بينما سادت اللهجة المتشككة والعدائية أحيانا تصريحات المسؤلين المصريين تجاه إيران, والتى خرجت فى بعض الأحيان عن الأصول المرعية فى العلاقات الدولية, وفى توقيت مثير للدهشة حيث تدق كل من أمريكا وفرنسا والكيان الصهيونى طبول الحرب ضد إيران وكلهم حليف بمقتضى سياسات مصر الإقليمية والدولية الرسمية وعدو لطهران ..وبعد انقطاع للعلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979, وكانت طهران قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع مصر في 1980 بعد الثورة احتجاجا على اعتراف القاهرة باسرائيل, ومنذ ذلك الوقت تقوم في كل من البلدين شعبة لتمثيل مصالح البلد الاخر.اعلن مصدر رسمي مصري الثلاثاء ان مصر وايران ستبدآن حوارا على المستوى الوزاري تمهيدا لاستئناف العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بينهما منذ 1980. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي في بيان "تم الاتفاق على مواصلة الحوار بين الجانبين وبالذات في ما يتعلق بالعلاقات الثنائية على مستوى كبار المسؤولين ثم وزيري الخارجية". والتقى عرقجي الذي يزور القاهرة حسين ضرار مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الاسيوية. وتطالب مصر خصوصا بازالة اسم خالد الاسلامبولي قاتل الرئيس المصري انور السادات في 1981 عن احد شوارع طهران. وعلى غرار السعودية تبدي مصر قلقها من نفوذ ايران في المنطقة وخصوصا في العراق ولبنان والاراضي الفلسطينية. والعام الماضي اعتبر الرئيس المصري حسني مبارك ان الشيعة في العالم يدينون بالولاء لايران اولا قبل الولاء للدول التي يقيمون فيها. الا ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد قال في مايو انه على استعداد لاستئناف العلاقات مع مصر, وعلى الرغم من ترحيب القاهرة بهذا الاعلان الا ان وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط راى في يونيو ان ايران تهدد امن مصر والشرق الاوسط متهما اياها بتشجيع حركة حماس على السيطرة على قطاع غزة. أجرت مصر وايران محادثات على مستوى رفيع في القاهرة يوم أمس الثلاثاء وقالت مصر إن الحوار سيستمر بشأن اعادة العلاقات الدبلوماسية كاملة بين البلدين. وقال دبلوماسي طلب عدم الافصاح عن اسمه إن إيران ستسعى للحصول على الدعم المصري لبرنامجها النووي الذي تقول طهران انه سلمي. ولمصر مقعد في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتتهم الدول الغربية بقيادة الولاياتالمتحدةايران باستخدام برنامجها الخاص بالطاقة النووية كواجهة للتغطية على تطوير أسلحة نووية. ولمصر وايران قسمان للمصالح الخاصة بالبلدين في طهرانوالقاهرة. ويتعامل وزراء البلدين في المحافل الدولية ولكن لم يعتد المسؤولون على مستوى رفيع على تبادل الزيارات. وقال حسام زكي المتحدث باسم الخارجية المصرية ان الهدف من المحادثات هو رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية الحالية الى مستوى السفراء, وأضاف ان ذلك ليس شيئا جديدا فالايرانيون زاروا مصر من قبل ومصر أجرت محادثات معهم.. فهل يأتى هذا فى إطار دور مصرى مطلوب فى مرحلة ما قبل الضربة!!؟ أم أنه توجه لتعديل مسار كان يجب أن يتم منذ عشرات السنين!!؟