قرر الملياردير ناصف ساويرس مؤسس شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة إحدى كبرى شركات التشييد والأسمدة في العالم إنهاء الوجود القانوني لشركته في مصر، بينما باع شقيقه نجيب أسهم معظم شركاته في مصر وقد سبقهما شقيقهما الثالث حيث أسس شركة له في سويسرا. وأعلنت شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة (أو سي أي) في بيان صدر الأحد الماضي أنها تلقت في 18 يناير الجاري عرضا من شركة (أو سي أي إن) الهولندية لمبادلة كل أسهم أوراسكوم المصرية بأسهم في الشركة الهولندية. وأوضح البيان أن الشركة الهولندية الجديدة التي أعلن تأسيسها في يوم تقديمها عرض الشراء والتي ستقيد في بورصة أمستردام، ستشتري أسهم الشركة المصرية في لندن. وستتقدم كذلك بعرض للاستحواذ على كل أسهم الشركة المتداولة في البورصة المصرية سواء بمبادلتها بأسهم لديها أو بشرائها مقابل 280 جنيها للسهم وفقا لقانون سوق المال المصرية الصادر عام 1992. وتعد عائلة ساويرس المصرية القبطية واحدة من أكثر الأسر ثراء في مصر وأفريقيا بشكل عام, ويحتل ناصف المرتبة الرابعة في قائمة أغنى الأفارقة وفقا لمجلة فوربس وتقدر ثروته ب5.5 مليارات دولار. ويأتي شقيقه نجيب الذي يستثمر في الاتصالات في المرتبة التاسعة من القائمة نفسها. أما شقيقهما الثالث الذي يعمل في مجال السياحة فتقدر فوربس ثروته بما يزيد على نصف مليار دولار. وأكد ناصف ساويرس أنه لن ينتج عن الصفقة أي تغييرات في سير الأعمال الاعتيادية في مصر، كما يستمر مقر المجموعة في القاهرة في إدارة أنشطة شمال أفريقيا والشرق الأوسط. غير أن الخبراء المصريين يرون أن ناصف ساويرس يسعى من خلال هذه الصفقة إلى إخراج مجموعته من مصر حتى لو واصل العمل فيها كشركة أجنبية. ورأوا أن قراره يرجع إلى الخوف من تضييق على استثماراته من السلطة السياسية الجديدة في البلاد بعد ثورة 25 يناير. وكان نجيب ساويرس شقيق ناصف الأصغر باع معظم أسهمه في شركة أوراسكوم تليكوم للمجموعة الروسية فيمبلدون في 2010. وفي 2012 أعلن أنه توصل لاتفاق مع شركة فرانس تيليكوم الفرنسية لبيعها معظم أسهمه في شركة موبينيل لخدمات الهواتف المحمولة التي لم يعد يحتفظ بأكثر من 5% منها، وإن كان لا يزال يمتلك شركة لينك لخدمات الإنترنت. وقد باع ساويرس شبكة تلفزيون أون تي في ، التي كان أسسها قبل سنوات في مصر لرجل الأعمال الفرنسي التونسي طارق بن عمار. أما الشقيق الثالث سميح ساويرس فاحتفظ بشركته إنترناشيونال هوتل هولدنغ (آي إتش إتش) في مصر وإن كان لهم شركات في الخارج أيضا، إذ أسس شركة للتنمية السياحية في سويسرا قبل ثلاث سنوات. ووفق مصادر مقربة من العائلة قام آل ساويرس بنقل إقامة أسرهم خارج مصر بعد بضعة أشهر من قيام الثورة التي أطاحت بحسني مبارك في 2011.