رفض المعتصمون داخل مبنى هيئة البريد المركزية برمسيس اليوم التفاوضَ مع رئيس الهيئة الذي طلب منهم تشكيل وفدٍ للالتقاء به في مكتبه وأصروا على نزول رئيس الهيئة إليهم لسماع مطالب كل المعتصمين. وأكد نحو 370 موظفًا معتصمين في مبنى هيئة البريد المركزية أنهم مستمرون في اعتصامهم ولن يفضوه إلا بعد تلبيةِ مطالبهم بالمساواةِ مع زملائهم الذين تم تعينهم في 2005م. وبدأت القضية عندما التحق نحو 750 من خريجي كلية التجارة شعبة بريد بالعمل في الهيئة عام 2002م، وتم تعيين 194 خريجًا منهم في 31 مايو 2005 مع الوعد بتعيين الباقين وبعد إجراء مجموعة من اختبارات اللغة الإنجليزية والكمبيوتر اجتازها 370 موظفًا ماطلت الإدارة وادَّعت أنهم غير مؤهلين للعمل بالهيئة. وأكد المعتصمون أنه في الوقت الذي ترفض فيه الهيئة تعيينهم تنفق آلاف الجنيهات على المظهرة خاصةً رئيس الهيئة. وقال أحمد فاروق (أحد المعتصمين): إن أحمد نصر عضو اتحاد نقابات عمال مصر التقى بهم مساء أمس، وأكد لهم أن كلَّ عضو أو رئيس هيئة يُسخِّر كل شيء لمصالحه الشخصية، فالدكتور علي مصيلحي سخَّر انتخابات مجلس الشعب في تعيين بعض أبناء دائرته بمحافظة الشرقية، وهو المنهج الذي اتبعه رئيس الهيئة الحالي المهندس علاء فهمي عندما خاض انتخابات نادي المعادي. وأشار فاروق إلى أنه بالرغم من أن أحمد نصر عضو باتحاد نقابات عمال مصر ومن واجبه أن يقف بجوارنا إلا أنه كان يساومنا لصالح الهيئة، وعندما سألناه هل يرضيك هذا العقد كممثلٍ لاتحاد نقابات عمال مصر؟ فقال نحن وجدنا أن العقد ظالم ونحن سنغير العقد، فقلنا له أين كانت النقابة قبل ذلك، بالرغم من أن أي عقد عمل تشرف عليه النقابة؟ وكان رده قوله: إنه يعرف أن ألف جنيه لا تكفي المعيشة وأن الحياة صعبة، فكيف الحال بأن يكون العقد ب 250 جنيهًا؟. وأضاف أسامة عبد العزيز (من المعتصمين): إذا كنا نحن غير مؤهلين، فهل خريجو الخدمة الاجتماعية وكلية الزراعة هم المؤهلون، فنحن خريجو ثانوية عامة بمجموع 91%، ومن أوائل دفعتنا، وزملاؤنا من نفس الدفعة تم تعيينهم معيدين، ونحن محلك سر، فأين العدل في ذلك؟ ويزعمون أننا نعتمد على الكفاءة، فهل الوساطة هي الكفاءة؟، هي بالفعل الكفاءة عند رئيس مجلس الإدارة. وأشار عبد العزيز إلى أنه إذا كنا غير مؤهلين.. فلماذا تم فتح كلية تجارة بريد من الأصل، مع العلم أننا لا يمكن أن نعمل إلا في البريد؟ فلو كنتُ خريج محاسبة كان من الممكن أن أعمل في أي مكانٍ آخر، ولكن هذا التخصص لا يمكن أن يعمل إلا في البريد، فهل الذي درس كل مواد البريد بالإضافةِ إلى مواد المحاسبة غير مؤهل؟. وقال أشرف سليمان طه إن الدكتور علي مصيلحي قبل أن يترك الهيئة أعلن عن تعيين أعلى 100 تقدير، عيَّن منهم بالفعل 63 وبقي 37، وعندما جاء المهندس علاء رئيسًا للمصلحة في 21/1/2006م أرسلوا لنا خطابات التعيين ووقَّعنا على قرار عدم طلب النقل قبل ثلاث سنوات، ورشَّحنا لمكتب بريد 15 مايو، وانتظرنا تعييننا في شهر مارس، إلا أن المهندس علاء فهمي فاجأنا بأنه ليس هناك درجات مالية خالية، وأن هناك تعليماتٍ من الدكتور صفوت النحاس رئيس جهاز التنظيم والإدارة بعدم التعيين، وفوجئنا أكثر أنه بعد شهرين يلغي كل هذا الكلام ويطلب اجتياز امتحان في اللغة الإنجليزية والكمبيوتر، وعندما قلت له لقد تمَّ تعيين بعض الناس من خريجي الدور الثاني من ال 194، قال إن خريج الدور الثاني لم يأخذ فرصته، فقلت له يعني معنى ذلك أننا نأتي بالمعيد لنعينه فراشًا ونأتي بالفراش لنعينه معيدًا بحجة أن الفراش لم ينل فرصته؟!! وتساءل سليمان: هل مجهود الأربع سنوات يضيع بامتحان نصف ساعة في اللغة والكمبيوتر؟ هل هذا منطق؟، كما أننا لم ندرس لغة أو كمبيوتر في الكلية، فالأولى أن يتم امتحان في البريد، والأغرب من ذلك أن أسئلة الكمبيوتر كانت في صيانة الكمبيوتر.. فهل نحن مهندسو صيانة؟ وتعجَّب سليمان من أن تبيع جريدة "المصري اليوم" ذمتها وتنشر في عددها اليوم أن الإضراب قد انتهى في مقابل إعلان على صفحةٍ كاملةٍ بالجريدة.