قامت شرطة مكافحة الشغب الكويتية باستخدام القنابل الصوتية وقنابل الدخان لتفريق آلاف المتظاهرين الذين أغلقوا طريقًا رئيسة جنوب العاصمة أمس. إلى ذلك، التقى أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح شخصيات بارزة من المعارضة، في محاولة وساطة تهدف إلى الحد من التوتر والخروج من الأزمة الناجمة عن الخلاف حول نظام الانتخاب. وميدانيًّا، فبعد أن قامت قوات النخبة الخاصة وقوات الشرطة بإغلاق موقع الاحتجاج الأصلي في مدينة الكويت، أبلغ منظمو التظاهرة أنصارهم عبر موقع "تويتر" بالتجمع، بدلاً من ذلك في منطقة مشرف على بعد نحو 20 كلم جنوب العاصمة، فسارعت الشرطة إلى إغلاق معظم الطرق المؤدية إلى ذلك الموقع، إلا أن الآلاف تمكنوا من الوصول إليه وبدأوا مسيرتهم على الفور. وقطع المتظاهرون الطريق الدائرية السادسة السريعة جنوب الكويت لفترة وجيزة، قبل أن ينهوا التظاهرة بعد نحو ساعة من انطلاقها. وجاء في رسالة على "تويتر" تحت اسم "كرامة وطن": إنه "بعد أن أعربنا عن رسالتنا برفض أي تلاعب في الدستور، نعلن نهاية المسيرة" التي تأتي رفضًا لتعديل نظام الانتخاب الذي أمر به أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح الشهر الماضي، فضلاً عن الدعوة لانتخابات جديدة في الأول من ديسمبر. وقال ناشطون: إنه جرى اعتقال عدد من المتظاهرين، إلا أنه لم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات. والتقى أمير الكويت مساء أمس أربعًا من الشخصيات المعارضة بينهم نائبان إسلاميان سابقان، في أول لقاء رسمي بين الأمير والمعارضة منذ بدء الخلاف قبل أسابيع، وذلك في محاولة وساطة تهدف إلى الحد من التوتر والخروج من الأزمة الناجمة عن الخلاف حول نظام الانتخاب. وقال النائب السابق محمد الهايف على صفحته على تويتر: إن الأمير أبلغه أنه سيقبل بحكم المحكمة الدستورية على التعديل المثير للجدل. وعلى الرغم من المواجهات غير المسبوقة التي شهدتها الكويت بين قوات الأمن والمتظاهرين في الشارع، إلا أن تغيير نظام الحكم ليس على أجندة المعارضة التي تسعى فقط إلى إصلاحات جذرية بحسب ما يؤكد قياديوها والمراقبون. وقررت جميع أطياف المعارضة مقاطعة الانتخابات في ظل التعديل الجديد الذي يرى المعارضون أنه يهدف إلى المجيء ببرلمان موال للحكومة. وكانت المعارضة قد حققت فوزًا ساحقًا في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي نظمت في فبراير الماضي، إلا أن المحكمة الدستورية ألغت هذه الانتخابات في حزيران الماضي، وأعادت البرلمان المنتخب في 2009 والذي كان يسيطر عليه الموالون للحكومة، لكن الأمير حل في نهاية الأمر البرلمان المعاد ودعا لانتخابات جديدة. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة