لم تشفع له رسائل الطمأنة التي أطلقها في أعقاب حملة الشيطنة الإسرائيلية التي تعرض لها، ففي مقابلة مع صحيفة محلية في نيبراسكا، اعرب تشاك هيغل الذي عينه الرئيس اوباما وزيرا للدفاع،عن"دعمه الكامل" لإسرائيل، وقال:"ليس هناك أي دليل على انني مناهض لإسرائيل"، ويوم الاثنين 2013/1/7 وبعد بضع ساعات من الإعلان عن التعيين، اجري لقاء صحفي مع هيغل في صحيفة "لينكولن جورنال ستار" فأطلق فيه رسالة مهدئة نحو إسرائيل قائلا: "شوهوا رأيي عن إسرائيل وإيران، ان تأييدي لإسرائيل لا لبس فيه ومطلق، اسرائيل توجد في وضع جد صعب، ليست كل حدودها آمنة، وعلينا أن نعمل كي نساعدها في الدفاع عنها وكي لا تكون منعزلة"، وعندما سُئل لماذا لم يؤيد العقوبات ضد إيران أجاب: "اعتقدت أنه دون تأييد من خارج الولاياتالمتحدة فانها ستعزلنا نحن فقط، وبالمقابل فان عقوبات الأممالمتحدة تنجح بالذات – قلت عدة مرات أن إيران هي دولة ترعى الإرهاب". غير أن هذا"التأييد المطلق الذي لا لبس فيه، لن يغير على ما يبدو من خطة وحملة الشيطنة العدائية التي شنتها وتواصلها"إسرائيل" ولوبياتها المتصهينة في الولاياتالمتحدة، فلم يحصل أن تلبدت في يوم، الغيوم الأمريكية السوداء في"سماء إسرائيل" كما هي في هذه الأيام، ولم يحصل أن حظي مرشح لأي منصب في الإدارة الأمريكية على أوصاف وتسميات شيطانية مرعبة، كالتي حصل ويحصل عليها تشاك هيغل مرشح الرئيس اوباما لمنصب وزير الدفاع، ولم يحصل أن تحركت اللوبيات الصهيونية وأدواتها في مجلسي الشيوخ والنواب، ضد مرشح أمريكي لمنصب في البيت الأبيض، كما تحركت وتتحرك في هذه الايام ضد هيغل، الذي تحول في الاعلام الاسرائيلي وعلى لسان عدد من اقطاب اسرائيل، الى"دراكولا في البيت الابيض" يهدد "مستقبل اسرائيل"، فالمحافل الاسرائيلية من جهة، واليهودية الامريكية من جهة اخرى، تشن منذ ان ظهر اسم هيغل كمرشح لوزارة الدفاع الامريكية، حملة شيطنة لم يسبق لها مثيل ضده وضد الرئيس الذي اختاره على حد زعمهم"نكاية بنتنياهو". اما عن الاسباب التي تقف وراء حملة الشيطنة لهيغل، فتتعلق كالعادة ببعض الانتقادات والملاحظات التي كان ابداها في الملفات لمتعلقة بالسياسات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين وفي المنطقة، ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت-18/12/ 2012 ان المنظمات اليهودية في الولاياتالمتحدة، حذّرت من إختيار الرئيس اوباما لتشاك هيغل ليكون وزيراً للدفاع في ولايته الثانية، واستشهدت الصحيفة بالعديد من المواقف السابقة التي إتخذها هيغل حول إسرائيل، والتي اعتبرتها مؤشراً "سيئاً" للوزير المُقبل الذي سيبقى بوزارة الدفاع الاميركية طوال السنوات الاربع المقبلة، على الرغم من إنتماءه للحزب الجمهوري، ومنها: في العام 2000 خلال الانتفاضة الثانية كان هيغل من بين 4 من اعضاء الشيوخ الاميركي الذين رفضوا التوقيع على وثيقة تدعم اسرائيل، في العام 2002 صرّح هيغل:"يجب ان لا نتوقع من الفلسطينيين ان يقوموا بالاصلاحات الديموقراطية طالما بقي الجيش الاسرائيلي محتلاً لهم، وطالما استمر ببناء المستوطنات على اراضيهم، والمطلوب ان تقوم اسرائيل بخطوات من جانبها بإتجاه السلام،و في العام 2006 دعا هيغل الرئيس الاميركي جورج بوش للعمل "على وقف النار الفوري في لبنان لوقف الجنون الاسرائيلي، متهماً اسرائيل بأنها تعمل على هدم الدولة اللبنانية وشعبها"، وفي العام 2007 طالب هيغل الرئيس بوش "بضرورة فتح حوار مباشر مع ايران وبدون شروط مسبقة، مضيفاً "ان استمرار علاقات العداء بين الولاياتالمتحدةوايران سوف يؤدي الى عُزلة الولاياتالمتحدة"، وفي العام 2009 وقّع هيغل على كتاب موجّه للرئيس اوباما يطالبه فيه "بفتح حوار مباشر مع حركة حماس". وهكذا، مرة اخرى نجد انفسنا هنا في سياق هذا الجدل، امام "سطوة-او اسطورة- اللوبيات الصهيونية في الولاياتالمتحدة"، فنتذكر قصة سحب"تشارلز فريمان" ترشيحه لمنصب رئيس مجلس المخابرات القومي الأميركي بفعل الضغط الذي مارسه اللوبي الصهيوني على المؤسسة الامريكية المقررة وخاصة على مستوى الكونغرس الامريكي، وفي سيطرة اللوبيات نتذكر الاعلامية الامريكية المخضرمة هيلين توماس التي اطلقت صرخة - شهادة كبيرة بالغة الاهمية التوثيقية والسياسية قائلة:"ان اليهود في الولاياتالمتحدة يسيطرون على البيت الابيض الامريكي وكذلك على الكونغرس هناك/ السبت 19 / 03 / 2011 "، ولكن، في حالة هيغل، ونظرا لحجم التدخلات والضغوطات وحملة الشيطنة، واصرار اوباما على تعيينه-الذي ينتظر مصادقة الكونغرس- قد تأتي حسابات الحقل على قدر حسابات البيدر اسرائيليا، فتكون ربما هذه اول حرب سياسية تفشل فيها اللوبيات الصهيونية ضد الادارة الامريكية...!