أكد تقرير سري للأمم المتحدة أن سياسة المنظمة الدولية في المنطقة أخفقت لأنها خاضعة لمصالح الولاياتالمتحدة و”إسرائيل”. وفي تقرير سري أصدره مبعوث الأممالمتحدة في المنطقة الفارو دي سوتو لدى انتهاء مهمته تحت عنوان “تقرير نهاية المهمة”، ويقع في 53 صفحة نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية، دان دي سوتو المقاطعة واسعة النطاق للحكومة الفلسطينية والعقوبات الاقتصادية التي فرضتها “إسرائيل” والولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي على حماس عقب فوزها في الانتخابات العام الماضي، واعتبرها سياسة قصيرة النظر. وقال إن إقرارها من جانب اللجنة الرباعية كانت له عواقب مدمرة على الفلسطينيين. وانتقد السياسة “الإسرائيلية” بسبب فرضها شروطاً مسبقة لا يمكن تحقيقها لإجراء محادثات مع الفلسطينيين كما انتقد بشدة اللجنة الرباعية الدولية داعياً إلى انسحاب الأممالمتحدة منها. وكان دي سوتو وهو من بيرو عمل في خدمة الأممالمتحدة 25 سنة في دول عدة منها السلفادور ومنطقة الصحراء وقبرص وأمضى عامين في الشرق الأوسط قبل ان يستقيل في مايو الماضي ليحل محله البريطاني مايكل وليامز. وأوضح دي سوتو في تقريره انه استقال لشعوره بالإحباط حيث أنه لم يلق اذنا صاغية من أحد. وفي تقريره الصادر في الخامس من مايو قال دي سوتو إن قيودا فرضت عليه من جانب المركز الرئيسي للأمم المتحدة بشأن التحدث إلى الحكومة الفلسطينية التي شكلتها حركة حماس أو إلى سوريا. وجاء في التقرير إن “العدالة أطيح بها على نحو لم يسبق له مثيل منذ بداية 2007”. وانتقد بشدة حركة حماس بسبب ميثاقها الذي يدعو إلى تدمير “إسرائيل” وانتقد أيضا الرئيس الفلسطيني محمود عباس بسبب قيادته الضعيفة وغير الفعالة. وشن دي سوتو هجوما لاذعا على نزوع صانعي السياسة الأمريكية للابتعاد عن أي تلميح بشأن استياء “إسرائيل” والانقياد بوقاحة أمام أي جمهور مرتبط ب “تل أبيب”. لكن دي سوتو أفرد مساحة واسعة لانتقاد الأممالمتحدة نفسها حيث قال إن “التشجيع يكون للعلاقات الجيدة مع الولاياتالمتحدة وتحسين علاقات الأممالمتحدة مع إسرائيل”. وتابع إن الضغوط الأمريكية أدت إلى تقويض جهود الأممالمتحدة لتحقيق “السلام” في المنطقة. وقال إن الأممالمتحدة تحولت من هيئة للتفاوض وفقا لخارطة الطريق، إلى منظمة تعمل على فرض عقوبات على حكومة منتخبة بطريقة حرة من جانب شعب يخضع للاحتلال. وأضاف “لا اعتقد بصدق أن الأممالمتحدة تقدم أي خدمة ل”إسرائيل” على الإطلاق بعدم التحدث بصراحة إليها عن إخفاقاتها فيما يتعلق بعملية السلام”. وأضاف ان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ينبغي أن “يعيد النظر جديا” بشأن استمرار عضوية الأممالمتحدة في اللجنة الرباعية التي قال إنها أصبحت بمثابة عرض هامشي وإلى حد كبير مجموعة من أصدقاء الولاياتالمتحدة. وقال إنه يأسف لأن نصيحته للأمم المتحدة لم تحظ باهتمام. وقال “كنت في أفضل الأحوال منسق الأممالمتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط من الناحية الشكلية، ومنذ فوز حماس أصبحت ممثل السكرتير العام للأمم المتحدة لدى السلطة الفلسطينية وذلك لمدة عشر دقائق فقط ومن خلال مكالمتين هاتفيتين ومصافحة واحدة لمسؤولين فلسطينيين.