جدد رئيس حكومة الوحدة الفلسطينية إسماعيل هنية اليوم دعوته إلى الحوار بين حركتي المقاومة الإسلامية حماس وفتح لإنهاء الأزمة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية حاليًا. وقال مكتب هنية إن رئيس الحكومة أبلغ الرئيس اليمني علي عبد الله صالح- في اتصال هاتفي- أن المخرج من الوضع الحالي هو بدءُ حوارٍ فلسطينيٍّ دون شروط مسبقة مضيفًا أن هذه المحادثات لا بد وأن تُعقَد على أساس عدم وجود منتصر أو مهزوم وعلى أساس عدم الإضرار بأحد وعلى أساس حكومة وحدة وطنية. كما وجهت الحركة اتهامات خطيرة لجهازي الأمن الوقائي الفلسطيني والمخابرات العامة تتعلق بالعمالة للاحتلال الصهيوني والإضرار بالأمن القومي العربي. وقال القيادي في الحركة خليل الحية إن الأجهزة الأمنية وعلى الأخص جهازي الأمن الوقائي والمخابرات العامة كانت تتاجر بالمعلومات الأمنية وتنسق مع الاحتلال وتلاحق المقاومة وعناصرها. وأوضح الحية أنه تم وضع اليد على وثائق وأقراص تسجيل تحدد تحركات قادة المقاومة وتتضمن أوامر بقتل مطلقي الصواريخ على الكيان الصهيوني . كما كشف القيادي بحماس عن وثائق قال إنها تؤكد قيام جهازي الأمن الوقائي والمخابرات بعمليات تنصت على كافة السياسيين بمن فيهم الرئيسان الراحل ياسر عرفات والحالي محمود عباس. وقال الحية إن لدى حماس ما وصفها بملفات وتسجيلات خطيرة جدا سيتم عرضها على لجنة تقصي الحقائق العربية وأي قضاء فلسطيني مستقل ولكنه يتحفظ على نشر تسجيلات مصورة تظهر سعي الأجهزة الأمنية لتوريط بعض الشخصيات الفلسطينية العامة في فضائح أخلاقية وابتزازهم بها. واتهم تيارا في فتح بالاتفاق مع رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت من أجل التزود بالأسلحة والعتاد لاستخدامها في مواجهة حماس مشيرا إلى أن هذا التيار كان يجمع المعلومات الاستخبارية عن رموز وكوادر ومقاتلي حماس ويتنصت على هواتفهم. وفي اتهام آخر لا يقل خطورة عن الأول قال القيادي بحماس إن الأجهزة الأمنية كانت تجمع معلومات عن دول عربية وإسلامية وعلماء وسياسيين عرب ومسلمين لصالح الكيان الصهيوني والولايات المتحدة معتبرا أن ذلك يضر بالأمن القومي العربي. يأتي ذلك فيما أصدر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قرارًا يطلب فيه من وزير داخلية حكومة "الطوارئ" مراجَعَةَ الأوضاع القانونية للمؤسسات غير الحكومية العاملة في الضفة الغربية فيما يبدو أنها خطوةٌ لمحاصرة حركة حماس في الضفة من خلال إغلاق المؤسسات التابعة لها هناك. وفي خطوةٍ لافتةٍ وافق رئيس السلطة على قبول الاستقالة التي تَقدَّم بها اللواء رشيد أبو شباك- المدير العام لجهاز الأمن الداخلي- وهي الخطوة التي ربما هدف بها عباس إلى تهدئة الداخل السياسي في حركة فتح الساخط ضد الأجهزة الأمنية التابعة لرئاسة السلطة بعدما فشلت في القضاء على حركة حماس إلا أن الخطوة جاءت في الاتجاه العكسي إذ دعمت الاتهامات التي وجَّهتها حماس لتلك الأجهزة بالفساد والعمل على تحقيق مصالح فئة معينة على حساب أخرى في الأراضي الفلسطينية بدلاً من خدمة كل الفلسطينيين. وفي دعم من الاحتلال للتيار الانقلابي قالت جريدة هاآرتس الصهيونية إن قيادة جيش الاحتلال تدرس حاليًا تزويد قوى الأمن التابعة لرئاسة السلطة بمجنزرات ومدرعات لتعزيز قوته في الضفة الغربية مقابل حركة حماس. وأضافت الجريدة أن اجتماعًا عُقد قبل أيام بين كبار قادة جيش الاحتلال في الضفة وعدد من قادة الأجهزة الأمنية التابعة للرئاسة شهد تقديم مسئولي الأجهزة الأمنية مقترحَين لقادة الجيش الصهيوني يتضمَّنان وقف الصهاينة عمليات الاعتقال التي تستهدف عناصر حركة فتح في الضفة والسماح لأجهزة الأمن الفلسطينية بالعمل بحرية في المدن الفلسطينية الكبرى هناك مقابل عمل هذه الأجهزة على تفكيك جميع الأجنحة العسكرية التابعة لفتح في الضفة. وأشارت الجريدة إلى أن قيادات الجيش تميل إلى قبول تلك المقترحات عدا مقترح وقف ملاحقة عناصر فتح في الضفة الغربية. وكانت جريدة (لوس أنجيليس تايمز) الأمريكية قد أشارت أيضًا في عدد سابق لها إلى أن جيش الاحتلال قد يوافق على تخفيض عمليات ملاحقة عناصر كتائب شهداء الأقصى - الجناح العسكري لفتح - دون أن يوقفها بصورة كاملة في إطار خطوات تدعيم فتح ضد حماس في الضفة الغربية. إلى ذلك استمرت تحركات التيار الانقلابي داخل فتح لمنع حماس من تحقيق الاستقرار الكامل في قطاع غزة فقد كشف المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري عن بعض المسئولين الفلسطينيين في رام الله أنهم وراء عرقلة إطلاق سراح الصحفي البريطاني آلان جونستون مراسل هيئة الإذاعة البريطانية المختطف في غزة منذ 12 مارس الماضي. وقال أبو زهري – بحسب وكالة قدس برس- إن الاتصالات التي وردت من المسئولين في السلطة برام الله هي التي أعاقت الإفراج عنه حتى الآن رغم أن حماس كانت على وشك إنهاء الملف بعد الجهود التي بذلتها الحركة طوال الفترة الماضية. وأضاف أبو زهري أن حماس رصَدت عدة اتصالات من رام الله تحرِّض الخاطفين على عدم تسليمه من أجل أن لا تسجِّل حماس هذا الأمر لصالحها إلا أنه تعهَّد بمواصلة حماس جهودها لإطلاق سراح الصحفي. وفي سياق آخر استمرت الاعتداءات الصهيونية على الفلسطينيين حيث أشارت الأنباء الواردة من الضفة الغربية إلى استشهاد الشاب فادي مطور برصاص الاحتلال الصهيوني مساء أمس في مدينة الخليل جنوب الضفة. وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال المتمركزة عند حاجز حلحول أخضعت الشهيد للتفتيش، بينما كان في طريقه للتسوُّق بالقرب من منزله قبل أن تطلق النار عليه؛ مما أسفر عن استشهاده بعد إصابته برصاصة في الصدر، ويأتي هذا الاعتداء رغم زعم السلطة بأن اللقاء المقبل بين عباس ورئيس الحكومة الصهيونية إيهود أولمرت في شرم الشيخ سوف يُسفر عن إحلال السلام بين الفلسطينيين والصهانية!!