أكدت الصحف الأميركية أن خطة البيت الأبيض الجديدة في العراق تتمثل في الإبقاء على القوات الأميركية في ذلك البلد إلى الأبد, واشارت الصحف الى قيام تركيا بتعزيز وجودها العسكري على حدودها مع العراق وتحت عنوان " خطة إقامة قواعد عسكرية دائمة في العراق لم تأت بين عشية وضحاها, بل هي نتاج عمل استغرق وقتا طويلا" كتب دانيال شور أحد كبار المحللين السياسيين في الراديو القومي العام تعليقا في صحيفة كريستيان ساينس مونتور قال في بدايته إن الرئيس الأميركي الذي كان مولعا بالقول إن القوات الأميركية ستظل في العراق ما اقتضت الضرورة ذلك ولن تبقى هناك يوما واحدا بعدها, لم يعد يقول هذا الآن. وأضاف أن "الكلمة" الجديدة في البيت الأبيض هي أن القوات الأميركية ستظل متمركزة في العراق إلى الأبد على "النموذج الكوري". لكن شور رأى أن هذه المقارنة مكلفة لأن الولاياتالمتحدة ساعدت في رأب الصدع الحاصل بين الكوريتين منذ انشطار بعضهما عن بعض عام 1953, كما أن كوريا الجنوبية ليست بها مقاومة مسلحة للوجود الأميركي. وأضاف المعلق أن خطة إقامة قواعد عسكرية دائمة في العراق لم تأت بين عشية وضحاها, بل هي نتاج عمل استغرق وقتا طويلا. وبرر ذلك بقوله إن الرئيس الأميركي جورج بوش تجاهل اقتراح لجنة بيكر وهاملتون، الذي أوصى بإعلان واشنطن صراحة أنها لا تنوي إقامة قواعد دائمة في العراق, كما أن الكونغرس صوت على تعديل أرفق مع قانون الإنفاق العسكري يحظر إقامة قواعد عسكرية دائمة في العراق, إلا أن القانون عرض للتشاور واختفى منه التعديل المتعلق بالقواعد بصورة غامضة. وقال شور إن بناء أربع قواعد عسكرية وتشييد أكبر سفارة أميركية في بغداد يتقدم بشكل سريع. وأضاف أن هذه القواعد ستكون بها مدرجات يبلغ طول الواحد منها ميلين مما يسمح لأكبر الطائرات الأميركية بالهبوط. كما أن القاعدة الأميركية في بلد شمال بغداد تغطي 14 ميلا مربعا, ويجري التخطيط لبناء قاعدة أخرى في منطقة هي في الأصل منطقة أثرية. ونقل شور عن آنتوني زيني وهو جنرال أميركي متقاعد قوله إن فكرة إقامة قواعد عسكرية أميركية دائمة في العراق "فكرة غبية", ستؤدي إلى تدمير صورة أميركا في المنطقة عموما. واعتبر المعلق أن هذه القواعد لا بد أن يتعدى الهدف منها تحقيق الاستقرار في العراق, مشيرا إلى أن الكل يدرك أن القواعد الأميركية هناك ستحفظ لأميركا قوتها على أبواب إيران. وأكدت الصحيفة أن تهديد تركيا بدخول شمال العراق يضع الولاياتالمتحدة في وضعية صعبة, بين الحليف التركي العضو في حلف شمال الأطلسي، الذي يوفر للأميركيين قواعد جوية يستخدمونها لتوفير المؤن لقواتهم في وسط العراق وبين أكراد العراق الذين يعتبرون أهم حليف لواشنطن في العراق. ونقلت الصحيفة عن مسؤول تركي قوله إن قواتنا تتعرض يوميا لهجمات الانفصاليين الأكراد و"يجب أن يقوم أحد ما بعمل ما، فعلى بوش أن يسمح للقوات التركية بدخول شمال العراق, وعلى أميركا أن تختار بين الشعب الكردي والشعب التركي".