هاجم وجه الاتحاد الأوروبي إسرائيل بشأن خططها الاستيطانية الجديدة في الضفة الغربية، واعتبر أن هذا الأمر سيحول دون قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة. بدوره توعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالرد إذا نفذت إسرائيل خططها. وفي بيان صدر عقب اجتماع عقد في بروكسل أمس، أعرب وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عن "صدمتهم ومعارضتهم الشديدة" للخطط الصهيونية لتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية، بما فيها القدسالشرقية وخصوصا المنطقة إي-1. ويثير مشروع البناء الاستيطاني إي-1 الذي يربط بين القدسالشرقيةالمحتلة ومستوطنة معاليه أدوميم، جدلا حادا لأنه يقطع الضفة الغربية إلى قسمين ويعزل القدسالمحتلة، مما يعقد قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة في المستقبل. واعتبر الوزراء أن من شأن هذه الخطط الصهيونية إذا أنجزت أن "تنسف بشكل خطير آفاق حل تفاوضي للنزاع" الإسرائيلي الفلسطيني. وفي السياق ذاته، دعوا إسرائيل إلى تجنب أي خطوة تقوّض الوضع المالي للسلطة الفلسطينية، لأنها تؤثر سلباً على آفاق المفاوضات. كما حذّروا من أن الخطط الصهيونية يمكن أيضاً أن تتضمن ترحيلاً قسرياً للسكان المدنيين، وقالوا إنهم سيستمرون في مراقبة الوضع وتداعياته عن كثب والتحرّك بناء عليه. وجددوا التأكيد أن المستوطنات غير شرعية بموجب القانون الدولي وتشكل عقبة في طريق السلام. وأعلن وزير خارجية السويد كارل بيلت أن الحكومات الأوروبية تزداد إحباطا من سياسة الاستيطان، بينما أرادت فرنسا أن تدرج تحذيرا من أن البناء الاستيطاني في المناطق الحساسة بالضفة الغربية سيقوض العلاقات بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي، ولكن لم يتضمن البيان مثل هذا التعليق. وكان الاتحاد قد استدعى قبل أيام السفير الصهيوني المعتمد لديه ليعبر له عن قلقه حيال الخطط الصهيونية لبناء ثلاثة آلاف وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية. ومن جهة أخرى، دعا الوزراء الأوروبيون في اجتماعهم الذي حضرته مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد كاثرين آشتون، القيادة الفلسطينية إلى استخدام الوضع الجديد لفلسطين في الأممالمتحدة كدولة مراقب غير عضو بشكل بنّاء، وعدم اتخاذ خطوات من شأنها أن تعمّق انعدام الثقة والابتعاد عن الحل التفاوضي. كما انتقد الوزراء موقف حركة المقاومة الإسلامية حماس)، وجاء في البيان أن الاتحاد "يجد البيانات الملتهبة لزعماء حماس التي تنكر حق إسرائيل في الوجود غير مقبولة"، في إشارة إلى تصريحات رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل خلال زيارته الأخيرة لقطاع غزة والتي قال فيها إن حماس لا تعترف بإسرائيل ولا بشرعية الاحتلال. وجدد الاتحاد الأوروبي مطالبته بتحقيق المصالحة بين الفلسطينيين بقيادة الرئيس محمود عباس. من جهته، توعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس في العاصمة التركية أنقرة، بأن الفلسطينيين سيردون إذا نفذت إسرائيل مشروعها القاضي ببناء ثلاثة آلاف وحدة استيطانية في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية. وقال عباس أمام نواب البرلمان التركي "إذا أصبح هذا الأمر حقيقة فسنرد بوسائل أخرى"، دون أن يحدد طبيعة مثل هذا الرد. واعتبر أن إعلان مشروع البناء الاستيطاني الإسرائيلي يهدف إلى "معاقبة" الفلسطينيين بعد تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على منح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو في المنظمة الدولية يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. ولكن عباس أكد أمام النواب الأتراك "نريد أن نعطي فرصة للسلام"، وقال "نحن على الطريق الصحيح الذي سيقودنا الى دولة فلسطينية مستقلة تماما". ورحبت تركيا بتصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة واعتبرته "خطوة مهمة"، ودعت إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية. وكان مصدر في الرئاسة التركية قد أعلن الأربعاء الماضي أن الرئيس الفلسطيني سيزور أنقرة لشكر تركيا على موقفها المؤيد في الأممالمتحدة. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة