من البرلمان إلى منزله ساعة الاغتيال. كشف أسرار خطيرة عن السنيورة وكشف البروفسور بنيسيمون عن تاريخ السنيورة من أنه وصل فى بداية ظهوره الاجتماعى وبسرعة إلى مكتب الرئيس سليم الحص، زعيم الطائفة السنية المتوج فى بداية عهد إلياس سركيس 76 وحتى وصول أموال ورشاوى رفيق الحريرى إلى بيروت، وفور بروز اسم رفيق الحريرى ماليا وسياسيا، ترك فؤاد السنيورة عمله مع أستاذه السابق فى الاقتصاد سليم الحص، وقفز إلى مركب الحريرى الصاعد. فكان أن عيّنه الأخير محاسبا رئيسيا لشركاته فى لبنان، ومن ثم رئيسا لمجلس إدارة أحد بنوكه الكبرى فى بيروت (بنك البحر الأبيض المتوسط) والذى ضارب عبره فؤاد السنيورة فى أعوام 1987-1992 على الليرة اللبنانية، فسقط سعر صرفها مقابل الدولار من خمسين ليرة إلى ثلاثة آلاف ليرة مقابل الدولار الأمريكى الواحد. وهكذا طارت مليارات اللبنانيين المودعة فى البنوك ومن بينها أربعة بنوك يملكها بالكامل رفيق الحريرى. يذكر أن معظم هذه المعلومات تداولتها وسائل الإعلام اللبنانية منذ أيام ليست بالقليلة، فما السر من وراء ظهورها وبشكل أكبر اليومين الفارطين، خاصة أن التسريبات فى المرتين مصدرهما الإعلام الصهيونى؟ من الواضح أن حكومة أولمرت بدأت تستشعر أنها تلفظ أنفاسها الأخيرة وأن تقرير فينوجراد سوف يطيح بها لا محالة، ولكن على ما يبدو أن الفشل الذى مُنى به هذا الفريق فى ذلك المسعى، والذى توج بفشل العملية الإرهابية الأخيرة التى استهدفت «وسام عيد» من تحقيق أهدافها؛ فاختيار الشخصية المستهدفة والتوقيت كانا فى غاية الغباء، ولم يحققا المطلوب سواء بتوريط سوريا وحلفائها اللبنانيين فى العملية، أو فى إشعال الجبهة الداخلية اللبنانية، الأمر الذى جعل الطرف الصهيونى فى موقف حرج لا خلاص منه سوى بالضغط على الحليف اللبنانى «فؤاد السنيورة» كى يتحرك بصورة أكثر فاعلية من ذى قبل، لكن من الواضح أن جميع من تآمر على لبنان وشعبه يتخبطون فى الظلمات بعد أن أفقدتهم الهزيمة توازنهم.