حذرت أنقرة من احتمال شنها عملية عسكرية في شمال العراق إذا لم تؤد المحادثات المرتقبة مع العراقيين والأمريكيين بعد الانتخابات النيابية التركية المقررة اليوم إلى حل مشكلة المتمردين الأكراد المتمركزين في شمال العراق. وأعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس أنه دعا نظيره العراقي نوري المالكي لزيارة أنقرة بعد الانتخابات التشريعية لحل هذه المسألة. وقال أردوغان – بحسب وكالة أنباء الأناضول – إننا سنطلب منهم اتخاذ كل التدابير الضرورية أو نقوم بما يلزم. من جهته شدد وزير الخارجية التركي عبد الله جول من جهته على رغبة أنقرة في إضعاف المتمردين. وقال لتلفزيون "تي.جي.آر.تي" أن "هدفنا ليس دخول العراق إنما إضعاف المنظمة الإرهابية.. سنستخدم حقنا هذا إذا استمرت هذه المنظمة في توجيه ضربات إلى تركيا". ولم تعد تركيا تحتمل تمتع متمردي حزب العمال الكردستاني بملجأ في المناطق الكردية شمال العراق، بينما تدرج الولاياتالمتحدة هذا الحزب على لائحة المنظمات الإرهابية. وتتهم أنقرة أكراد العراق بمساندة المتمردين بالأسلحة والمتفجرات وتطالب بإجراء محادثات ثلاثية لحل هذه المسألة. ومعلوم أن وتيرة هجمات حزب العمال الكردستاني ارتفعت منذ بداية السنة في تركيا، ما يشكل موضوعا رئيسيا في الحملات الانتخابية، إذ تتهم المعارضة حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه أردوغان بعدم التشدد إزاء المتمردين. يشار إلى أن استطلاعات الرأي ترجح فوز حزب العدالة والتنمية بالمرتبة الأولى في الانتخابات. وبحسب تعداد أجرته جمعية للدفاع عن حقوق الإنسان مستندة إلى مصادر رسمية ومستقلة، فقد قتل 111 عنصرا من قوات الأمن و109 متمردين من حزب العمال وخمسة مدنيين في جنوب شرق الأناضول حيث غالبية السكان من الأكراد منذ بداية يناير إلى نهاية يونيو الماضيين. ولقي أكثر من 37 ألف شخص مصرعهم منذ أن حمل حزب العمال السلاح عام 1984، مطالبا باستقلال شرق وجنوب شرق تركيا حيث غالبية السكان من الأكراد.