حذر مساء أمس وزير الدفاع الكيان المحتل إيهود باراك، إيران من أن تل أبيب لن تسمح لها أبدا بحيازة سلاح نووي، وذلك في افتتاح مؤتمر لجنة العلاقات الخارجية الأمريكية- الإسرائيلية (ايباك) في واشنطن. وقال باراك أمام آلاف المشاركين في مؤتمر "ايباك"، أقوى لوبي مؤيد للصهيونية في الولاياتالمتحدة، إن "أكبر تحد تواجهه تل أبيب والمنطقة والعالم اليوم هو سعي إيران للحصول على قدرات نووية". ووافقت إيران الأسبوع الماضي خلال محادثات حول برنامجها النووي مع مجموعة 5+1 (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا) في الماتي بكازاخستان، على عقد جولة جديدة من المفاوضات التي تأمل مجموعة الست أن تنجح من خلالها في إقناع طهران بالتخلي عن برنامجها النووي. ويأتي تحذير باراك فيما تتزايد التساؤلات حول ما إذا كان الكيان الصهيوني يحضر لضربة وقائية ضد إيران وما إذا كانت واشنطن ستحث الاحتلال على تأجيل عمل عسكري كهذا لإفساح المجال أمام المفاوضات، ولكن "باراك"، وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المكلف تشكيل الحكومة الجديدة، شكك في جدوى هذه المفاوضات التي ستستأنف مارس الجاري. وقال: "بصراحة، أفهم أنه يجب استنفاد جميع الوسائل الدبلوماسية، ولكني لا أظن أن هذا سيدفع الإيرانيين إلى التخلي عن وجهات نظرهم بشأن الملف النووي. ومن هنا فإن كل الخيارات يجب أن تبقى على الطاولة". وأضاف: "نحن نتوقع من كل الذين يقولون هذا أن يحترموا كلمتهم. نحن نحترم كلمتنا، واسمحوا لي أن أقولها مجددا، سوف نحترم كلمتنا". ولجنة العلاقات الخارجية الأمريكية- الإسرائيلية هي أقوى لوبي مؤيد للصهيونية في الولاياتالمتحدة، ويتوقع حضور حوالى 13 ألف شخص المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام ويعقد في مركز مؤتمرات واشنطن. وسيلقي "نتانياهو" الاثنين خطابه عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة بعد كلمة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، لكن المؤتمر هذه السنة لن يحضره الرئيس الأمريكي باراك اوباما الذي يحضّر لأول جولة له إلى الدولة الصهيونية خلال أسبوعين، فيما قرر "نتنياهو" البقاء في تل أبيب، حيث يسعى لتشكيل ائتلاف حكومي بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في يناير. ويتوقع أن يتصدر الملف الإيراني جدول أعمال محادثات أوباما في الدولة الإحتلالية، وكذلك النزاع في سوريا ومزاعم عملية السلام الإسرائيلية- الفلسطينية المعطلة.وفي هذا الإطار، دعا "باراك" إلى "مبادرة سلام جريئة حيال الفلسطينيين"، مضيفا أن "حل الدولتين هو الحل الوحيد الذي يمكن أن يستمر على المدى الطويل". و شدد على أنه يعبر عن رأيه الشخصي قائلا"إنه إذا لم يتمكن الكيان الصهيوني من التوصل إلى اتفاق تمهيدي مع الفلسطينيين فيجب أن ننظر في اتخاذ خطوات أحادية الجانب لوقف هذا المنزلق الخطير نحو دولة بقوميتين". وقال "هذا الأمر يشمل رسم خط يمكننا ضمنه الاحتفاظ بتكتلات الاستيطان وغالبية يهودية متينة للأجيال المقبلة". وشكر باراك الرئيس الامريكي ووزير الدفاع السابق ليون بانيتا على "دعمهما الحازم للإحتلال الغاشم".