مني جيش الاحتلال الأمريكي بخسارة فادحة أمس الجمعة عندما أعلن مقتل خمسة من جنوده وجرح سبعة آخرين في كمين نصبه مسلحون لدورية أمريكية جنوبي بغداد الخميس. وقال بيان لجيش الاحتلال إن الهجوم بدأ بانفجار عبوة ناسفة تبعه هجوم بالأسلحة الخفيفة والقذائف الصاروخية. وبسقوط هؤلاء الجنود يرتفع عدد القتلى الأمريكيين خلال شهر يونيه فقط إلى 100 جنديا بحسب إحصائيات الاحتلال الأمريكي وهو ما تكذبه فصائل المقاومة العراقية التي تؤكد أن أعداد قتلى الاحتلال أكبر من ذلك بكثير . كما أعلن مصدر إعلامي أن سبعة قذائف هاون سقطت عصر الجمعة على المنطقة الخضراء باتجاه مقر سفارة الاحتلال الأمريكي وأن دوي سقوطها وانفجارها سمع بشكل واضح وقوي من أماكن عديدة قريبة من المنطقة. وأشار إلى أنه أمكن مشاهدة سحب الدخان تتصاعد من أماكن عديدة نتيجة سقوط القذائف فيما سمعت صفارات الإنذار وهي تنطلق من المنطقة التي تضم مقرات الحكومة والبرلمان كما تضم أيضا عددا من سفارات الدول الغربية. وقال حلقت المروحيات الأمريكية في سماء المنطقة بعد وقت قليل من سقوط القذائف. وعلى نفس السياق تعرض المقر الرئيس لقوات الاحتلال البريطاني في القصور الرئاسية جنوبي البصرة خلال ال24ساعة الماضية إلى هجوم بنيران غير مباشرة. وقال بيان صادر عن المركز الإعلامي لقوات الاحتلال في البصرة إن مركز التنسيق المشترك في قيادة شرطة البصرة وسط المحافظة تعرض أيضا إلى هجوم مماثل ولم تحدث أضرار بشرية او مادية في المقرين. يذكر أن المقرين المذكورين يتعرضان إلى هجمات متواصلة من مسلحين مجهولين بمختلف الأسلحة أسفرت عن العديد من القتلى والجرحى بين القوات البريطانية المحتلة والشرطة الحكومية من جهة والمسلحين من جهة أخرى وكذلك تعرض المناطق السكنية القريبة من المقرات إلى أضرار مختلفة. واستمرار لانتصارات المقاومة العراقية قال الميجر ماثيو برد الناطق الإعلامي باسم قوات الاحتلال البريطانية في البصرة إن قوات الاحتلال الدانمركي العاملة في البصرة ضمن قوات الاحتلال ستغادر المحافظة أواخر الصيف الحالي. وأضاف أن الاستعدادات تجري لمغادرة القوات الدانماركية المحتلة نهاية هذا الصيف غير أنها ستحتفظ بقوة صغيرة جدا في البصرة. ويبلغ عدد القوات الدانماركية في البصرة 450 جنديا تحت إشراف القوات البريطانية المحتلة وستبقى في البصرة بعد رحيل الجزء الأكبر منها قوة رمزية قوامها 50 جنديا فقط. وعلى صعيد الجرائم المتكررة لجيوش الاحتلال أطلقت مروحية بريطانية النار على سيارتين مدنيتين في منطقة القبلة غربي البصرة وقتلت خمسة أشخاص كانوا بداخلهما. وقال مصدر في شرطة البصرة إن الحادث وقع أثناء تبادل لإطلاق نار بين ركاب السيارتين بسبب نزاع عشائري أو شخصي ووافق وجود الطائرة البريطانية قرب الحادث التي بادرت بإطلاق النار على السيارتين ودمرتهما بالكامل وقتلت خمسة من ركابهما. وأشار شهود عيان إلى أن الحادث وقع بعد تبادل لإطلاق النار على دورية بريطانية من مسلحين وردت القوات المحتلة على مصادر النيران. في المقابل زعم جيش الاحتلال الأمريكي اليوم السبت أن قواته قتلت أمس الجمعة رجلا مصريا يعتقد أنه عضو كبير بتنظيم القاعدة في العراق. وقال الاحتلال إن المعلومات أشارت إلى أن "أبو عبد الرحمن المصري" كان يعمل بشكل مباشر لحساب أبو أيوب المصري زعيم تنظيم القاعدة في العراق.مضيفا أنه قتل بين بغداد ومدينة الفلوجة غربي العاصمة. وأوضح الاحتلال أن الرجل كان مسؤولا عن المشاركة فيما أسماه ب "محاكم إرهابية" وفي إصدار فتاوى وأنه قاتل القوات الأمريكية في معركتين كبيرتين بالفلوجة عام 2004. هذا وقد شهد العراق هجمات وتفجيرات متفرقة أوقعت عددا من القتلى والجرحى. فقد لقي ستة جنود عراقيين مصرعهم وجرح ستة آخرون في هجوم بشاحنة مفخخة على موقع عسكري شمال بغداد. وقالت مصادر الشرطة إن شخصين قتلا في إطلاق نار أعقب الهجوم في محطة قطار المشاهدة مما ألحق أضرارا كبيرة بالمبنى. كما لقي أربعة أشخاص مصرعهم وجرح عشرة آخرون في هجوم بقذائف الهاون على حي الفضل في بغداد. وأعلنت الشرطة عثورها على 15 جثة مجهولة الهوية عليها آثار تعذيب في مناطق متفرقة من العاصمة العراقية خلال ال24 ساعة الماضية. من ناحية أخرى وفيما بدا أنه واحدة من أكبر الانشقاقات داخل الحكومة العراقية – الموالية للاحتلال الأمريكي - طلبت جبهة التوافق العراقية من وزرائها الستة في الحكومة مقاطعة جلسات مجلس الوزراء احتجاجاً على ما وصفته بالإقصاء الذي تمارسه الحكومة ضد الجبهة وخاصة ما حصل لوزير الثقافة أسعد الهاشمي قبل أيام. وقالت الجبهة - في بيان - إن الأجهزة الأمنية دهمت منزل الوزير بطريقة مهينة على خلفية ما وصفتها بادعاءات مشبوهة وتحقيق معوج. وطالبت الجبهة بإعادة التحقيق على يد لجنة محايدة ورد الاعتبار للوزير وإيقاف حملة الاعتقالات والعمل على مراجعة ملفات المحتجزين. داعية باقي الوزراء إلى اتخاذ موقف مماثل تضامناً مع الهاشمي. وكانت قوات عراقية دهمت منذ أيام منزل الهاشمي واعتقلت عددا من أفراد حمايته بتهمة التورط في مقتل نجلي عضو مجلس النواب مثال الألوسي في فبراير 2005. وجدد رئيس الجبهة عدنان الدليمي التأكيد على براءة وزير الثقافة من كل الاتهامات التي وجهت إليه. وقال الدليمي – بحسب الجزيرة - إنها غير صحيحة وانتزعت بالقوة من سجناء أكرهوا على الإدلاء بها. وأكد الدليمي أن قضية الهاشمي فجرت كل الأمور السابقة التي مارستها الحكومة وجهات سياسية تريد تهميش الجبهة.متسائلا عن سبب إثارة موضوع حادث مر عليه عامان معتبرا أن ذلك تم للتغطية على أمور أخرى كثيرة. وتعد جبهة التوافق أكبر كتلة للعرب السنة في البرلمان العراقي وقد تشكلت من الحزب الإسلامي بزعامة أمينه العام طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية ومجلس الحوار الوطني بزعامة خلف العليان، والمؤتمر العام لأهل العراق بزعامة الدليمي. وانسحبت الجبهة من اجتماعات مجلس النواب بداية الشهر الجاري احتجاجا على عزل المجلس رئيسه وعضو الجبهة محمود المشهداني. ويتوقع أن يضيف إعلان الجبهة مشاكل وصعوبات أخرى أمام رئيس الحكومة نوري المالكي الذي يسعى جاهدا للتوصل لتشريع جملة قوانين في محاولة لتحقيق تقدم فيما يعتبره مصالحة وطنية ووضع حد للتدهور الأمني في البلاد. وفي شأنٍ عراقيٍّ آخر حذَّر رئيس إقليم كردستان العراقي مسعود البارزاني من وقوع كارثة إذا ما أقدمت تركيا على مهاجمة الإقليم وتعهَّد بأنْ يدافع الأكراد عن أنفسهم. وقال البارزاني - في مقابلةٍ مع محطة (دويتش فيلى) الألمانية- إننا سندافع عن أنفسنا ضد أي دولةٍ تهاجمنا وآمل ألا تكون تركيا جادة في تهديداتها؛ لأنَّ ذلك سيكون كارثة على المنطقة برمتها. وأضاف البارزاني أن أنقرة أعدت خططًا مفصلةً لشن عملية خارج الحدود في العراق ضد من المتمردين الأكراد من حزب العمال الكردستاني التركي محذرًا من أنَّ تركيا ستلجأ إلى هذه الخطة حال إخفاق الولاياتالمتحدة أو القوات العراقية في التعامل معهم. من ناحية أخرى أنهى مجلس الأمن الدولي الجمعة مهمة المفتشين الدوليين الذين كلفوا بالبحث عن أسلحة دمار شامل في العراق. واعتمد مجلس الأمن بأغلبية 14 صوتا -من أصل 15- وامتناع روسيا عن التصويت قرار إنهاء مهمة لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش التابعة للأمم المتحدة. وقد اتخذت الولاياتالمتحدةالأمريكية وبعض حلفائها من مزاعم وجود أسلحة دمار شامل في العراق مبررات لشن العدوان على العراق عام 2003 من دون تفويض من الأممالمتحدة. وخلص تقرير اللجنة الذي تأخر أكثر من أربع سنوات إلى أن العراق كان صادقا في تأكيده عدم امتلاكه أسلحة دمار شامل وهو ما يجعل الحرب التي شنت عليه غير مبررة. وقال التقرير إن اللجنة رغم عدم عثورها على شيء فشلت في منع الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للبلاد فيما أثبتت الأيام أن اللجنة كانت محقة وأن وسائلها وعملها كانت فعالة. وأوضح أن الأحداث أثبتت أن عمليات المفتشين على الأرض أفضل من تقييم المخابرات في بلدان تعمل منفردة حيث يقدم التفتيش في المواقع معلومات في الوقت المناسب وأكثر دقة من المصادر الأخرى الخارجية. وانتقد التقرير اللجوء إلى فكرة امتلاك العراق برامج لصنع أسلحة كيماوية وبيولوجية ونووية بدأت في السبعينيات رغم عدم تمكن اللجنة من العثور على أدلة وعدم العثور لاحقا على مثل تلك الأسلحة. ولمح التقرير إلى أن التلهف الأمريكي والبريطاني للعدوان على العراق عرقل عمل اللجنة التي خضعت لقيد زمني ضيق قلص عمليات التفتيش وقدرتها على الوصول إلى نتيجة موثوقة في عملياتها. وأوردت تقارير سابقة للجنة قبل العدوان لأمريكي عدم معرفتها مصير كل مواد العراق الكيمياوية والبيولوجية وعدم استطاعتها إثبات استئناف العراق إنتاجها. وكان هانز بليكس السويدي الجنسية الذي رأس لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش التابعة للأمم المتحدة في ذلك الوقت أكثر صراحة. وقال في مقابلة عام 2005 إنهم أرادوا التفتيش وليس الغزو لكن الولاياتالمتحدة وبريطانيا تجاهلتا تقاريرهم وتصرفتا بناء على معلوماتهما. وعملت اللجنة التي أصدرت التقرير في العراق خلال الفترة من نوفمبر 2002 وحتى سحبها عشية غزو العراق. غير أن لجنة التفتيش التي سبقتها وهي اللجنة الدولية الخاصة المكلفة بنزع أسلحة العراق "يونسكوم" قضت سبع سنوات هناك في إزالة أسلحة الدمار الشامل العراقية ومنشآت أخرى بعد حرب الخليج عام 1991.