عبد العظيم: خسائر توقف القناة ساعة واحدة تبلغ 500 مليون جنيه طه: خطوط ملاحة تحولت إلى إسرائيل لتفادى الاضطرابات الجارية! على الرغم من حديث الرئيس محمد مرسى عن أولوية تطوير قناة السويس وتحويلها إلى مركز لوجيستى عالمى، إلا أن الأحداث الأخيرة بإقليم القناة عقب صدور الحكم فى قضية بورسعيد أجهضت التفاؤل بمستقبل الممر الملاحى، وكأن ما يجرى متعمد لإجهاض هذا المشروع الإستراتيجى، بعدما تعرض مكتب إرشاد القناة لتهديدات بالاقتحام، وثارت شائعات –نفاها رئيس القناة– عن إطلاق نيران على سفينة يونانية.. "الشعب" تفتح ملف تعرض أحد مرافق الدولة المصرية للتهديد فى سياق التناحر السياسى الدائر حاليًا . فى البداية أكد مصدر عسكرى -رفض ذكر اسمه- وجود دوريات مستمرة لتأمين المجرى الملاحى لقناة السويس من جانب القوات البحرية بشكل دائم ومستمر، وأنه تم اليوم تكثيف هذا التأمين والدوريات فى ضوء تطورات الأحداث بمدن القناة، حيث تم الدفع بعد من القطع والوحدات لتكثيف تأمين القناة. وأوضح المصدر أن إجراءات التأمين تتم فى إطار طبيعى، ووفق المرور التعبوى من القاعدتين البحريتين بالسويس وبورسعيد، وأنه إضافة إلى تأمين المجرى الملاحى بالكامل يتم تأمين الموانئ الملاحية أيضًا، مشيرًا إلى أن القطع البحرية قد رفعت درجات الاستعداد إلى الحالة القصوى من أجل فرض السيطرة ومواجهة أى أعمال قد تهدد السير الطبيعى للحركة الملاحية، وأشار المصدر إلى أن القوات المسلحة تؤمّن المجرى الملاحى لقناة السويس بقوات على طول المجرى الذى يتجاوز 170 كيلومترًا، بالإضافة إلى تأمين ميناء بورسعيد. وأوضح المصدر العسكرى أن رفع حالة الاستعداد بالقوات المسلحة يهدف فى المقام الأول إلى حماية المنشآت العسكرية، وتقديم الدعم والمعاونة للشرطة المدنية فى حالة الطلب منها ذلك. فى سياق متصل قال الخبير الاقتصادى حمدى عبد العظيم: إن خسائر مصر من توقف العمل بالمجرى الملاحى لقناة السويس لمدة ساعة واحدة تفوق ال500 مليون جنيه، وإن لم يتدخل الجيش بالشكل المطلوب لحماية المجرى الملاحى، فإن مصر بصدد تهديدات خارجية، لأن مصر موقعة على اتفاقات دولية ولا يجوز نقضها. وأضاف أن تهديد المجرى المالحى لقناة السويس أيضًا سيؤثر على حركة الشحن والتفريغ، وهو ما سيكون له نتائج كارثية متمثلًا فى ارتفاع أسعار البضائع، فضلًا عن عدم الحصول على النقد الدولى الذى من شأنه أن يعمل على استقرار الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية، بالإضافة إلى تأخير الاستثمارات التى كان من المفترض ضخها فى منطقة شرق القناة. وقال اللواء أحمد نجيب -رئيس هيئة ميناء بورسعيد- شمال مصر، فى تصريحات خاصة ل"الشعب": حركة الشحن والتفريغ بموانئ بورسعيد وشرق التفريعة المصرية على البحر المتوسط لم تتأثر باحتجاجات رابطة مشجعى النادى المصرى، والتى تم على إثرها اقتحام مجموعة من المشجعين لرصيف الميناء السياحى. وقال المهندس أحمد المناخلى -مدير التحركات بهيئة قناة السويس-: إن قوات الجيش الثالث تنظم سياجًا أمنيًا حول هيئة قناة السويس ومنطقة العمل فى بورتوفيق وتؤمن المجرى بالكامل . وأكد المناخلى ل"الشعب" أن جميع العاملين من مرشدين وفنيين التابعين للهيئة حريصون كل الحرص على أداء العمل بالشكل المعتاد واللائق بإدارة المجرى المائى العالمى الذى تمتلكه مصر. وأوضح مدير التحركات بهيئة قناة السويس أن مجرد التفكير من قبل المحتجين بتهديد المجرى الملاحى لقناة السويس لإعاقة سير السفن فيه هو تفكير خطير يهدد الأمن القومى المصرى ويهدد أهم مرفق مصرى استمر فى العمل بكفاءة فى أثناء الثورة وبعدها بالرغم من كل التحديات، ومن المصادر الأساسية لتمويل الخزانة العامة والاقتصاد القومى . وأكد أن السفن العابرة فى المجرى الملاحى لا تشعر على الإطلاق بما يحدث على الشاطئ لأن حركة الملاحة وتحركات المرشدين تجرى فى انتظام كامل، ولكنه شدد على أن إدارة المرفق تحتاج لهدوء كامل لأن خطة تحرك السفن فى الاتجاهين تحتاج لتنسيق وتنظيم وهدوء فى التحرك، وهو ما لا يساعد عليه التهديد الجارى لعملهم بالرغم من سيطرة قوات الجيش تماما على الموقف . وأكد أن استمرار التهديدات سيقلق أصحاب السفن العابرة لمجرى القناة أو التى تقوم بالشحن لأن لهم جداول لتحركات سفنهم ومواعيد دقيقة لا تحتمل التغيير أو التبديل، مما سيضطرها للبحث عن طريق سير بديل عن قناة السويس إذا استمر التهديد، وهو ما يهدد الأمن القومى لمصر بشكل واضح لن يرضى عنه أى وطنى حريص على بلده. من جانبه، قال اللواء محفوظ طه -الخبير البحرى-: إن قناة السويس مرفق عالمى دولى على أرض مصرية، محذرا من أن أى محاولة لإغلاقه ستتسبب فى أضرار جسيمة لمصر على المستوى الاقتصادى والسياسى واللوجستى على المستوى القريب. وكشف "طه" أن هناك عددا من خطوط الملاحة البحرية العالمية قامت الشهر الماضى بتحويل محطات الترانزيت من ميناء شرق بورسعيد إلى ميناءى حيفا "الإسرائيلى" ومالطا، على خلفية الإضرابات التى قام بها العاملون بالترسانات البحرية وميناء شرق بورسعيد. وأكد الخبير البحرى أن ذريعة التدخل الدولى فى قناة السويس واردة لحماية السفن العابرة، مؤكدًا أن هذا الأمر مستبعد، خاصة أننا لسنا فى حالة حرب مع أى دولة، وأن ما يحدث هو مشاكل داخلية بالبلاد، مطالبا شباب الثورة بعدم إعطاء أعداء مصر أى حجة للتدخل حتى على المستوى السياسى. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة