يؤدي الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليمين الرسمية في 20 يناير الجاري، خلال حفل تنصيب له، وفقًا لما ينص عليه القانون الاتحادي الأمريكي، إلا إنه سيعيد هذه المراسم في احتفال أمام الجمهور في اليوم التالي 21 يناير. وتأتي عملية التنصيب تتويجًا لعملية سياسية بدأت منذ أكثر من عام ونصف العام، والاحتفالات التي ترافقها تمثل تقليدًا قديمًا ورمزيًا، يستهدف إظهار استمرارية وقوة النظام السياسي الأمريكي. ففي ظهر يوم 20 يناير في العام، الذى يعقب الانتخابات الرئاسية، التي تجري في شهر نوفمبر، يتولى الرئاسة رئيس أمريكي جديد أو يستمر الرئيس الحالي لفترة ولاية ثانية مدتها أربع سنوات. ويمثل يوم التنصيب حلقة في سلسلة مستمرة بدأت عام 1789، عندما نصبت الولاياتالمتحدة أول رئيس لها وهو جورج واشنطن، ويعبر الاحتفال عن قوة واستمرارية الرئاسة الأمريكية في إشارة رمزية إلى قوة الشعب الأمريكي، كما يأتي الاحتفال رمزًا للديمقراطية وانتقال السلطة بشكل سلمي، حيث يسلم رئيس منتخب السلطة إلى رئيس آخر منتخب ديمقراطيًا. وفي صباح يوم التنصيب، الذى يتولى فيه الرئيس الجديد مهام منصبه، يجتمع الرئيس الجديد مع سلفه في البيت الأبيض، ويذهبان إلى مبنى الكونجرس معًا لحضور مراسم أداء اليمين؛ حيث يكون في انتظارهما أعضاء الكونجرس وقضاة المحكمة العليا ومسؤولون من الإدارة المنتهية ولايتها، وكثير ممن سيعملون تحت إشراف الرئيس الجديد، وهو ما يمثل دعمًا لولاية الرئيس واستمرارية مكتب الرئاسة. ويقوم الرئيس الجديد بأداء اليمين عند الظهر أمام رئيس قضاة المحكمة العليا للولايات المتحدة، الذي يكون حضوره رمزيًا في حد ذاته للشهادة على أن هذا الرئيس الجديد سيقوم بمهام عمله، وفقًا لدستور وقوانين الولاياتالمتحدة وحكمة وآمال واضعي الدستور. ويحصل رئيس الدولة والرئيس الجديد على تحية خاصة، حيث تطلق المدفعية 21 طلقة تحية له، ثم يدلي الرئيس بأول خطاب رسمي له الذي يطلق عليه "خطاب التنصيب"؛ حيث يكون محطًا لأنظار العالم أجمع للاطلاع على رؤيته لفترة ولايته ورئاسته. وبعد أن يؤدي اليمين، يتوجه الرئيس الجديد إلى البيت الأبيض، حيث يقام له موكب تنصيب ضخم، وتأتي مجموعات من جميع أنحاء البلاد إلى العاصمة واشنطن؛ للمشاركة في هذا الموكب، في خطوة تعكس الموافقة على الرئيس التنفيذي الجديد للبلاد. ويستمر الاحتفال حتى حلول الليل، حيث يشارك الرئيس في العديد من احتفالات التنصيب، ابتهاجًا بوصوله إلى البيت الأبيض حفل تنصيب الرئيس الأمريكي رمز للنقل السلمي للسلطة، إضافة أولى وأخيرة وتنتشر في هذا الوقت تجارة التذكارات الخاصة بمناسبة تنصيب باراك أوباما رئيسًا للولايات المتحدة لولاية ثانية على أرصفة شوارع العاصمة الأمريكيةواشنطن، وفي العديد من محالها؛ ومن بينها محل خاص يعرف باسم "هدايا البيت الأبيض"، إضافة إلى سوق الإنترنت. وتنتشر حاليًا صورة تذكارية تضم جميع رؤساء الولاياتالمتحدة حتى الآن، وتشهد اقبالا كبيرًا من الجمهور على شرائها، للاحتفاظ بها أو إهدائها في هذه المناسبة التاريخية. وتشكل زيارة واشنطن في هذه الفترة أمرًا مهمًا للمقيمين والزائرين أيضًا؛ حيث تحقق تجارة التذكارات رواجًا هائلا، وسط ترقب لمعايشة اللحظة التاريخية، ويجدون في اقتناء التذكارات فرصة لتسجيل هذه اللحظة، في جانب ما من حياتهم. وتستعد المحال التجارية في جميع أنحاء واشنطن العاصمة ترقبًا لثاني أكبر احتفال تنصيب في تاريخ الولاياتالمتحدة، بعد حفل التنصيب الأول للرئيس أوباما نفسه. وتتنوع التذكارات بين الأشغال المنزلية العادية الفردية، وديكورات المكاتب والإكسسوارات الشخصية للرجال والنساء والأطفال على السواء. وتشمل الهدايا التذكارية، التي يعرضها محل "هدايا البيت الأبيض"، الذى رفع من مقره هذا الأسبوع فقط نسخة مماثلة للمكتب البيضاوي، التي كان الزائرون والسائحون يلتقطون فيها صورًا تذكارية، لتوفير مساحة للهدايا الخاصة باحتفال التنصيب، بالإضافة إلى مجموعة من التذكارات؛ مثل ما يعرف بكرة الحلوى، وسلاسل المفاتيح، والقطع النقدية، ولعب الأطفال، واللوحات، والقبعات، والأكواب، والكثير من القمصان.