عززت السلطات العراقية – الموالية للاحتلال - إجراءاتها الأمنية وقررت تكثيف الدوريات في العاصمة اليوم الأحد وذلك قبل ساعات من المباراة النهائية لكأس أمم آسيا لكرة القدم التي تجمع المنتخب الوطني ونظيره السعودي بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا لمنع تكرار الهجمات الدامية التي استهدفت المحتفلين بالتأهل للنهائي الأسبوع الماضي وأوقعت عشرات القتلى. وقال المتحدث باسم الداخلية عبد الكريم خلف إن قوات الأمن ستكون في أقصى حالات التأهب داعيا المواطنين إلى عدم الاحتفال في مجموعات كبيرة وعدم الاقتراب من مواقع قوات الأمن. كما أشار خلف إلى أن السلطات ستتخذ إجراءات بحق مطلقي الرصاص في الهواء وأفراد الأمن الذين يشاركون في الاحتفالات. من جانبه أعلن جيش الاحتلال الأمريكي أنه سينشر قواته حسب الحاجة للمحافظة على الأمن في أنحاء العراق. ويعتزم العراقيون الاحتفال بالشوارع إذا توج فريقهم بكأس أمم آسيا -لأول مرة بتاريخه- غير عابئين بأعمال العنف اليومية لكن العديد منهم قال لوكالة أسوشيتد برس إنه سيكون هذه المرة أكثر حذرا. وبدأ العراقيون بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم السياسية بالفعل التحضير للاحتفالات بتزيين سياراتهم ومنازلهم بالأعلام العراقية في لافتة نادرة على الوحدة في بلد مزقته أعمال العنف الطائفية. وكان العراق قد شهد أمس سلسلة هجمات دامية خلفت عشرات القتلى والجرحى ففي كركوك قال الجيش العراقي إن قناصة متنكرين بثياب نسائية هاجموا موقعا للمراقبة العسكرية غربي المدينة فقتلوا ثلاثة جنود على الأقل وأصابوا آخرين. وأوضحت المصادر أن الجنود تبادلوا إطلاق النار مع المسلحين عقب الهجوم فأصابوا عدداً منهم بجروح واعتقلوا أحدهم. كما قتل جنديان وأصيب اثنان بجروح من قوات أمن المنشآت النفطية في حادث منفصل بعد انفجار عبوة ناسفة بدوريتهم غربي كركوك. وفي أعنف الهجمات ببغداد لقي ستة مواطنين مصرعهم وأصيب 22 آخرون في تفجير سيارة مفخخة بمنطقة الكرادة وسط العاصمة. ووقع الانفجار وقت اكتظاظ السوق المتخصص في بيع قطع غيار السيارات. وتوفي في بغداد أمس الصحفي العراقي عدنان الصافي متأثرا بجروح أصيب بها جراء إطلاق نار من قناص وسط العاصمة. وقال مرصد الحريات الصحفية بالعراق في بيان له إن الصافي كان يرأس اتحاد الصحافة الإسلامية ويراسل قناة الأنوار مضيفا أن القناص استهدفه شخصيا. وفي الفلوجة ذكرت الشرطة أن اثنين من عناصرها قتلا وأصيب آخر في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم بالمدينة غرب بغداد. على جانبٍ آخر وافقت لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي على مشروعَيْ قانون يُلزمان وزارة الحرب الأمريكية بإرسال خطة مفصَّلَة للانسحاب من العراق وإعطاء جنودها مزيدًا من الإجازات والراحة ويُلزم مشروع القانون الأول- الذي وافقت عليه اللجنة بأغلبية 55 صوتًا مقابل معارضة صوتَيْن فقط- البنتاجون بتقديم تقريرٍ بشأن التخطيط للانسحاب إلى اللجان العسكرية بمجلسَيْ النواب والشيوخ في غضون شهرَيْن بعد سريان القانون. أمَّا المشروع الثاني الذي تمَّت الموافقة عليه بأغلبية 32 صوتًا مقابل 25 صوتًا فيدعو إلى إعطاء جنود الخدمة الفعلية والاحتياط مزيدًا من الوقت في الولاياتالمتحدة بين عمليات النشر، وفي حالات الطوارئ يمكن للرئيس أنْ يُلغي هذه الشروط. وفي تعليقه على القانونَيْن دعا النائب السابق لرئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال المتقاعد جون كين أعضاءَ مجلس النواب إلى "تنحية هذه القرارات الفارغة والمحرجة جانبًا", مضيفًا أنَّ وضع القوات الأمريكية في العراق "هجومي"، وقال كين: إنَّ الأمن تحسَّن في كلِّ منطقة في بغداد منذ أنْ زاد الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن عدد القوات في العراق هذا العام, مشيرًا إلى أنَّ "القاعدة في طريقها نحو الهزيمة". من جانبه قال المسئول السابق بوزارة الحرب لورانس كورب: إنَّ نسبة الانتحار والفرار من صفوف القوات المسلَّحة الأمريكية ارتفعت بعد غزو العراق, لكنه أشار إلى أنَّ هذه النسبة لم تصل بعد إلى ما كانت عليه في حرب فيتنام، ومن المتوقَّع أنْ يُطرح المشروعان على مجلس النواب خلال الأسبوع الجاري، كما يتوقع أنْ يُناقش المجلس الأسبوع المقبل مشروع ميزانية الإنفاق الدفاعي للسنة المالية التي تبدأ في أكتوبر القادم.